أعلن إبراهيم محلب رئيس الوزارء المؤقت، قبوله استقالة
محافظ "
الوادي الجديد" اللواء محمود خليفة، التي تقدم بها الخميس، على خلفية تحريره توكيلا لتأييد عبدالفتاح
السيسي، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية.
وقال خليفة، فى تصريحات صحفية : "إنه يقف مع السيسي قلباً وقالباً، وإنه يدعمه من منطلق العلاقة التى تربطه به على مدار عقود من الزمن، قضاها معه فى الخدمة العسكرية"، معتبرا أن "المشير هو الأنسب فى المرحلة المقبلة، لإدارة شئون البلاد، والخروج بها من هذا المنعطف الخطير.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن "المحافظ خصص سيارة تابعة للمحافظة لنقل
التوكيلات، التي تم جمعها من أبناء المحافظة لتأييد السيسي إلى القاهرة".
وأدت هذه الخطوة إلى إثارة اللغط في الوسط السياسي، واتهامات للدولة بالتحيز لوزير الدفاع السابق، ما سبب حرجا للحكومة المؤقتة التي أعلن رئيسها إنها ستلزم الحياد بين المرشحين.
وقرر "محلب" التحقيق في الواقعة، وكلف وزير التنمية المحلية بإعداد مذكرة تفصيلية حول ملابساتها.
واعتبر رئيس الوزارء، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، تقديم المحافظ لاستقالته، دليل على إصرار الحكومة، على اتخاذ موقف محايد من الانتخابات التي ستجرى جولتها الأولى يومي 26 و27 مايو المقبل.
وتابع "هذه الخطوة رسالة إلى العالم، بأن الحكومة غير منحازة لأحد المرشحين، مؤكدا أنه وجه جميع المسؤولين التنفيذيين بضرورة الالتزام بالحياد التام، عدم اتخاذ أي مواقف تتضمن شبهة الانحياز".
كما أكد محلب، خلال اجتماع مجلس الوزراء الخميس، أن الحكومة ستجري الانتخابات بكل نزاهة وشفافية، تحت إشراف قضائي كامل".
لست نادما
من جانبه دافع المحافظ المستقيل عن موقفه، وقال: "إن الدستور يكفل له كمواطن
مصري ممارسة حقه وليس كونه محافظا، في عمل توكيل لأي مرشح رئاسي يختاره.
وأكد في مداخلة مع قناة سي بي سي مساء الخميس، أن "محلب قرر إعفائه من منصبه لرفع الحرج عن الحكومة، موضحاً أن هناك فارق بين عدم التدخل بالعملية الانتخابية، وممارسة حقي الدستورية.
وتابع " القانون يجيز ذلك، وتوقيع إقرار
التأييد لا يعني أنني سأساند مرشحا بعينه بصفتي محافظا، مضيفا "لست نادما على ما فعلت".
وتساءل لماذا يُحجر على المسئول أن يمارس حقه فى إبداء الرأي؟، موضحاً أنه كان يجب أن يكون هناك تشريع يمنع المسئول من الإدلاء برأيه السياسي، قبل تجريم ما قام به.
وأظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، المحافظ وهو يعلن تخصيص سيارة تابعة للمحافظة لنقل إقرارات التأييد للسيسي، بالرغم من أن الحملة الانتخابية لكل مرشح، هي المنوط بها جمع إقرارات التأييد وتسليمها إلى لجنة الانتخابات الرئاسية في القاهرة.
وأضاف: لم أتوقع أن يكون توكيلي للسيسي سببا في استقالتي، موضحا أنه فور تلقيه خبر قبول استقالته سجد لله، شكرا على ما حدث، ولم يحزن لفقدانه المنصب، وأنه يتفهم موقف رئيس الوزراء، ويرضى أن يكون ضحية لموقف من أجل أن يستمر أداء الحكومة، ويتقبل ذلك بصدر رحب.
ردود فعل متباينة
وجاءت ردود الفعل على استقالة المحافظ متباينة، حيث أشاد يونس مخيون رئيس حزب النور بالقرار، مشيرا إلى أنها رسالة لكل مسؤول على إلتزام الحيادية التامةبين جميع المرشحين.
وأضاف مخيون، عبر صفحته على "فيس بوك"، أن محلب أكد له خلال لقاء بينهما على التزام الحكومة الحيادية التامة أثناء الانتخابات الرئاسية، وأن هذا القرار ترجمة لما أعلنه، موضحا احترامه وتقديره لشخص المحافظ.
كما رحبت حملة حمدين صباحى بالوادي الجديد بالقرار، واعتبرته بمثابة تصويب لخطأ جسيم صدر من مسئول بحجم المحافظ، الذي تجاهل توجيهات رئيس الوزراء، بضرورة الالتزام بالحيادية تجاه كل مرشحي الرئاسة.
وقال عبد الله المغازى المتحدث باسم حملة السيسي الانتخابية، إنه لا علاقة للحملة بإقالة خليفة، مؤكدا أن جماعة الإخوان تريد استنزاف جهد الحملة، وتشويه صورة السيسى أمام الشعب.
وتابع "المغازى"، خلال مداخلة مع قناة "التحرير"، أن السيسي دائما ما يوجه أعضاء حملته لاحترام المنافسين له فى السباق الرئاسى، واحترام إرادة الشعب المصرى.
وأعلنت قوى سياسية بالوادي الجديد نيتها الاعتصام أمام استراحة المحافظ المستقيل بمدينة الخارجة، يوم الجمعة، لمنعه من مغادرة المحافظة، وذلك اعتراضا على قرار رئيس الوزراء قبول استقالة المحافظ، معتبرين ذلك حقا دستوريا يكفله القانون له كمواطن يحق له التعبير عن رأيه.
وقال هانى عبد المقصود، أمين حزب مصر الحديثة فى تصريح لصحيفة "اليوم السابع": "إن عددا كبيرا من أعضاء الحركات السياسية، والمنظمات الشعبية، سيعتصمون أمام مقر استراحة المحافظ، مؤكدا على تصعيد الموقف لحين إلغاء رئيس الوزراء قرار استقالة المحافظ.