دشن نشطاء سياسيون في
مصر، هاشتاج جديدا، على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "#جبنا_آخرنا" (نفد صبرنا)، للتعبير عن تضامنهم مع عشرات النشطاء المعتقلين الذين دخلوا في
إضراب مفتوح عن الطعام منذ عدة أيام.
ويقول المشاركون في الهاشتاج إن النظام الحالي هو نسخة أسوأ بكثير من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، مهددين بمواصلة الاحتجاج ضده حتى يتوقف عن اعتقال الشباب، ويفرج عن آلاف المعتقلين القابعين في سجون الانقلاب.
ويقف وراء الهاشتاج نشطاء سياسيون ليبراليون ويساريون متعاطفون مع زملائهم المعتقلين من رموز ثورة كانون الثاني/ يناير 2011، وفي مقدمتهم علاء عبد الفتاح ومحمد عادل وماهينور المصري وأحمد دومة.
كما أن النشطاء يقومون بتوثيق أحوال المعتقلين المضربين عن الطعام، من خلال الهاشتاج بهدف تسليط الضوء على معاناتهم داخل السجون.
ومن جهتها، قالت زوجة الناشط المعتقل "أحمد دومة" نورهان حفظي - عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن النشطاء المعتقلين اتفقوا على الدخول في إضراب تام عن الطعام حتى الإفراج عنهم، رافعين شعار "
جبنا آخرنا".
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت غيابيا بالسجن 15 سنة على علاء عبد الفتاح و 24 ناشطا أدينوا بالمشاركة في مظاهرة أمام مجلس الشورى، للتعبير عن رفضهم قانون التظاهر، كما قررت المحكمة تغريمهم 100 ألف جنيه، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات.
وسمحت وزارة الداخلية، الخميس الماضي لعلاء عبد الفتاح، وأخته سناء بالخروج من المعتقل، والمشاركة في مراسم دفن أبيهما الناشط الحقوقي أحمد سيف الإسلام.
وخلال الجنازة ألقى عبد الفتاح كلمة قال فيها إن أباه مات شهيدا، وإن جميع المصريين يعرفون الجهة التي قتلته، في إشارة إلى النظام الحاكم في مصر.
وقفة بوسط القاهرة
وقال القيادي في جبهة "طريق الثورة"، زيزو عبده، إنه بدأ المعركة مع النظام الحالي عبر مجموعة من الفعاليات التي تشارك فيها الجبهة جميع القوى الثورية، مطالبا جميع القوى السياسية بالانضمام إلى الإضراب التصاعدي حتى الإفراج عن المعتقلين و"تحقيق مطالب الثورة".
من جانبها، قالت حركة "شباب 6 إبريل" إنها ستحول الهاشتاج إلى حملة تتضمن فعاليات احتجاجية على الأرض، معلنة عن تنظيم وقفة مساء السبت بميدان طلعت حرب وسط القاهرة، لمطالبة الشرطة بالتوقف عن أساليبها القمعية بحق المصريين.
وأضافت الحركة عبر صفحتها على "فيسبوك": "ستشتعل من جديد، #جبنا_آخرنا"، ومشيرة إلى الناشط السياسي علاء وأخته سناء، قائلة: "علاء وسناء لم يريا والدهما إلا وهو مكفن".
وأكد المتحدث باسم "6 إبريل"، محمد كمال، إن الحركة تبنت حملة "جبنا آخرنا" في إطار الفعاليات التي تنظمها خلال الأسابيع المقبلة للمطالبة بأبسط حقوق المواطن المصري، مشيرا إلى أنه في مقدمة هذه الحقوق الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 40 ألف معتقل.
إضراب بالإسكندرية
أعلن عشرات النشطاء السياسيين بالإسكندرية، الخميس الماضي، الدخول في إضراب عن الطعام داخل مقر حزب "العيش والحرية" تحت التأسيس، تضامنا مع المعتقلين المضربين عن الطعام.
وأصدر المشاركون في الإضراب بيانا أكدوا فيه رفضهم لسياسات القمع والظلم التي ينتهجها النظام، وطالبوا بحق المعتقلين في الحياة والحرية.
وأشار البيان إلى أن الإضراب هو عمل رمزي لإظهار التضامن مع المعتقلين، مشيرا إلى أن الإضراب هو أولى فعاليات حملة "جبنا آخرنا"، على أن يتبعها خطوات تصعيدية سيتخذها أعضاء الحملة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم التي تتلخص في إلغاء قانون التظاهر والإفراج عن المعتقلين.
ومن داخل السجون المختلفة في مصر، أعلن المعتقلون السياسيون إضرابهم عن الطعام احتجاجا على المعاملة السيئة والتعسفية التي يلقونها، على حد قولهم.
وبحسب بيان سابق لأسرة علاء عبد الفتاح، فإن يوم 17 آب/ أغسطس الجاري الذي زار فيه علاء والده أحمد سيف الإسلام، في المستشفى وهو على فراش الموت كان نقطة فاصلة بالنسبة له، وفي نهاية الزيارة قرر عدم التعاون مطلقا مع هذا الوضع "العبثي الظالم" حتى ولو كلفه ذلك حياته، وأعلن قراره بالدخول في إضراب عن الطعام لشعوره بالغضب والقهر.
وأضافت الأسرة أن "الشرطة اعتقلت أيضا سناء، أخته الصغيرة، لأنها طالبت في مسيرة أمام قصر الاتحادية بإطلاق سراحه وسراح كل المعتقلين المظلومين".
واختتم بيان الأسرة بالقول: "مطلبنا واضح، وهو أن ما يحدث من تهريج قانوني لابد أن يتوقف، وأن يتم الإفراج عن المعتقلين بالكامل، وليس فقط تحسين ظروف حبسهم داخل السجون".