قال المحلل السياسي
الإسرائيلي، جاكي خوجي، إن بقاء
الأسد في السلطة هو مصلحة استراتيجية لإسرائيل، وإن على إسرائيل أن تشكر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، لأنه وجه نيرانه إلى
سوريا بدلا من إسرائيل.
وفي مقاله بصحيفة "معاريف"، الأربعاء، قال خوجي: "علينا أن نشكر نصر الله مرتين. مرة لأنه ساهم بدماء أبنائه من أجل منع انهيار النظام في دمشق. ومرة لأنه سحقهم في معارك صعبة ووجه كل إمكانياته إلى الساحة السورية".
بل ذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك، حين قال إنه يجب تقديم الشكر للإيرانيين أيضا على ما أنفقوه لكبح جماع "المليشيات السنية المسلحة وعلى رأسها داعش"، وأن يقدم الشكر لروسيا أيضا لدعمها نظام الأسد.
وتابع: "نحن الإسرائيليين نحاكم الحرب في سوريا من خلال نظاراتنا، من خلال الصواريخ التي تسقط بالخطأ في الجولان أو المصابين الذين يطلبون العلاج في مستشفيات الشمال. لكن هذه المعركة هي حدث إقليمي دراماتيكي، حرب عالمية صغيرة غيرت وجه المنطقة من الناحية السياسية والديمغرافية والاقتصادية. معسكران يسفكان دماء بعضهما البعض. الأول برئاسة
السعودية ويشمل قطر والإمارات وتركيا ودولا أخرى. والثاني يشمل سوريا بقيادة الأسد، وحزب الله وإيران وروسيا".
وتحدث المحلل عن الدول المشاركة في الأزمة بسوريا ودور كل منها، حيث تقدم السعودية الدعم المالي والاستخباري للمعارضة السورية، ولديها صلات قوية لأجهزة استخبارات عالمية على رأسها تركيا وفرنسا وقطر والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
أما فرنسا، فوصفها الكاتب بالكلب الذي "ذيله في الرياض وينبح في باريس"، قائلا إن فرنسا تستفيد جدا من علاقتها مع السعودية، لا سيما من خلال بيع السلاح المتطور، إلى جانب الفوائد الاقتصادية الأخرى، الأمر الذي حول فرنسا إلى العمود الفقري الأوروبي في الصراع مع الأسد.
أما عن الطرف الروسي، فقال إن دمشق هي القلعة الأخيرة لروسيا في الشرق الأوسط، وهي السوق الأساسي للسلاح الروسي في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الجهود الروسية لإنقاذ الحليف السوري أثمرت بدرجة كبيرة.
أما الدور الأمريكي الأبرز في الحرب السورية، والأمر الذي أطال أمد النظام السوري، فهو الضربة الأمريكية التي لم تتم بعد قضية الأسلحة الكيمائية، والتي فككتها أمريكا بالاتفاق مع موسكو.
وقال الكاتب: "قبل الاتفاق كان لدى الإدارة الأمريكية خطة لقصف المواقع العسكرية في سوريا، كانت الخطة جاهزة والسفن الحربية انطلقت في طريقها، لكن في اللحظة الأخيرة قرر رئيس الولايات المتحدة الذهاب في الطريق الدبلوماسية".
وتابع: "إسرائيل اعتادت على انتقاد الرئيس أوباما بسبب ضعف سياسته الخارجية، وبشكل فعلي فإن أوباما قد خدم إسرائيل من الناحية الاستراتيجية مرتين أو ثلاث على الأقل. ففي الموضوع الفلسطيني سمح لحكومة نتنياهو بأن تفعل ما تشاء ولم يفرض عليها أي اتفاق. وفي الساحة السورية ساعد على إعفاء الأسد من نهاية مريرة، وبذلك فقد منع وجود الإرهاب على بوابة إسرائيل".