صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: إيران خائفة من مؤتمر الرياض وسيطرة روسيا

تزايد المخاوف الإيرانية مع سيطرة الروس على أجواء سوريا واقتراب عقد مؤتمر الرياض - أرشيفية
تناول المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل في مقال له نشره في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الاثنين، المخاوف الإيرانية من تراجع تأثيرها في سوريا، لافتا إلى أن ما يؤجج هذه المخاوف، عقد مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، وسيطرة روسيا على الأجواء السورية.

وبحسب برئيل، ففي الوقت الذي تستعد فيه الرياض لاستقبال الأطراف المشاركة في المؤتمر الذي سيعقد الثلاثاء، فإنه يوجد تقاطب كلامي بين إيران والسعودية حول مبدأ عقد هذا المؤتمر. فإيران تشتبه بأن السعودية تخطط لسرقة العرض منها، وكذلك روافع التأثير على نتائج المؤتمر السياسية.

وقال المحلل الإسرائيلي، إن إيران تتخوف من أن تتحول الجبهة السورية إلى ساحة روسية، وحينما يتم عقد مؤتمر المعارضة في الرياض بالسعودية، فإن إيران قد تجد نفسها على مفترق حسم استراتيجي. 

وحول ذلك، تساءل برئيل: "هل ترسل إيران قوات برية إلى سوريا من أجل تعزيز تواجدها، أم تكتفي بالمهمة التي أخذت على عاتقها قوة مساعدة"، موضحا أن "الاحتمال الأول من شأنه أن يورطها في حرب برية غير مضمونة الانتصار. أما الاحتمال الثاني فقد يُخرجها من سوريا".

ولفت إلى أن متحدثين إيرانيين رفيعي المستوى قالوا الأسبوع الماضي، إن "عقد الاجتماع في السعودية سيلحق ضررا بالعملية السياسية التي تم الاتفاق عليها في فيينا". 

ولا يفهم المحلل الإسرائيلي لماذا لا تفسر إيران مخاوفها بشأن هذا المؤتمر، وكيف أنه سيلحق الضرر بتفاهمات فيينا. إضافة إلى ذلك، فإن طهران هي من وافقت على تشكيل قيادة معارضة موحدة من أجل النقاشات مع بشار الأسد، لكنها توقعت أن يكون المؤتمر في منطقة محايدة، وليس في عاصمة خصمتها السعودية.
 
واعتبر برئيل أن السعودية نجحت من خلال مؤتمرها في سحب البساط من تحت أقدام إيران، ولفت إلى أن ذلك ليس وحده أثر في الإيرانيين، حيث إن مواقع المعارضة في سوريا تتحدث عن أن طابع النشاط الروسي في سوريا يثير السخط وخيبة الأمل في إيران. 

والروس مثلا سيطروا على مطار الشعيرات شرقي مدينة حمص الذي كان يسيطر عليه حزب الله والحرس الثوري الإيراني. وبدلا من القوات الإيرانية توجد الآن قوات روسية تنوي أن تقيم في الشعيرات مطارا لطائرات روسيا القتالية، وفق ما نقله برئيل.

ووفقا لبرئيل، فإن مصادر في المعارضة السورية قالت إن روسيا تسعى أيضا إلى إخراج قوات حزب الله من سوريا. ويبدو أن هذا الأمر سيواجه معارضة من قبل الأسد وإيران. 

القصف الروسي وإيران

في سياق متصل، قال برئيل في معرض حديثه عن التخوفات الإيرانية من خسارة دورها في سوريا، إنه على خلاف إيران التي لديها قوات برية في سوريا تبلغ خمسة آلاف ضابط و25 ألف مقاتل، فإنه لا توجد لروسيا قوات برية هناك. لكنها تستغل جيدا القصف الجوي من أجل فرض سيطرتها.
 
وأضاف أن هذا القصف الجوي "ناجع أكثر من دور الحرس الثوري أو القوات التابعة له، وهو يحول روسيا إلى القوة العسكرية الأكثر فاعلية في سوريا"، موضحا أن "هذا بالضبط ما يخشى منه قادة إيران الذين بحسب مصادر المعارضة يرسلون رسائل للمسؤولين عنهم في طهران لتحذيرهم من إخراج إيران من الجبهة السورية، ومن إمكانية أن تتحول سوريا إلى دولة تابعة كليا لروسيا".