هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها في طرابلس أنتوني لويد، يتحدث فيه عن جبهة جديدة فتحت في ليبيا، تشتمل على عملية تضليل إعلامي، وحملات ضغط ودعاية، بدلا من استخدام قوة السلاح.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن عملية السيطرة على العاصمة تفلت من يد الجنرال خليفة حفتر، قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي، حيث لا تزال قواته عالقة في النواحي الجنوبية من العاصمة، ولهذا قرر أن ينقل المعركة إلى حقول النفط والثروة النفطية.
ويقول لويد إن مدير الشركة الوطنية للنفط الليبي– الحارسة لثروة ليبيا من النفط- مصطفى صنع الله، واع للرهانات والقتال على 1.2 مليون برميل نفط تنتجه البلاد كل يوم.
وتورد الصحيفة نقلا عن صنع الله، قوله في مقابلة مع "التايمز"، إنه "لو تم تقسيم القطاع النفطي فإن ليبيا ستدمر"، وأضاف أن "الشركة الوطنية للنفط هي الصمغ الذي يجمع البلد، وعلينا القتال من أجل بلدنا ووحدته، ولو تمزق البلد فإنه سيتحول لمجتمع ريفي وليس لبلدين، وسيصبح مقسما بالكامل".
ويلفت التقرير إلى أن شركة النفط، التي لا تتحزب لطرف، تتمتع بحماية قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وتتم الرقابة عليها بشكل دقيق، وهي الجهة الوحيدة في البلد ذات الصلاحية لتصدير النفط الخام وتوزيع العائدات منه على البلاد.
ويستدرك الكاتب بأن قوات المارشال حفتر تسيطر على معظم المنشآت النفطية في البلاد، بشكل دفع حلفاءه في داخل ليبيا للدعوة لكسر احتكار شركة النفط الوطنية، والسيطرة على عملية تصدير النفط الخام في المناطق الخاضعة لهم.
وتنوه الصحيفة إلى أن صنع الله والمحللين الدوليين حذروا من سيناريو كهذا، ما يحول الحرب الأهلية إلى نوع جديد من النزاع، يتمثل بالحرب على النفط التي تتصاعد منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، وحذر قائلا: "لو تم كسر هذا الاحتكار فإن أمد النزاع سيطول، وستنقسم البلاد أكثر.. سيستخدمون المال لتغذية الحرب".
وينقل التقرير عن تقييم أعدته الشركة عن السيناريوهات الخطيرة الناجمة عن تشرذم ليبيا، قوله إن النزاع سيتصاعد، ويتوقف إنتاج النفط، ما سيترك آثاره على البلاد التي تشكل الثروة النفطية 95% من صادراتها.
ويبين لويد أن مخاوف كسر احتكار شركة النفط الليبية زادت بعد اتصال الرئيس دونالد ترامب مع الجنرال حفتر في 15 نيسان/ أبريل، لمناقشة "الرؤية المشتركة" لمستقبل ليبيا، مشيرا إلى أن مكالمة الرئيس الأمريكي جاءت بعد 10 أيام من هجوم حفتر على العاصمة.
وتفيد الصحيفة بأن مكالمة الرئيس أضعفت تصريحات المسؤولين في إدارته، الذين عبروا عن دعم للحكومة الشرعية في طرابلس، وأدت إلى فشل مشروع قرار في مجلس الأمن دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ويورد التقرير نقلا عن الباحث المتخصص في الشؤون الليبية في معهد الدراسات الدولية "تشاتام هاوس" تيم إيتون، قوله إن روسيا وقفت أمام قرار وقف إطلاق النار، وقدم القرار الأمريكي صورة بأن الإدارة لم تدعم وقف إطلاق النار أيضا، فيما أصر الفرنسيون على لغة تحمل حفتر المسؤولية.
ويشير الكاتب إلى أن انهيار الدعم المفاجئ لحكومة طرابلس المعترف بها تزامن مع جهود حفتر والحكومة الموازية في طبرق، التي تنافس طرابلس لبيع النفط الخام خارج سيطرة الشركة الوطنية وبسعر مخفض.
وينقل التقرير عن صنع اللهـ قوله: "لقد وقعوا عقودا مع شركات ميكي ماوس (غير مهمة) لبيع النفط بسعر 55 دولارا للبرميل، وأقل من السعر المعترف به"، وأضاف أن هذه الشركات موجودة في دبي في الإمارات العربية ومصر، وهما الدولتان الداعمتان لحفتر بشكل رئيسي.
ويقول لويد إن "صنع الله شخصية محترمة، واستطاع زيادة إنتاج النفط الخام رغم النزاع المستمر في البلاد، لكنه تعرض لحملة تشويه في المناطق التابعة لحفتر، ووصف بالإرهابي، واتهمته حكومة طبرق الموازية في الشهر الماضية بأنه يقوم بحرف موارد النفط لشراء السلاح، وهي تهمة لا أساس لها من الصحة".
وتورد الصحيفة عن صنع الله، قوله: "شركة النفط الوطنية غير منتمية لأي حزب، وهي الحارس لنفط البلد"، وأضاف أن "هذه الاتهامات هي جزء من حملة تضليل ضخمة تقوم بها مؤسسات موازية وتستخدم باعتبارها أداة لتقسيم البلاد".
وبحسب التقرير، فإن حفتر، وبعد شهر من مكالمة ترامب معه، بحث عن خدمات شركة "ليندن غفرمنت سلويوشنز"، ومقرها هيوستن، لتقديم "خدمات استشارية استراتيجية"، مشيرا إلى أن الشركة ستحصل على مليوني دولار لقاء خدماتها على مدى 13 شهرا.
وينقل الكاتب عن رئيس الشركة ستيفن بين، قوله في بيان له، إنه من خلال توقيع العقد مع الجنرال حفتر "أدركت أننا نقف على الجانب الصحيح من التاريخ".
وتلفت الصحيفة إلى أن عملية عسكرة وحملة ضغط تمت في مناطق النفط، بعدما سيطرت قواته على قاعدة جوية في ميناء السدر النفطي، وتعرض عمال النفط لحملة استفزاز من قوات حفتر، فيما تم اعتقال رئيس اتحاد عمال النفط سعد الفاخري لمدة ثلاثة أسابيع قرب بنغازي.
ويفيد التقرير بأن صنع الله يرى أن هناك حاجة لتحذير العالم من الكارثة التي تلوح في الأفق، قائلا: "علينا أن ننشر الوعي بين الناس لإدراك الوضع الذي نواجهه"، وأشار إلى أن ليبيا لديها أربع مناطق لإنتاج النفط، وكلها عرضة للفوضى من هذا الجانب أو ذلك الطرف.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول صنع الله: "لهذا السبب يجب علينا وقف إطلاق النار والحرب، وأي شخص يقدر بلدنا وإنتاجها للنفط عليه أن يقف ضد الحرب".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)