أمهل مجلس
ثوار العشائر في
الأنبار حكومة نوري
المالكي في بيان له الجمعة، لسحب كامل قواته عن محافظة الأنبار وإبعاد الجيش للدفاع عن حدود
العراق المستباحة من قبل الدول المجاورة.
وجاء في البيان الذي قرأه أمير مجلس ثوار العشائر في الأنبار علي حاتم سليمان الدليمي في مؤتمر صحفي أن "مجلس العشائر يحمل مسؤولية الدماء التي سالت سواء من الجيش أو المدنيين للمالكي وبعض القادة العسكريين وحلف الفاسدين والغادرين، الذين ضللوا الشعب العراقي بوجود (داعش) والقاعدة في مدن الأنبار".
واعلن الدليمي في البيان الذي تلاه أن ثوار العشائر سيقومون بإعادة جميع مراكز الشرطة وحفظ الأمن وطرد جميع عناصر الإرهاب في جميع نواحي المحافظة "إن وجدت".
وطالب الدليمي باستقالة محافظ الأنبار فورا وإقالة جميع المسؤولين الذين شاركوا في تضليل المعلومات وإراقة دماء الأبرياء، وإحالتهم إلى المحاكم" وفق قوله.
وحمّل البيان عناصر الشرطة المحلية مسؤولية حماية الدوائر الحكومية المؤسسات المدنية، وحماية المواطنين وعدم التعاون مع "مليشيات المالكي والصحوات لأنهم هدف لثوار العشائر"، كما جاء في البيان.
وتابع البيان أن هذه الثورة جاءت بعدما "سلبت حقوق الشعب في المحافظات الغربية خلال عشرة أعوام، حيث اتهمت العشائر بالخروج عن السلمية وبالطائفية و بالإرهاب من قبل المالكي وحاشيته حيث وجهت إلينا عبارات طائفية وتهديدات من حكومة المالكي بإهدار الدماء".
وقال الدليمي إن "المالكي بدأ بحرب إعلامية وسخر القنوات الفضائية التابعة له بالترويج لمشروعه الطائفي ومصالحه الحزبية وبدأ الحرب بالحويجة واستغل المؤسسة العسكرية والوزارات الأمنية أبشع استغلال للترويج لمشروعه الحزبي، واليوم أعلن المالكي الحرب على عشائر الأنبار، وزج بترسانته العسكرية والجيش، وجنودا من كافة المحافظات بدعم من حلف الخونة والغادرين بحجة مطاردة الإرهاب في صحراء الأنبار، وتفاجئنا بتوجيه ترسانته إلى ساحات الاعتصام واعتقال رموز الساحات النائب وأحمد العلواني وقتل شقيقه والتمثيل به بالتعاون مع شيوخ الصحوات والردة، متناسيا المالكي وحلف الخونة أن الأنبار أركعت وأبكت أسيادهم الأمريكان وهي أول من ضربت الإرهاب".
وحمل الدليمي شخصيا بعض الفضائيات مثل قناة العربية وقناة الشرقية مسؤولية تشويه صورة ثوار العشائر، وقال إن "هذه القنوات التي انجرت وراء المصالح والضغط السياسي أو المادي ولا نعلم هل هناك قصد من تشويه صورة الثوار العشائريين".
وحمل الدليمي أيضا المسؤولية لـ"أحمد أبو ريشة" وبعض "الصحوات" الذين انتشروا بحجة مقاتلة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
استمرار الاشتباكات بين ثوار العشائر والقوات الحكومية
ميدانيا، واصل، السبت، الجيش العراقي لليوم الرابع على التوالي قصف أحياء بالفلوجة ، بالمدافع، فيما استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش مدعوما بالطيران الحربي و"ثوار العشائر" بالرمادي، والمدينتان يتبعان محافظة الأنبار، بحسب مصادر عشائرية.
وقال المصدر العشائري، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن "قوات الجيش بدأت بقصف مدفعي متواصل منذ منتصف ليلة الجمعة وحتى صباح السبت لعدد من منازل المواطنين في مناطق وقرى مختلفة من شرقي الفلوجة".
وأضاف أن حصيلة الضحايا لم تعرف بعد بسبب إغلاق الطريق الرئيسة في هذه المناطق ومحاصرتها من قبل قوات الجيش.
من جهته قال مصدر عشائري آخر بمدينة الرمادي إن الاشتباكات لاتزال مستمرة بين "ثوار العشائر" من جهة، والقوات الحكومية المدعومة بالطيران الحربي من جهة أخرى، في مناطق مختلفة من جنوب وشرق المدينة.
وأضاف المصدر العشائري أن "طيران الجيش قصف العديد من المناطق التي تشهدها الاشتباكات".
من جهة أخرى، قال الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، قائد عمليات "دجلة"، إن انتحاريا يقود مركبة فجر نفسه بنقطة تفتيش تابعة للجيش بكركوك (شمال العراق).
وأضاف الزيدي أن التفجير أسفر عن إصابة جنديين، وتبعها هجوم من قبل مسلحين على نقطة تفتيش أخرى بكركوك أيضا، وتمكنت قوات الجيش من قتل ثلاثة مسلحين ينتمون الى عناصر تنظيم "داعش"، وفق ما قاله.
كما أشار قائد الفرقة الثانية عشر اللواء الركن محمد خلف الدليمي إلى أن شاحنة مفخخة يقودها انتحاري، انفجرت الجمعة، فوق جسر الكوير الاستراتيجي، مما أسفر عن تدمير أجزاء واسعة من الجسر ووقف حركة المرور، من دون حدوث خسائر بشرية.
وجسر الكوير، على نهر الزاب الأعلى والذي يربط مدينة كركوك بمدن وسط وجنوب العراق جنوبا وشمالا، يرتبط مع الموصل ودهوك وتركيا وسوريا.
واشنطن تؤيد مبادرة الحكيم الخاصة بالأنبار
وفي سياق متصل، أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي بريت ماكورك، دعم واشنطن لمبادرة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم حيال الأنبار، مجددا تأييد بلاده للجهود المبذولة للقضاء على "الإرهابيين" في غرب العراق.
وذكر بيان لمكتب المجلس الأعلى الإسلامي السبت أن الحكيم استقبل ماكورك وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع السياسية والأمنية في العراق، وبخاصة الوضع في محافظة الأنبار، فضلا عن الوضع الإقليمي وفي المنطقة عموما.
وكان الحكيم أطلق الأربعاء الماضي مبادرة أطلق عليها اسم "أنبارنا الصامدة" في محاولة لإنهاء الأزمة الحالية بالمحافظة.
وتتضمن المبادرة من عدة بنود منها تشكيل قوات الحماية الذاتية من أبناء العشائر لحماية محافظتهم وتخصيص أربع مليارات دولار على مدى أربع سنوات لإعادة إعمارها ورصد ميزانية خاصة لدعم العشائر التي تقاتل الإرهاب وتشكيل مجلس أعيان يمثل القوى العشائرية في المحافظة ومنحه الصفة الرسمية.
كما تشهد المحافظة منذ 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق ينفذها الجيش العراقي تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية، تشارك بها قطعات عسكرية ومروحيات قتالية، لملاحقة تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش".