إنه صانع البهجة والمتعة. من منا ينسى برنامجه الكبير والشهير في السبعينيات "النادي الدولي"؟
من منا ينسى استعراضاته المميزة والممتعة بأفلامه في السبعينيات؟ السبعينيات هي المرحلة الأهم في تاريخ سمير (مع حفظ الألقاب).
من منا ينسى أفلامه؛ التي أدخلت المتعة والسعادة إلى قلوبنا؟ "البحث عن فضيحة"، و"حب وكبرياء"، و"وجه لوجه".
من ينسى المحنة التي ألمت به، إشاعات الأزقة والحواري، مؤامرات أدت إلى غلق "النادي الدولي"، برنامجه الأشهر، وقرار سمير بعدم العودة إلى البرنامج؛ حتى بعد قرار الرئيس السادات بعودته.
من ينسى اضطرار تحول سمير إلى إحياء الأفراح، ومواسم برنامجه الاستعراضي في الفنادق المختلفة، ثم دخوله الإنتاج السينمائي ونجاحه. نستعرض كل هذا نظراً للاهتمام الإعلامي الكبير بهذا الفنان الكبير والذي يستحقه هذا الفنان الرائع بلا شك. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:
أين كان الإعلام وهذا الاهتمام بعد إهمال دام لأكثر من أربعين سنة؟ فترة طويلة كافح فيها هذا الفنان الاستثنائي؛ ولكنه لاقى الكثير من التجاهل، وعدم الاهتمام. لاقى المحاولات الشرسة للتقليل من موهبته، لاقى إطلاق الشائعات المغرضة ضده؛ لتكوين صورة ذهنية سلبية عنه لدى الجماهير الغفيرة. وبرغم ذلك استطاع هذا الفنان الصمود طوال تلك الفترة بشجاعة وإرادة وإصرار يحسد عليها. هذا الاهتمام الذي جاء متأخرا على أية حال أفضل من عدم مجيئه.
نتمنى لو أن هذا الاهتمام قد جاء مبكرا، نقول لو أن هذا الاهتمام كان قد جاء مبكرا؛ لأننا أمام فنان ذي موهبة استثنائية.
لو جاء هذا الاهتمام مبكراً ودون محاربة؛ لكانت الأمور قد اختلفت بلا شك، ولكان عطاء هذا الفنان تضاعف وتضاعف؛ ولاستطاعت الحركة
الفنية بمصر - على مدار أربعين - استثمار مواهب هذا الفنان الاستثنائي.
ولكننا كالعادة ولاعتبارات كثيرة، ولحسابات أكثر نُضيع الكثير من الوقت لبعثرة الإبداع ثم ننتبه بالنهاية؛ هذا إن انتبهنا بأنه علينا أن نلتفت لضرورة الاحتفاء والاحتفال بطاقة فنية في خريف عمرها. ونتذكر أنها ظُلمت كثيراً، وعوقبت كثيراً من غير ذنب؛ فحُرمت وحُرمنا معها، بمزيد من المتعة والبهجة والسعادة.
ولكن برغم كل هذا حتروق وتحلى.