نشر موقع "فوكس نيوز" الأمريكي الأربعاء، ما فحواه أن الإدارة الأمريكية وافقت على استئناف
المساعدات العسكرية لمصر.. ليس لالتزام السلطات الحالية فيها بالمسار الديمقراطي في الحكم، بل لتعهدها بالحفاظ على أمن "إسرائيل" مهما كلف الأمر. ويبدو أن
الولايات المتحدة لم تكن أصلا تلقي بالا للخيار الديمقراطي في
مصر.
ولفت الموقع، إلى أن الاتفاق المذكور، تمّ خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء، أبلغ فيها وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري، نظيره المصري نبيل فهمي بالقرار.
ويشير الموقع إلى القرار جاء بعدما أثبتت الحكومة المصرية التزامها وتمسكها بـ"معاهدة السلام" وحفاظها على أمن "إسرائيل"، بالإضافة إلى حفاظها على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. وبالتالي، فهي مؤهلة للحصول على المساعدات العسكرية لمكافحة الإرهاب.
ونقل الموقع عن البنتاغون تأكيده أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجي، أبلغ وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، بقرار الإدارة الأمريكية تسليم طائرات الأباتشي لمصر لمكافحة ما أسماه "الإرهاب في سيناء". وبموجب هذا الاتفاق أصبح الطريق مفتوحا أمام المساعدات العسكرية لمصر.
وكشف "فوكس نيوز" أن المتحدث باسم البنتاغون العميد جون كيربي، نقل عن وزير الدفاع الأمريكي تأكيده لنظيره المصري، أن هذه الطائرات الجديدة ستساعد الحكومة المصرية في محاربة "المتطرفين" الذين يهددون أمن مصر والولايات المتحدة و"إسرائيل".
وأضاف الوزير الأمريكي في السياق نفسه، أن"هذه السياسة التي تعمل بها الولايات المتحدة مع شركائها في جميع أنحاء المنطقة، هي لبناء الإمكانات لمواجهة التهديدات والحفاظ على المصالح الأمنية للولايات المتحدة".
واقتبس الموقع كذلك، عن النائبة كاي جرانجر، رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات بمجلس النواب بالكونغرس الأمريكي والمشرفة على المساعدات الخارجية، تصريحاتها المعبرة عن دعمها لقرار تسليم المروحيات لمصر، لأنها تمر بوقت حرج ويجب دعمها من أجل مواجهة التحديات الأمنية، على حد تعبيرها.
وتضيف النائبة في السياق نفسه كذلك، أن "مصر اليوم تواصل عملية الانتقال الديموقراطي، وتسعى من أجل نقل السلطة إلى حكومة ديموقراطية جديدة، وكل ذلك يستدعي أن تتعاون الولايات المتحدة مع الحكومة المصرية وأن تدعم الشعب المصري".
وأوضح الموقع أن قرار الإدارة الأمريكية هذا، يعني أن المساعدات تتدفق الآن إلى الجيش المصري، وهذه الخطوة سوف تسمح للولايات المتحدة أيضا بالإفراج عن حزمة المساعدات السنوية المقدرة بـ 1.3 مليار دولار وتحت مسمى "مساعدات عسكرية لمصر".
وفي السياق نفسه، ذكر أنّ كلا من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس المخابرات المصري محمد فريد التهامي، سيجتمعان في واشنطن الأربعاء - في تمام الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت واشنطن، والثامنة مساء بتوقيت القاهرة، في لقاء مغلق وسري، وذلك لبحث عودة المساعدات العسكرية إلى مصر "لمواجهة التهديدات"، ومناقشة التزام مصر باتفاقية "كامب ديفيد" على وجه الخصوص.
وتجدر الإشارة أن القناة الثانية الإسرائيلية نقلت عن مصادر رسمية روسية ومصرية، أن القاهرة ستوقع على صفقة لتزويدها بـ24 طائرة قتالية متطورة جدا من طراز "ميغ 35"، ويدور الحديث عن سلاح لم تبعه روسيا لأي دولة حتى اللحظة.
يذكر أن موقع "فوكس نيوز"، نشر في كانون الأول/ ديسمبر 2012، أن مسؤولين إسرائيليين انتقدوا قرار إدارة أوباما آنذاك، بحجب كمية كبيرة من المعدات العسكرية التي اشتدت الحاجة إليها في مصر، إضافة إلى حسم نحو 260 مليون دولار من المساعدات لمصر، "بينما تخوض
الحكومة المؤقتة في البلاد معركة دامية مع الميليشيات الإسلامية المدججين بالسلاح في شبه جزيرة سيناء"، بحسب ما قالوا.
وأوضح الموقع حينها أن هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين، كانوا يخشون أن تستخدم الأراضي التي ينعدم فيها القانون (سيناء) في شن هجمات ليس فقط على القاهرة، ولكن أيضا على "تل أبيب".
وصرح مسؤول اشترط عدم الكشف عن هويته للموقع، بأن "الوضع في سيناء آخذ في التدهور، وأصبح مصدر قلق بالغ، ليس فقط لإسرائيل، ولكن أولا وقبل كل شيء لمصر، بسبب العنف في سيناء والتسلل إلى الأراضي المصرية".