تصاعد جدل "مؤثري" مواقع التواصل الاجتماعي في
سوريا مع تسبب دعوات إلى وليمة في العاصمة السورية
دمشق في وقوع تدافع أدى إلى وقوع وفيات وإصابات في صفوف النساء والأطفال بالمسجد
الأموي.
وأظهرت لقطات مصورة ازدحاما كبيرا في المسجد الأموي وباحته الواصلة مع سوق الحميدية في دمشق القديمة عقب صلاة الجمعة، جراء دعوة صاحب مطعم مشهور على منصة "تيك توك" إلى وليمة.
وتسبب التدافع في وفاة 4 نساء وإصابة 16 آخرين بينهم أطفال بجروح مختلفة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مدير صحة دمشق، محمد أكرم معتوق.
وأشارت منصات محلية إلى أن صاحب الدعوة المثيرة للجدل هو طاه مشهور على منصة "تيك توك" يعرف باسم "أبو عمر الدمشقي"، الذي قام بنشر العديد من مقاطع الفيديو خلال الأيام الماضية تظهر اقتياده عددا من الخراف وذبحها أمام المسجد الأموي وتوجيه الدعوات لأهالي المدينة من أجل حضور الوليمة.
وانتقد معلقون سوريون ما وصفوه بـ"الجري نحو الترند" من قبل المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين توافدوا إلى سوريا عقب سقوط النظام في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.
وأشار آخرون إلى مسؤولية الجهات المعنية بضبط التجمعات والاحتشادات الكبيرة منعا للتدافع والاضطرابات الأمنية، سيما أن البلاد لا تزال في وضع أمني صعب مع استمرار السلطات الجديدة بعمليات جمع السلاح المنتشر في أيدي كثيرين.
وفي السياق، علق محافظ دمشق ماهر مروان على حادثة التدافع في المسجد الأموي مشيرا إلى أنه يتابع مع وزارة الداخلية مجريات التحقيق للوقوف على تفاصيل الحادث وأسبابه.
وقال مروان في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء "سانا"، "وقعت حادثة مؤسفة اليوم في المسجد الأموي الكبير نتيجة تدافع أثناء إحدى الفعاليات المدنية المقامة في المسجد ومحيطه".
وأضاف: "نحن نتابع مع وزارة الداخلية مجريات التحقيق للوقوف على تفاصيل الحادث وأسبابه، وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن وقوعه".
وشدد المحافظ على تحملهم "كامل المسؤولية عما حدث في الجامع الأموي، ونعمل على اتخاذ تدابير عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في الأماكن العامة مستقبلا"، مشيرا إلى أن "الحادثة لن تمر دون محاسبة المقصرين".
وأعادت هذه الحادثة جدل "مؤثري" مواقع التواصل الاجتماعي إلى الواجهة مجددا بعد سلسلة من المواقف التي أثارت موجات من الانتقادات لعدد من المشاهير على منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام".
ووجه معلقون انتقادات للسلطة الجديدة في دمشق بسبب "استضافة المؤثرين"، مشيرين إلى لقاءات سابقة جمعت إدارة قائد الإدارة السورية أحمد
الشرع، ومحافظ دمشق ماهر مروان مع عدد من المشهورين على منصات التواصل الاجتماعي.
والشهر الماضي، أثار مقطع مصور نشره أحد المشاهير على منصة "تيك توك" وهو يجلس على كرسي في داخل قاعة الاستقبالات الرسمية في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، موجة من الجدل والانتقادات بسبب ما وصف بأنه "فتح الأبواب" أمام المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي من قبل الإدارة الجديدة.
ولم تقتصر الانتقادات على هذا السياق، حيث تحولت السجون والفروع الأمنية التابعة للنظام المخلوع خلال الأسابيع الماضية إلى أماكن مفتوحة أمام الناشطين الصحفيين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها من ملفات توثق جرائم قوات النظام بحق الشعب السوري.
وتسبب العديد من المشاهد التي أظهرت ناشطين يعبثون بوثائق داخل فروع الأمن والسجون التي تعتبر "مسارح جرائم" في انتقادات حقوقية وتحذيرات من تسبب مثل هذه التصرفات في إتلاف الأدلة أو فقدان مصداقيتها بعد العبث بها.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، نشرت تقريرا رصدت فيه "دخولا غير مشروع وعبثا بمسارح الجرائم من قبل نشطاء وإعلاميين".
وقالت الشبكة في التقرير الذي نشرته عبر
موقعها الإلكتروني الرسمي، إنها "رصدت انتشار عدد كبير من الفيديوهات تظهر نشطاء وإعلاميين وصحفيين، يتجولون بحرية داخل مسارح الجرائم مثل الأفرع الأمنية والسجون".
وأضافت أن "هؤلاء الأفراد غالبا ما يعبثون بالملفات أو يوثقون وجودهم عبر تصوير أنفسهم أو زملائهم أثناء ذلك. وعلى الرغم من وجود حراس في تلك المواقع، فإن الدخول يتم غالبا إما بموافقة الحراس، أو بناء على توصية مسبقة، أو تحت غطاء المهنية والاختصاص".
وشددت الشبكة على أن "الدخول إلى مسارح الجرائم يخضع لقوانين وبروتوكولات دولية تهدف إلى حماية الأدلة وضمان سلامة التحقيقات"، مشيرة إلى أن "السماح بالدخول يقتصر على الأشخاص المفوضين قانونيا، والذين يؤدون دورا مشروعا في التحقيقات".