يشن الإعلام المصري الموالي لنظام عبد الفتاح السيسي، هجوما شرسا على تركيا بعد إعلان أنقرة عدم اعترافها باتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أبرمتها مصر مع قبرص عام 2013، والتي استندت إليها القاهرة في التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أعلن، الثلاثاء الماضي، أن بلاده تخطط لبدء التنقيب عن النفط والغاز بمنطقة شرق البحر المتوسط في المستقبل القريب، مؤكدا أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا تحمل أي صفة قانونية.
وأضاف أوغلو، في حوار مع صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، أن بلاده قدمت طلبا لرفض هذه الاتفاقية لأنها تنتهك الجرف القاري التركي عند خطوط الطول 32، و16، و18 درجة، لا يمكن لأي جهة أجنبية أو شركة أو حتى سفينة إجراء أية أبحاث علمية غير قانونية أو التنقيب عن النفط والغاز بتلك المنطقة، حسب قوله.
الخارجية تحذر
لكن الخارجية المصرية ردت سريعا على تصريحات الوزير التركي حيث حذرت أنقرة من أي محاولة للمساس بحقوق مصر السيادية في منطقة شرق البحر المتوسط.
وأضافت الخارجية، في بيان لها أمس الأربعاء، إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها، مشددة على أن تلك الاتفاقية تتسق وقواعد القانون الدولي وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة.
وبدأت مصر بالإنتاج الفعلي من حقل "ظُهر" العملاق للغاز الطبيعي، والذي يقدر احتياطي الغاز به بنحو 30 تريليون متر مكعب.
وأعلن عبد الفتاح السيسي في أثناء الافتتاح التشغيلي للحقل نهاية الشهر الماضي أنه يمثل أحد مكاسب اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص.
وقال مصدر حكومي، لصحيفة "الشروق" المصرية، إن اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص سارية منذ عام 2013، وفي نفس العام طرحت مصر مناقصات للبحث والاستكشاف في شرق البحر المتوسط، فلماذا تعترض تركيا عليها بعد مرور خمس سنوات؟
"هنديهم في وشهم"
وتماهيا مع الموقف الرسمي المصري، صعد الإعلام الموالي للنظام من هجومه على تركيا واتهمها بالبلطجة وإعلان الحرب على مصر للاستيلاء على ثرواتها الاقتصادية.
وفي هذا السياق قال الإعلامي عمرو أديب إن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي تعد بمثابة إعلان حرب على الشعب المصري، مضيفا "نحن في حرب تكسير عظام، وعلى الأتراك أن يحترموا الحقوق المصرية، لو فيه قلة أدب هتبقى متبادلة وإحنا هنديهم في وشهم ونوريلهم العين الحمرا"، بحسب قوله.
وأضاف أديب، خلال برنامجه على قناة "أون إي" مساء الأربعاء، إن التهديدات التركية كانت الدافع الأساسي لزيادة تسليح الجيش المصري حتى يكون قادرا على حماية حقول النفط والغاز المصري في شرق المتوسط.
وأشاد أديب بالتحرك المصري السريع في إنهاء ترسيم الحدود مع قبرص وبدء إنتاج الغاز من حقل ظهر خلال عامين فقط، مؤكدا أن هذه السرعة قطعت الطريق على تركيا ومنعتها من الدخول في منازعات قانونية مع مصر حول حقوق استغلال ثروات شرق المتوسط.
بلطجة تركية
أما الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية أحمد موسى فوصف الموقف التركي الرافض لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص بالبلطجة، مؤكدا أن مصر استعدت جيدا لمثل هذه الأزمة واتخذت الإجراءات القانونية الكاملة.
وأضاف موسى، خلال برنامجه على قناة "صدى البلد" الأربعاء، أن مصر دولة محترمة ولا تعتدي على حقوق الآخرين، لكنها في ذات الوقت لا تسمح لأحد بالاعتداء عليها، مشددا على أن قوة جيش مصر تمثل رادعا لأي دولة تفكر في الاقتراب من الثروات المصرية.
تحرّش
وقال الإعلامي سيد علي إن التصريحات التركية الأخيرة تمثل تحرشا بمصر، مشيرا إلى أن أي خير يصيب مصر يحرك أحقاد أنقرة.
وأضاف علي، في برنامجه على قناة "الحدث اليوم" إن الاتفاقية بين مصر وقبرص قانونية تماما، مشيرا إلى الموقف التركي يعد تجسيدا واضحا لنظرية المؤامرة التي يحذر منها الإعلام المصري كثيرا.
من جانبه قال الصحفي والنائب البرلماني مصطفى بكري، إن رفض تركيا للاتفاق المبرم بين مصر وقبرص يرجع إلى أطماع إقليمية في حقول الغاز بعد اكتشاف حقل "ظهر" العملاق، مشيرا إلى أن أنقرة علمت بوجود كميات أكبر وحقول نفطية أخرى وتحاول السيطرة عليها.
بدوره، استنكر الإعلامي عمرو عبد الحميد، تصريحات وزير الخارجية التركي، موضحًا أنه منذ 30 حزيران/ يونيو 2013 وحتى الوقت الآن لا يضيع نظام رجب طيب أردوغان أي فرصة ليبرهن على كراهيته للشعب المصري وللدولة المصرية.
تسريبات نظام السيسي.. مصادرها وأبطالها (إنفوغراف)
انفوجرافيك: انتخابات مصر الرئاسية 2018
مبادرة "الفريق الرئاسي" بمصر تعلن مقاطعة انتخابات الرئاسة