حظيت احتجاجات 30 حزيران/ يونيو 2013 التي مهدت لانقلاب رئيس النظام
المصري عبد الفتاح
السيسي، العسكري في الثالث من تموز/ يوليو على الرئيس الراحل
محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، بدعم عدد ليس بالقليل من الكيانات
والناشطين، وشارك ودعا للنزول والمشاركة في الاحتجاجات.
وسرعان ما قرر عدد كبير من المشاركين في الاحتجاجات التبرأ منها والاعتذار
للشعب المصري عن المشاركة والدعوة لمظاهرات 30 حزيران/ يونيو التي كانت تطالب انتخابات
رئاسية مبكرة، فحسب، وتوالت اعترافات واعتذارات الكثيرين عن انخداعهم في تلك
الدعوات.
وتأتي الذكرى الحادية
عشر وسط أزمات كبيرة تعاني منها مصر حاليا، على رأسها أزمة انقطاع الكهرباء والغاز
التي أثرت على العديد من عمليات الإنتاج والمصانع، وما يعانيه اقتصاد مصر من انهيار
وارتفاع قيمة الديون الخارجية وكذلك ارتفاع معدلات التضخم لدرجات غير مسبوقة، وانخفاض
قيمة الجنية أمام الدولار.
كيانات تبرأت من المشاركة
حركة "6 ابريل"
تعد حركة 6 أبريل من أبرز الكيان والحركات الشبابية السياسية في مصر كان
ليها دور ومشاركة واضحة في ثورة
25 يناير، كما كان لها مشاركات وحراك مستمر وشاركت
بشكل فعال في الحشد لتظاهرات 30 حزيران / يونيو.
تراجعت الحركة عن
موقفها بعد شهور، بعدما اتضحت صورة الانقلاب، وبدأت في إصدار البيانات التي تصف ما
حدث بأنّه "انقلاب على الثورة"، في نهاية 2013، خاصة بعد صدمات تمت مع
قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، فيما تم اعتقال مؤسس الحركة أحمد ماهر أثر الدعوات
لتظاهرات رافضة لقانون التظاهر الجديد، وهو وعدد من أبرز رموز الحركة، قبل أن يصدر
حكم قضائي في 28 نيسان/ أبريل 2014 باعتبار 6 أبريل "جماعة محظورة"،
ومصادرة مقراتها وممتلكاتها.
وأقرّ مؤسسها أحمد
ماهر في إحدى رسالة له من داخل سجنه، قبل ان يفرج عنه في 2017 بأنّه كان
"لديه تحذيرات مسبقة بحدوث انقلاب عسكري"، وأن المشاركة فيه كان خطأً.
وانضم إلى ماهر العديد من أعضاء الحركة، ليعلنوا عن ندمهم على المشاركة بتظاهرات
30 حزيران / يونيو.
الاشتراكيون
الثوريون
لم يختلف موقف حركة الاشتراكيون الثوريون عن حركة 6 إبريل، حيث صدر عن الحركة بيانا
عقب المجازر التي وقعت بعد الانقلاب العسكري بداية من أحداث الحرس الجمهوري،
مروراً بالمنصة، وانتهاءً بمجزرة فض اعتصامَي رابعة العدوية ونهضة مصر، ومع قرار إخلاء سبيل الرئيس المصري
المخلوع حسني مبارك، بدأت الحركة في العودة للشارع تدريجياً، تحدث القيادي في الحركة
هيثم محمدين، عن عودة حكم العسكر والثورة المضادة بعد 30 حزيران/ يونيو.
وفى 2018 تم
اعتقال هيثم محمدين، خلفية القضية المعروفة إعلامياً بـ "الاحتجاجات ضد زيادة
أسعار تذاكر مترو الأنفاق"، فيما تم الإفراج عنه عام 2022.
"مصر القوية"
شارك مؤسس حزب
"
مصر القوية"، المرشح الرئاسي السابق،
عبد المنعم أبو الفتوح، في تظاهرات
30 حزيران/ يونيو، بل وحضر أول اجتماع للرئيس المؤقت عدلي منصور مع القوى
السياسية، إلا انه سرعان ما خرج مؤسس الحزب ليصف ما حدث بأنه "انقلاب
عسكري"، عقب وقوع مجزرة الحرس الجمهوري، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين شخص
برصاص القوات الأمنية.
وكتب المتحدث
الرسمي للحزب، أحمد إمام، اعتذار للشعب المصري عن مشاركة الحزب في تظاهرات 30 حزيران
/ يونيو التي مهدت للانقلاب وعودة لدولة العسكر مرة أخرى"، على حدّ قوله.
شباب
الثورة
ضم حزب التيار
المصري، "قيد التأسيس"، مجموعة من شباب "ثورة يناير"، من
المشاركين في 30 حزيران / يونيو، غير أنه كان أيضاً من أوائل المتراجعين، وصعد
القيادي بالحزب عبد الرحمن فارس، على منصة اعتصام "رابعة"، يوم مجزرة
الحرس الجمهوري، ليبدأ طريق نضال ضدّ السلطة التي جاء بها.
