سخرت صحيفة "جيروزاليم بوست"
الإسرائيلية، من خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن
نصر الله، الذي ألقاه الثلاثاء أمام أنصاره، وهاجم فيه إسرائيل، وقالت إنه "ينشغل في تصريحاته بالهجوم علينا على الرغم من أن حزبه مشغول في القتال في سوريا".
وأضافت وفق ما ترجمته "
عربي21"، أن سبب ذلك يعود إلى أنه "يسعى إلى حشد التأييد الشيعي وراءه، ومحاولة منه لتحسين صورة الحزب الباهتة في العالم العربي السني".
وأكدت أن ذلك يعلل خطاب حسن نصر الله المعادي لإسرائيل، مشيرة إلى أنه يحاول أن يظهر
حزب الله على أنه الطرف الوحيد الذي يقف في وجه إسرائيل، وليس العرب السنة.
وما أثار حفيظة الصحيفة، تصريح نصر الله الذي قال فيه: "أنت حر في أن تنظر إلى إيران على أنها عدو، ولكن كيف يمكنك أن تنظر لإسرائيل على أنها صديق وحليف؟"، مشيرة إلى أنه حاول إحراج الدول السنية من خلال ربطها بإسرائيل؛ وذلك بسبب التقارب في الهدف المشترك، وهو معاداة إيران وأهداف الأخيرة العدوانية في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نصر الله حاول عبر ربط الدول السنية بإسرائيل، تأكيد نقطة للقاعدة الشيعية التي تدعمه، وهي أن حزب الله هو الجماعة الوحيدة التي تقف ضد إسرائيل. وهدد يوم الثلاثاء بضرب خزانات كبيرة لغاز الأمونيا في مدينة حيفا، ما سيؤدي إلى مقتل الكثيرين على قاعدة هجوم نووي.
وقالت إن انتقاده لإسرائيل "جاء محاولة منه لتحويل الانتباه بعيدا عن واقع غير مريح، وهو أن حزب الله ونظام
الأسد، جنبا إلى جنب مع روسيا، خلقوا أضخم مأساة إنسانية في التاريخ الحديث للسنة"، موضحة أن "روسيا التي تعدّ حليفة لحزب الله في سوريا، ترتكب جرائم حرب ضد السنة. وذلك باستخدام القنابل والقصف العشوائي للمناطق المدنية -بما في ذلك المستشفيات- إلى جانب تجويع السكان في حلب من السنة".
ونقلت الصحيفة عن الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات توني بدران، قوله إن نصر الله "يريد فضح السنة وحشد الشيعة، من خلال تعزيز المعادلة في أذهانهم عن التعاون بين السنة وإسرائيل". وأضاف أن هذا الكلام أصبح أمرا شائعا في خطاب حزب الله، مستدركا بأنه ليس "متأكدا من هذا الخيار الواضح الذي قدم من خلاله السنة، فإما التعايش مع إسرائيل أو الإذعان للهيمنة الإيرانية، وهو أمر يمكن أن يحقق أثرا له".
وتابع بدران قائلا: "هذا ليس لأن
تركيا وإسرائيل في عملية تصالح، أو للطريقة التي ينظر فيها السعوديون لإيران كونها تهديدا كبيرا لهم، لكن لأن نصر الله استطاع جعل الطائفة الشيعية الصغيرة في لبنان عدو الدم لجارين، وهما السنة في سوريا وإسرائيل، ما فتح الطريق أمام حرب دائمة معهما".
وأفادت الصحيفة بأن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي إزيكينوت قد أخبر طلاب مدرسة بات يام أن حزب الله هو أقوى منظمة إرهابية تواجهها إسرائيل في المنطقة. وأكد أن الجيش الإسرائيلي استطاع رد المنظمة، ولهذا السبب يسود الجبهة مع لبنان الهدوء منذ فترة، لكنه أكد أن حزب الله استطاع خلال السنوات الماضية بناء ترسانة من الصواريخ قادرة على الوصول إلى التجمعات السكانية في إسرائيل، ولهذا السبب يعد الحزب من الأعداء الألداء الذين تواجههم إسرائيل.
وجاءت تصريحات نصر الله في حديثه لأنصاره عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في كلمة له خلال الذكرى السنوية لإحياء ذكرى قادة الجماعة في وقت متأخر، إذ قال إن "الإسرائيليين ومعهم حكومات عربية يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن الصراع السني الشيعي، والتصوير بأن كل ما يجري في المنطقة هو صراع سني شيعي.."، مشيرا إلى أنه صراع سياسي.
واتهم إسرائيل بالتخطيط لإسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، وقال إن تلك الخطط قد باءت بالفشل. وكرر نصر الله عبارات التهديد لإسرائيل في حال استهداف الضاحية بالقول: "خبراء إسرائيليون يقولون إن الهجوم على حاويات الأمونيا في حيفا يوازي قنبلة نووية تماما".
وقال: "هذا العدو الإسرائيلي قتل الشعب الفلسطيني على مر الزمن على مرأى الحكام العرب، فكيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم إسرائيل على أنها صديق وحام، هؤلاء الذي يقدمون هذا العدو على أنه صديق هم عملاء وخونة وحاقدون".
وأثارت تصريحات نصر الله المحرضة سخرية الصحيفة، إذ اعتبرت الصحيفة هذه التصريحات محاولة من نصر الله لحشد تأييد شيعي، ففي الوقت الذي يهاجم فيه إسرائيل ويحرض ضدها، يقوم مقاتلو الحزب بالقتال في سوريا.
اقرأ أيضا: نصر الله يصعد ويهدد تركيا والسعودية ويؤكد تحالفه مع "عون"
وأشارت الصحيفة أيضا إلى هجوم نصر الله على المملكة العربية السعودية وتركيا، إذ قال إنهما تفضلان إطالة الحرب على إيجاد تسوية تقود إلى بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة.
واتهمهما بأنهما تدعمان "المتمردين الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد.. وتخططان لإرسال قوات برية إلى سوريا للقتال، بذريعة قتال تنظيم الدولة، لكن هدفهم هو كسب موطئ قدم لهم هناك"، وفق قوله.
وأكد أن أي تدخل سعودي تركي في سوريا لن يكون بسبب "الجماعات المسلحة"، بل إن "الدافع هو البحث عن موطئ قدم بعد كل هذه الإحباطات التي وقعت حتى الآن".
وأضاف نصر الله أن "هذه الدول على استعداد لسحب المنطقة إلى حرب إقليمية أو حرب عالمية، وهي غير راغبة أو مستعدة لقبول حل سياسي حقيقي لإيجاد تسوية في سوريا". وقال: "إن الرهان على الجماعات المسلحة المحسوبة على تركيا والسعودية استنفد، ولم يؤت أكله".
وقال نصر الله، الذي تقاتل قواته إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد، إن التقدم الذي أحرزه جيش النظام السوري وحلفاؤه في الآونة الأخيرة وضع سوريا على "مسار جديد"، وإن خطط السعودية وتركيا وإسرائيل للإطاحة بالأسد باءت بالفشل. وقال إن تركيا والسعودية أخرجتا ما لديهما من "كراهية" للأسد.