في واحد من أسوأ السجون
المصرية، يعاني
المعتقلون المعارضون في
سجن العقرب المشدد، أشد أنواع الانتهاكات التي ترتكب بحقهم في كل يوم، وترقى لجرائم ضد الإنسانية، وفق ذويهم والناطقين باسمهم.
ويؤكد ذوو المعتقلين أن إدارة السجن تمنع إدخال الملابس الشتوية لأبنائهم "في هذه الليالي الشديدة البرودة"، وتحرمهم من الأغطية، والبطاطين، مشيرين إلى أنهم "ينامون على الأرض بزنازين انفرادية، في أجواء معتمة، حفاة عراة إلا من بعض قطع الملابس، إلى جانب حرمانهم من الدواء والعلاج والطعام والزيارات، وغيرها من الحقوق".
حفاة عراة
وكشفت إيمان محروس، زوجة الصحفي أحمد سبيع، عن أوضاع المعتقلين بسجن العقرب في فصل الشتاء، قائلة إن "زنازينه الانفرادية في غاية البرودة والرطوبة، وحتى الآن لا يزال المعتقلون بملابسهم الصيفية".
وأضافت لـ"
عربي21" أن "ما زاد الطين بلة؛ أنه لا توجد أغطية أو بطاطين تقيهم من صقيع الليل في تلك الغرف المظلمة الباردة، وترفض سلطات السجن إدخال الملابس الشتوية التي نحاول إرسالها، وكأنهم يسعون إلى الفتك بهم، والكثير منهم مرضى".
وعن حالة المعتقلين الصحية؛ قالت "إيمان" إن أوضاعهم الصحية مزرية، نتيجة الهواء والغذاء العفن الذي يقدم لهم، مشيرة إلى أن "إدارة السجن لا تسمح لنا بتقديم وجبات لهم، ولا إدخال أي أنواع من الأدوية للعلاج من الأمراض التي يعانون منها".
وتابعت: "لا يسمح بالزيارات لأهالي المعتقلين في سجن العقرب إلا نادرا، وهذ انتهاك بحق ذويهم، يخالف كل المواثيق الحقوقية، والمبادئ الإنسانية".
ويقبع أحمد سبيع في سجن العقرب، على خلفية ما يعرف إعلاميا بقضية "غرفة عمليات رابعة"، التي قضت محكمة النقض الأسبوع الماضي بإلغاء الحكم الصادر فيها (المؤبد).
برد وجوع ومرض
بدورها؛ أكدت المتحدث الرسمي باسم رابطة أسر معتقلي سجن العقرب، آية علاء، أن المعتقلين "يتعرضون لانتهاكات مستمرة، وأوضاع مزرية، وخاصة في فصل الشتاء".
واتهمت في حديث لـ"
عربي21" إدارة سجن العقرب، بـ"اتباع أسلوب القتل البطيء والممنهج"، مؤكدة أن "ما يتعرض له المعتقلون يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية".
وأكدت أن إدارة سجن العقرب "رفضت إدخال ملابس شتوية لزوجها حسن محمود القباني، ولغيره من المعتقلين الذين يعانون من أمراض كثيرة وحرجة"، مضيفة أنه "وهنت صحتهم، وذبلت أجسادهم، وفتك بهم المرض، والبرد، والجوع".
بدوره؛ أكد ممثل حملة "الحرية لحسن قباني"، أحمد أبو زيد، أن "تعرية المعتقلين مستمرة في الشتاء، فلا يسمح بدخول ملابس ثقيلة لهم، ولا تمنحهم إدارة السجن أغطية في مثل هذه الأجواء الباردة".
وقال لـ"
عربي21" إن المعتقلين في سجن العقرب "يتعرضون لمختلف أنواع الانتهاكات، بما يخالف كل القوانين، ويُحرمون من الدواء، والعلاج، والزيارات، بالرغم من الحصول على حكم بالزيارة مرة كل أسبوع".
تجربة سابقة
أحد الناجين من "قبور سجن العقرب" كما يطلق عليها البعض، كان محمد باهر، أحد صحفيي قناة الجزيرة الثلاثة الذين أفرجت عنهم السلطات المصرية، بعد ضغوط دولية، في أيلول/ سبتمبر، والمحكوم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات في قضية "خلية الماريوت".
يصف باهر أجواء سجن العقرب بأنها "مخيفة، وكئيبة، وممزوجة بصرخات المعتقلين تارة، وأناتهم من الألم والبرد والجوع والمرض، تارة أخرى"، مضيفا: "لا ترى أحدا في السجن، ولا أحد يراك".
وقال إن "سجن العقرب شديد البرودة والرطوبة في الشتاء، وحار جدا في فصل الصيف، والزنازين معتمة طوال الوقت، لا ترى النور، ولا تدخلها أشعة الشمس، والنوم على الأرض يكون بدون فراش، حيث يُدكّ عظمك دكا، وتحطم أضلاعك".
وتابع: "الحشرات تنتشر في جوانب الأرض، لا تعرف نوعها، أو ضررها، ولسعاتها مؤلمة، ولا توجد نظافة، فالمكان نتن وعفن وغير آدمي، ويجلب الأمراض".
ونعت باهر الطعام في سجن العقرب بأنه "لا يصلح للحيوان، فضلا عن أن يتناوله إنسان، فاللحوم هناك -إن وجدت- لا تأكلها الكلاب ولا القطط؛ لبشاعة طعمها الشديدة، والطعام عموما سيئ، ولا يتحمله البشر، ما يدفع كثيرين إلى الإضراب عن تناوله".