حقوق وحريات

وفاة غامضة لباحثة مصرية في فرنسا.. كيف ألمحت ريم حامد لاحتمالية اغتيالها؟

وزارة الخارجية المصرية أعلنت أنها تتابع عن كثب واقعة وفاة الباحثة- صفحتها الشخصية على الفيسبوك
أثارت وفاة الباحثة المصرية وطالبة الدكتوراه ريم حامد، في فرنسا، جدلاً واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لما نُسب إليها من منشورات عبر حسابات التواصل الخاصة بها قبل وفاتها.

وعثر على جثة الباحثة المصرية ريم حامد التي توفيت بفرنسا، في ظروف غامضة بعد أيام من إعلان تعرضها لمضايقات وتهديدات.

وتجري السلطات الفرنسية تحقيقات في حادث الوفاة وما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه، وقد أعلن رئيس الجالية المصرية في فرنسا أن التحقيقات حول الواقعة تتم في سرية تامة وقد تستمر 10 أيام ولن يتم إرسال الجثمان إلى مصر إلا بعد كشف الملابسات.

وأضاف رئيس الجالية المصرية في فرنسا صالح فرهود، في تصريحات صحفية، أن المعلومات المتوافرة حاليا أنه تم العثور على جثمانها أمام باب الشقة التي تسكن فيها.

وريم حامد باحثة دكتوراه مصرية (29 عاما) وحاصلة على بكالوريوس زراعة من جامعة القاهرة قسم بايو تكنولوجي دفعة 2017، وكانت تعيش في مدينة ليس أوليس الفرنسية، ومُقيمة في سكن جامعة bosquest الفرنسية، وكانت تعمل في معهد البيولوجيا التكاملية للخلية في جامعة Paris، وقد حصلت على درجة الماجستير في علم الجينوم من الجامعة نفسها.

اللافت في الأمر أن الباحثة المصرية نشرت خلال الفترة الأخيرة قبل وفاتها بعد المنشورات التي تؤكد أنها تتعرض لشيء ما وتحدثت خلال تلك المنشورات عن تعرضها للأذى على يد أشخاص لم تسمّهم.





وفي تغريدة ألمحت الباحثة المصرية إلى أن يكون أحد الأقارب مشارك في الضغط عليها وقالت: "لما يكون عدوك بيقولك امشي في اتجاه وتسمع قريب بيقول نفس الاتجاه... اعرف إنك بتشم ريحة حاجة مش لطيفة ...."


وخلال الفترة الأخيرة كتبت ريم حامد عددا من المنشورات عبر صفحتها على "فيسبوك" توحي بتعرضها لبعض الضغوط بسبب نجاحها وهويتها وميولها، مؤكدة أن العلم لا بد أن يكون محايدا.





وفي الخامس من آب/ أغسطس قالت ريم: "العلم مجال مفتوح للكل والجميع بصرف النظر عن خلفيتهم وتوجهاتهم وعلشان كده لازم يكون مجال محايد على مسافة متساوية من الجميع رغم التنوع .... هل ده يعني لو في مجموعة معينه بتشوف ظلم وتهميش وأذى بشكل ممنهج رغم أن المجموعة محايدين ومتقبلة الآخر بدون كسر قواعد أو قوانين تستسلم... ؟".

 وأضافت: "الإجابة لا. بل عليها الاستمرارية فقط لا غير وتظل متمسكة بمفاهيم الخير والعلم والمعرفة للكل الي هو الأداة الوحيدة إننا كلنا كبشر مطلوب مننا نشارك فيها .... رغم عدم تقبل الآخر ده أمر خارج عن سيطرتنا حتى لو مش فيه أسباب لهذا ... البشر والشر اللي فيهم مش شرط يكون ليها مبرر للأسف حتى لو بيستخدموا مبررات واهية".



وقبله بيوم واحد قالت الباحثة المصرية: "أول ما يبان عليك أنك ممكن تكون ناجح ممكن تمشي مسافات الي شبهك مش ماشيها قبل كده حتى لو انت لسه في بداية الطريق البعيد والأعداء بيحاولوا يكسروك علشان عيوب نفسيه محتاجة علاج عندهم وانهم مش عارفين يتقبلوا وجودك .... الأقربون بياخدوا منك مصالحهم بدل ما يشتغلوا ويوصلوا هما لده بتعبهم. بيستخدموك كعمله علشان يوصلوا للي هما مش عارفين يحققوه.. الدنيا بقت بشعة على كل المستويات...".



ولفتت ريم حامد النظر إلى أن التهديد أو الضغوط التي تعرضت لها قد تكون من بلادها قائلة: "مافيش أصعب من أنك تكون في بلدك أرضك جذورك وتبقى مش مستريح ولا حاسس بالأمان ويمكن في أبعد نقطه عنه ... رغم أن بلدك بلد الأمن والأمان بس تقربيا إنت حياتك مش طبيعية والكل مهما كان اتجاهه بيحاول ياخد اللي يقدر ياخده منك سواء برضاك أو بعدم رضاك... الناس بقى القذارة والخسة فيها لا تعد ولا تحصى. ربنا يطلعنا على خير الدنيا بقيت غريبة ومريبة"..


وقبل وفاتها بأيام طالبت ريم حامد عبر صفحتها بترشيح لها "life coach" (تخصص من التخصصات النفسية التي تجاوز مشاكل الحياة) حيث كتبت على صفحتها: "صباح الخير من فضلكم عوزة ترشيح لـ life coach كويسة, عندها أمانة ويهمها مصلحة الشخص ويفضل تكون مصرية… ممكن الترشيحات inbox .. شكرا جزيلا".


ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تتابع عن كثب واقعة وفاة الباحثة وذكرت في بيان رسمي أنها وفور تلقي القنصلية العامة لمصر في باريس خبر وفاة الشابة، فقد تواصلت في الحال مع السلطات الفرنسية للوقوف على ملابسات واقعة الوفاة وطلب موافاة القنصلية المصرية بنتائج التحقيق في أسرع وقت.

وقالت إن الوزير بدر عبد العاطي وجه فور علمه بالواقعة بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات عن كثب مع السلطات الفرنسية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص الفرنسية لمعرفة أسباب الوفاة.



ومن جانبه، طالب شقيق الباحثة الراحلة، نادر حامد، عبر حسابه على "فيسبوك"، رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء لشقيقته وعدم نشر شيء عن القضية إلا بعد التحقيق أمام النيابة الفرنسية، والتأكد من الأدلة وإعلان سبب الوفاة.