نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها في القاهرة هبة محفوظ، تقول فيه إن الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي لديه حل لأزمة
الاقتصاد المصري المتهالك.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن حل السيسي يتمثل بأخذ "
الفكة" من المواطنين، حيث تساءل في خطاب له هذا الأسبوع، للإعلان عن مشروع إسكان جديد، لماذا لا يمكن للدولة أخذ الفكة عن طريق البنك، ووضعها في حساب خاص لتمويل مشاريع التنمية؟ مؤكدا أن هناك جمعيات خيرية، واستدرك بأن هذه الطريقة قد تكون هي الطريقة الأفضل.
وتنقل الكاتبة عن السيسي، بحسب التقارير الإعلامية المحلية، قوله: "الناس في مصر يحبون أن يتبرعوا، لكنهم لا يعرفون ما هي الآلية الأفضل لفعل ذلك، فلو ترك كل واحد (الفكة) خلال العمليات البنكية، فإنه يمكن جمع مبلغ 10 إلى 12 مليونا، من 20 إلى 30 مليون متعامل".
وتعلق الصحيفة قائلة: "كما كان متوقعا، فقد كان رد فعل المصريين لـ(مبادرة نقود الجيب)، التي أطلقها رئيسهم، السخرية والتشكيك على مواقع التواصل الاجتماعي".
ويلفت التقرير إلى أن التضخم يتفاقم، وأسعار السلع الضرورية، وحتى السلع والخدمات التي تدعمها الحكومة، مثل الكهرباء، ارتفعت بشكل حاد، مرجحا أن تواجه البلاد المزيد من إجراءات التقشف؛ بسبب منح صندوق النقد الدولي قرضا لمصر بقيمة 12 مليار دولار.
وتورد محفوظ أن "الكثير من المصريين يقولون إن الشعب تجاوب سابقا مع دعوات مماثلة، وتبرع بالمليارات لمشاريع ضخمة، لم تحقق الدخل الموعود به، فمثلا بعد انتخاب السيسي بأشهر عام 2014، بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، جمعت الدولة 7 مليارات دولار، عن طريق بيع سندات للشعب، واستخدمت البلد أيضا 850 مليون دولار قروضا بنكية؛ لتمويل توسيع قناة السويس، التي تعد بوابة اقتصادية مهمة في المنطقة".
وتنوه الصحيفة إلى أن المسؤولين وعدوا بأرباح تصل إلى 3.5 مليارات دولار مع عام 2023، مستدركة بأن الإيرادات انخفضت فجأة خلال السنة الأولى، ما ساعد في ظهور أزمة تراجع العملة الصعبة، التي فاقمت من أعباء المصريين.
ويفيد التقرير بأن مصر استلمت العام الماضي مبلغ 23 مليار دولار كمساعدات من دول الخليج، مستدركا بأن كثيرا من المصريين لا يزالون يعانون اقتصاديا، فحوالي 28% من الشعب يعيش تحت خط الفقر، بأقل من دولارين في اليوم.
وتستدرك الكاتبة بأن مؤيدي السيسي معجبون بفكرته حول "الفكة"، حيث قال المدير التنفيذي لصندوق "تحيا مصر"، وهي مؤسسة خيرية تم إنشاؤها بعد انتخابه بوقت قصير، لصحيفة "المصري اليوم"، إن مؤسسته "اتصلت بأكبر بنكين على المستوى الوطني في مصر –البنك الأهلي، وبنك مصر– لدراسة المبادرة، وتم التوصل إلى قرار بالنسبة لها، بالتنسيق مع البنك المركزي المصري قريبا".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن السيسي قال في خطابه، موجها الرسالة للبنوك: "إن سمحتم لي، أريد هذه النقود، كيف يمكنني أخذها؟ لا أدري"، وقام الجمهور الجالس أمامه بالتصفيق والهتاف.