أبرز الشخصيات
لم يقتصر الاعتذار والتبرأ من المشاركة في مظاهرات 30 حزيران/ يونيو وإبداء الندم على أنها كانت جزءًا من
تلك الأحداث، وما نتج عنها من أحداث لاحقة من سيطرة الجيش على الحكم وعودة الحكم
الاستبدادي، والقضاء على مكتسبات ثورة يناير، على
الكيان والحركات الثورية فقط بل شمل عدد من الشخصيات النشطاء والسياسيين، منهم من
يقبع في السجون بسبب موقفه منهم من أثر السكوت.
وتنوعت طريقة
اعتذار السياسيين عن المشاركة في تلك الأحداث؛ فمنهم من اعترف صراحة بخطئه في
تقدير الأمور حينئذ، وبين من اكتفى فقط بالهجوم على نظام ما بعد الانقلاب، مؤكدًا
تمسكه في الوقت نفسه بأهمية المظاهرات.
جمال عيد
البداية مع الناشط
والحقوقي جمال عيد الذي أعترف بخطأ في المشاركة في مظاهرات 30 يونيو، واعتذر للشعب
المصري على تلك المشاركة.
وكتب عيد على
حسابه الشخصي عبر منصة أكس، "أنا كنت غضبان من الاخوان، وخايف منهم، مليت
استمارة تمرد، وساعدنا في تصميم موقع تمرد، ونزلت 30 يونيو، كنت نازل عشان
انتخابات رئاسية مبكرة " وده مش تبرير"
وأضاف، "أنا
ضد أن الجيش يحكم من حيث المبدأ. ورغم ذلك نزلت!!
بعترف بالخطأ
وأني كنت غلطان، مش بس رافض بسبب الاذى اللي نالني من ضرب وسرقة وتشهير وظلم
بوليسي وظلم اشد بغلاف قضائي، لكن، رغم كل ما أزعمه من وعي وخبرة
بالنظم العسكرية في امريكا اللاتينية وغيرها، نزلت وشاركت وكنت زي عسكري الشطرنج
في لعبة مش بتاعتي وناس مش مني وأهداف مخفية غير اهدافي، وبعترف أني من اللي قال
عليهم بلال فضل" العالقون في يناير، غضبان وقرفان ومضرور"
ممدوح حمزة
اعترف الناشط
السياسي المصري المهندس ممدوح حمزة بأنه أخطأ حين شارك في مظاهرات "30 يونيو"
2013، ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، معلنا اعتذاره، وطالبا المغفرة من الله.
وقال حمزة، عبر
صفحته بـ"فيسبوك": "لو كنت أعلم الغيب وما أصاب مصر وشعبها حتى
الآن، ما كنت شاركت في 30/6/ 2013، وأضاف: " أعتذر وأندم على مشاركتي
وأرجو أن يغفر الله لي".
عبد الرحمن يوسف
كان الشاعر
عبد الرحمن يوسف القرضاوي، أحد أكبر الداعمين لتظاهرات 30 حزيران / يونيو، ووقع
على استمارة تمرد ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، وكتب مقالًا شهيرًا له تحت عنوان "عفوًا
أبي الحبيب.. مرسي لا شرعية له"، رد فيه على فتوى لوالده الراحل الدكتور يوسف
القرضاوي بشأن شرعية الرئيس محمد مرسي، قال فيه يوسف: "إن مرسي لم يفِ بالعقد
الذي بينه وبين الأمة لذلك فإن شرعيته قد تآكلت".
وبعد المجازر التي
تنفذها قوات الانقلاب بحق المرافضين للانقلاب "مجزة الحرس الجمهوري، ثم
المنصة ثم مجزرة رابعة العدوية" بدأ تغير موقف عبد الرحمن يوسف وقال إن 30
يونيو كانت موجة ثورية تحولت إلى انقلاب عسكري ويعلن رفضه للمسار الذي تسير فيه
مصر ليصبح أحد أبرز الكتاب الذين تم منع مقالاتهم ومنعته جريدة الشروق بسبب هجومه
العنيف على النظام ورموزه.
بلال فضل
كان الكاتب
والسينارست بلال فضل، أحد كبار المعارضين للرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي،ووقّع
بلال فضل على استمارة "تمرد" ضد مرسي. وكان وقتها يسخر ممن يصفوا "30 يونيو"
بالانقلاب،
رغم تأييد فضل
لحركة 30 يونيو التي رأى أنها موجة ثورية إلا أن موجات القتل الجماعي وتقييد
الحريات وعودة رموز نظام مبارك وإرهاصات الحكم العسكري، جعلت بلاد فضل يوجه
انتقادات لاذعة للنظام الحالي، وهو ما أدى إلى منع مقالاته في جريدة الشروق أيضًا.
عصام حجي
اعترف عالم
الفضاء عصام حجي بخطأ في مشاركته في مظاهرات 30حزيران /يونيو، واعتذر عنها
قائلا" "30 يونيو أكبر عملية تغييب للعقول"واعتذر حجي عن خطأه
في حق الرئيس الراحل محمد مرسي بعد أن دعا إلى الخروج عليه والخلاص منه.
