اهتمت صحف
إسرائيلية في عددها الصادر الجمعة، ببحث تأثير الحرب السورية على
حزب الله اللبناني، وذهبت إلى القول إن "الحزب تحوّل من منظمة تعتمد حرب العصابات إلى جيش نظامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، ورفضت وصفه بـ"منظمة إرهابية".
ففي صحيفة "هآرتس"، ذكر المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، في مقال له تحت عنوان "الجيش الإسرائيلي لم يعد يعتبر حزب الله منظمة حرب عصابات"، أن الحزب اللبناني منذ ثلاث سنوات ونصف في صيف 2012 يشارك بشكل فعّال في الحرب السورية، ويقوم بحماية ممتلكات حيوية لنظام بشار الأسد، وهو بشكل تدريجي انتقل إلى مواقع متقدمة أكثر في
سوريا.
ولفت إلى أن جهات استخبارية إسرائيلية باتت تدرس تأثير الحرب السورية على حزب الله. وأشار إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يحمل في ثناياه مكاسب لحزب الله. فهو يعدّ الآن منتميا للمعسكر المسيطر في هذه الحرب.
وقال إن العمل الدائم للقادة الإيرانيين وكذلك ضباط روس في الآونة الأخيرة، عمل على تحسين قدرة حزب الله الحربية، حيث راكم تجربة ذات قيمة عالية. ففي سوريا شارك حزب الله للمرة الأولى بالحرب إلى جانب طائرات وقاذفات ودبابات وقدرة استخبارية متطورة.
وفي ظل تقديرات الاستخبارات العسكرية عن انخفاض احتمالات الحرب مع حزب الله، تم طرح تقديرات عن اندلاع الحرب نتيجة عدم وجود الاتصالات إلى المستوى المتوسط.
ويرى الكاتب أنه إذا اندلعت الحرب ستضطر إسرائيل إلى استخدام قوة غير مسبوقة في لبنان. فلن يكفي القصف الكثيف من الجو، بل سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى الدخول البري "من أجل أن يدفع حزب الله الثمن"، وفق قوله.
ولكنه قال إن إسرائيل معنية بالحفاظ على الوضع الراهن مع حزب الله، وإبعاد الحرب القادمة قدر الإمكان.
من جهتها، أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن هناك من يشبهون حزب الله بتنظيم بدأ مثل القط، يخدش، ولكن ليس أكثر من هذا، وتحوّل بالتدريج ليصبح نمرا مفترسا.
وقال إن ما يثير قلق الإسرائييلين أن التنظيم يحوز اليوم نحو 41 ألف مقاتل في النظامي وفي الاحتياط، كثير منهم ذوو تجربة قتالية في سوريا، ولديه قوة نار أكبر من 95 في المئة من دول العالم.
ورفض المحلل العسكري في الصحيفة ألون بن دافيد، تسمية حزب الله "تنظيما إرهابيا"، موضحا أن "هذا التعريف مغلوط مهنيا وغير أخلاقي، فلحزب الله اليوم قدرة على توجيه ضربة أولية لإسرائيل بآلاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية في يوم واحد، وبالتوازي إرسال قوات هجومية تحتل البلدات المجاورة للجدار في الجليل. وهو جيش بكل معنى الكلمة".
إلا أنه قال إن "حزب الله لن يتفرغ قريبا لخرق الهدوء مع إسرائيل. فالزمن لم يبطل شدة الإخفاقات التي انكشفت فيها وغياب الاتجاه والقيادة على المستويين السياسي والعسكري داخل الحزب".
وأشار إلى أن "حزب الله يواصل التسلح وتعزيز قوته، ولكن يفترض في حال نشوب أي حرب معه أن تنتهي بشكل مختلف عن معاركنا الأخيرة التي خضناها"، وفق قوله.