أثارت تصريحات المتحدث باسم قوات خليفة حفتر في الشرق الليبي، أحمد المسماري، بأن العاصمة طرابلس هي القادم لهذه القوات، تساؤلات عن الحجم الذي يتلقاه حفتر من أطراف خارجية، بما يمكنه من خوض معركة مثل معركة طرابلس التي قال المسماري إنه ستكون "سريعة وخاطفة".
والخميس، قال المسماري، لوكالة سبوتنك الروسية إن طرابلس ستكون "الهدف الاستراتيجي للعمليات العسكرية الخاصة بالقضاء على الإرهاب في الفترة المقبلة"، وذكر أن لدى قواتهم قواعد جوية بالقرب من طربلس وبالقرب من المناطق المحتمل حدوث اشتباكات فيها، مضيفا: "لن تكون معركة كبرى أو طويلة الأمد، بل ستكون سريعة وخاطفة".
وفي تصريحات سابقة، أكد حفتر أن لديه خلايا نائمة في طرابلس تنتظر الأوامر للتحرك من الداخل، قائلا انه سيهاجم العاصمة من جهاتها الأربعة، بحسب مقابلة له مع قناة "بي بي سي" في 28 كانون الثاني/ يناير 2015.
ويتساءل مراقبون حول قدرة حفتر وقواته على السيطرة الفعلية على طرابلس، وعمن سيدعمه داخليا وخارجية، كما ثارت تساؤلات عن الخلايا النائمة التي تحدث عنها حفتر، إضافة كيف تعامل قوات طرابلس مع هجوم من هذا النوع.
إشارة للفوضى
وعلّق الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، عادل عبد الكافي، بالقول: "أوامر حفتر لقواته بتحرير العاصمة، كما يدّعون، ما هى إلا إشارات لخلاياه النائمة هناك لإحداث فوضى واضطرابات داخل العاصمة"، مستبعدا إقدام حفتر على محاولة الدخول أصلا.
وأضاف لـ"عربي21": "أما بخصوص إعلانه (حفتر) أنه يملك قوات جوية بالقرب من طرابلس، فلا توجد إلا قاعدة الوطية وبها بعض الموالين لحفتر، ولا يستطيع أى طيران مساعدته بأي قوة لاقتحام طرابلس، لوجود قواعد جوية متأهبة للتصدى لمثل هذه الخروقات"، كما قال.
من جهته، تحدث المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، عن "تحركات قذرة لحفتر بهدف إدخال طرابلس فى اقتتال وفرض السيطرة عليها، والمشروع له بعد دولي لقناعة بعض الدول الغربية أن ليبيا لا تُحكم بالقوة عبر مؤسسة عسكرية"، على حد قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "هناك خلايا نائمة داعمة لمشروع حفتر، بالإضافة إلى قوات جيش القبائل المتوترة فى بعض المناطق خارج العاصمة".
المداخلة وأتباع القذافي
ومن سيدعم حفتر في عمليته المزعومة في طرابلس، يقول الصحفي الليبي، مختار كعبر، لـ"عربي21": "حلفاء حفتر في الشرق موزعون بين فرقة المداخلة السلفية المتطرفة، التي يقودها عبدالرؤوف كاره، وكذلك طارق الزنتاني، وكلاهما له قوات مسلحة في العاصمة، وبين أتباع القذافي المؤيدين لحفتر ومشروعه الانقلابي، وكلاهما خلايا نائمة لحفتر"، بحسب تعبيره.
ورأى الأكاديمي الليبي، رمضان بن طاهر، أن "هذه التصريحات مؤشر بأن الحسم العسكري هو الذي سيفرض نفسه، وكون مليشيات طرابلس مبعثرة وتوجهاتها مختلفة وغامضة، سيكون هناك مصداقية لمشروع حفتر لدى الكثير من الناس"، وفق تقديره.
وأوضح لـ"عربي21" أن "نقل حفتر الحرب إلى طرابلس؛ سيُنهي أي فرصة للتقارب بينه وبين مقاتلي مصراتة مثلا، خاصة أن مصراتة لم تصل بعد إلى تسوية سلمية مع حفتر، وهو ما يؤكد أن الحرب والفوضى قد تستمر لسنوات قادمة".
من جانبه، تحدث وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى تويجر، لـ"عربي21"، عن "دور روسي سيتمخض عن زيارات حفتر المتكررة إلى موسكو، بالإضافة إلى نفس الدول السابقة التي ساعدت حفتر في حربه في الشرق ومنها
مصر والإمارات، لكن الدور الروسي سيكون أوضح".
قراءة صحيحة للمشهد
لكن، المحامي الليبي، المؤيد لحفتر، عصام التاجوي، رأى من جانبه؛ أن "طرابلس خارج سيطرة أي فصيل، وتواجد المليشيات الحالي داخلها ماهو إلا نتاج لغياب سلطة وقيادة قوية توحدهم، وما يدور بينهم الآن من تناحر هو مايثبت ذلك"، بحسب تعبيره.
وأضاف لـ"عربي21": "باقتراب القوات المسلحة (يقصد قوات حفتر) من طرابلس ستجد كثيرا من هذه الكتائب؛ إما أن تسلم مواقعها ومعداتها، أو تساهم في فتح الطريق أمام القوات، لأنها لم يعد لديها خيار ولا قيادة تراهن عليها، وقيادة الجيش (حفتر) قرأت المشهد المحلي والدولي جيدا، وهذا ما سيشجعها على عملية طرابلس"، وفق قوله.
لكن، الناشط السياسي من بنغازي، فرج فركاش، استبعد أي تحركات عسكرية في الوقت الحالي نظرا للتوازنات العسكرية بين الطرفين، شرقا وغربا، معتبرا أن المجتمع الدولي سيرفض هذه التحركات، خاصة بعض إعلان معظم الدول دعمها للحرس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق الوطني، كما قال.