وفي الذكري
الحادية عشر من الحدث كتب حجي على حسابه الشخصي على منصة إكس "مازلت أتذكر
هذه الليلة بعد ١٠ سنوات. كانت الدعوة لحفل التنصيب المهيب فخر يتباهى به كل
المدعوون. ليلتها ملئت الصفوف واحتشد الحالمون لإعلان ولائهم. شرفت أن يحمل المقعد
الوحيد الشاغر اسمي كالمستشار العلمي لرئيس الجمهورية رغم وجودي في القصر. ويظل
هذا المقعد شاغرا حتى يومنا هذا"
علاء عبد الفتاح
شارك الناشط
علاء عبد الفتاح أحداث "30 يونيو"، وكان أحد الداعين لها، وكان من أبرز
المعارضين للدكتور محمد مرسي، إلا أنه الآن في السجن، بعد
الاصطدام بنظام
السيسي مع إصدار قانون التظاهر، حيث دعا عدد من النشطاء السياسيين من بينهم علاء
عبد الفتاح، إلى وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى؛ اعتراضًا على إقرار هذا القانون،
وتنديدًا بالمحاكمات العسكرية للمدنيين في الدستور.
ولكن واجهتهم
قوات الأمن بخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، واعتقلت 40 شخصًا من بينهم
24 فتاة، وغرد عبد الفتاح على منصة أكس قائلًا: سأقوم بتسليم نفسي للنيابة العامة
بصفتي أحد الداعين لهذه الوقفة السلمية أمام مجلس الشورى، وأفرجت النيابة بعدها
بفترة عن علاء عبد الفتاح على ذمة القضية، زادت انتقادات علاء عبد الفتاح للنظام
الحالي مؤخرًا عقب الحكم بحظر حركة 6 أبريل وإعلان السيسي ترشحه للرئاسة
خالد علي
المحامي
والحقوقي والمرشح الرئاسي السابق، خالد على كان أحد الداعين لتظاهرات "30
يونيو"، بدأت أولى مواقفه المعارضة لنظام السيسي بعد مجزرة فض اعتصام رابعة
العدوية حين أكد استعداده للوكالة بالدفاع عن شهداء ومصابي المذبحة، اتخذ موقفًا واضحًا برفض ترشح السيسي
للرئاسة وأعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية التي وصفها بالمسرحية، ووصف السيسي بأنه قائد الثورة المضادة
تامر أبو عرب
أعرب الكاتب
الصحفي تامر أبو عرب عن أسفه وندمه لمشاركته في مظاهرات"30 يونيو"،
مشيرًا إلى أن هذا أدى إلى فشل ثورة "25 يناير" وقال أبو عرب من خلال
تدوينه له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “اعتذار واجب.. كانت ثورة
يناير متعثرة فأفشلتها بالمشاركة في ٣٠ يونيو، لذلك لن أسكت عن قول ما أراه حقًا
والمشاركة في أي عمل يحييها حتى يتم الله هذا الأمر أو أهلك دونه”.
علاء الأسواني
أيد الأسواني
مظاهرات 30 يونيو وإعلان 3 يوليو كما دعا للتصويت بنعم على دستور ما بعد 30 يونيو،
ومع تزايد الانتهاكات والقمع أعلن الأسواني ندمه على الموافقة على الدستور؛ حيث
قال الأسواني خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني على فضائية “أون تي في” المصرية:
“للأسف أنا من الذين قالوا نعم للدستور، بل دعوت المصريين إلى التصويت بنعم"،
لافتًا إلى أن السلطات المصرية الحالية تعمل على انتهاك الدستور وتتجاوزه يوميًّا.
مصطفى النجار
يعد مصطفي
النجار أحد شباب ثورة "25 يناير" الذين شاركوا في تظاهرات 30 يونيو
وكانو داعمين لها، وأيد إعلان 3 يوليو وخارطة الطريق من بعده مع انتقادات – على
استحياء – لأعمال القمع التي مارستها السلطة، فيما تغير موقف مصطفي
النجار كثيرًا مع انتشار المجازر بعد 30 حزيران / يونيو ومجزرة فض اعتصام رابعة
العدوية.
كتب مصطفى
النجار مقالاً اعترف فيه بخطئه تحت عنوان “صديقي الثوري.. امتى هنعترف بخيبتنا؟” ومنذ
27 أيلول/ سبتمبر 2018، وأثناء سفر النجار إلى محافظة أسوان جنوب مصر وهو مختف وغير
معروف مكانه أو مصيره حتى هذه اللحظة.
ياسر المناوهلي
يعد ياسر المناوهلي،
من أبرز المشاركين في ثورة "25 يناير" وكان من مطربي الميدان، وامتع الثوار
بأغنيه الثورية إلا أنه بعد ذلك كان من الداعمين لمظاهرات "30 يونيو".
وفي لقاء تلفزيوني
مع الإعلامي تامر أمين قال المناوهلي "اللي حصل في 30-6 انقلاب وللأسف انا
شاركت فيها.