كشف موقع إخباري إسرائيلي أن "قرابة الـ100
يهودي من
اليمن انتقلوا قبل ثلاث سنوات إلى
مصر للنجاة بأرواحهم بسبب الحرب الأهلية
هناك، بمساعدة دولة عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الاحتلال، وهناك جهود تجري لجلبهم
لفلسطين المحتلة بدل إقامتهم في القاهرة، وقد تم إسناد المهمة لأحد كبار مسؤولي تلك
الدولة لإنقاذ هؤلاء اليهود، وقام وبلاده بإدارة الاتصالات مع السلطات المصرية،
وقام بتمويل العملية برمتها، وحتى اليوم، فإن ذات المسؤول، الذي لم تكشف هويته، منخرط
في حياة اليهود الذين تم إنقاذهم، ويهتم بسلامتهم".
وأضاف الكاتب شالوم يروشاليمي في تقريره بموقع "
زمان إسرائيل"الذي ترجمته "عربي21" أن "المائة يهودي يمني يعيشون منذ 2021 في مجمع
سكني مغلق بالقاهرة، ويبحثون حاليا عن الهجرة إلى إسرائيل، عقب إخفاقهم في الحصول على
الجنسية الأمريكية كما أنهم طالبوا بها طوال الوقت، وبالتالي فإن بعضهم اليوم يريد القدوم
لإسرائيل، والاستقرار فيها، مع العلم أن معظمهم من أفراد عائلتي مرحبى وحمادي ويقودهم
يوسي ليفي".
وأشار إلى أنه "قبل أسبوعين، زار قريب
إسرائيلي لبعض اليهود اليمنيين في مصر، وأبلغه 15 منهم بتخليهم عن الحلم الأمريكي،
لأن المشكلة الرئيسية هي الطلب الأمريكي منهم بالتخلي عن جوازات سفرهم اليمنية، بجانب
العديد من القضايا الإجرائية المتعلقة بالهجرة، وما زال الآخرون يرفضون الهجرة إلى إسرائيل،
لتجريب حظّهم".
ونقل عن يغآل بن شالوم، المدير السابق لوزارة
الرعاية الاجتماعية، ورئيس جمعية تنمية المجتمع والثقافة والتراث ليهود اليمن، أن
"إسرائيل هي المكان الذي يجب أن يأتي إليه يهود اليمن المقيمون في القاهرة، وهو
يحاول الترويج لذلك عبر الوكالة اليهودية وصندوق الصداقة، فيما بقي ستة يهود في صنعاء
أحدهم يحيى يوسف حمدي المتوفى قبل شهر عن عمر يناهز الـ80 عاماً، ودفن في مكان إقامته
بصنعاء على يد جيرانه المسلمين، وبقي يهودي آخر في صنعاء، منعت السلطات اليمنية مغادرته
اسمه سالم ليفي مرحبى (50 عاما)".
وكشف أن "ذات المسؤول من تلك الدولة
العربية يأتي إلى صنعاء شهرياً للاطمئنان على صحة المرحبي، وبعد اندلاع حرب السابع من
أكتوبر في غزة ساءت حالته، وهناك جهود للتأكد من عدم قيام الحوثيين بإعدامه، حيث إنه تم
اعتقاله في آذار/ مارس 2016، بعد الاشتباه بقيامه بتهريب كتاب توراة قديم إلى إسرائيل،
التي عرضت على السلطات اليمنية، من خلال وسطاء، نسخة بديلة من التوراة مقابل إطلاق
سراح مرحبى، لكنهم رفضوا العرض، حيث يبذل بن شالوم قصارى جهده من خلال مختلف الأطراف
الدولية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحه".
وأضاف أن "اليهود اليمنيين الذين يعيشون
اليوم في المجمع المغلق بالقاهرة لا يشكلون عبئا على السلطات المصرية، فهم يعملون في
صياغة الذهب وصناعة المجوهرات، ويعيشون بمفردهم، وأصبحت منتجاتهم الفنية مطلوبة في
القاهرة، ووضعهم الاقتصادي جيد، والتقى بهم قريبهم الإسرائيلي الذي زارهم قبل أسبوعين
أثناء قضاء إجازة في شرم الشيخ، ويبدي بن شالوم قناعته بأنهم سيصلون في نهاية المطاف إلى إسرائيل".
وختم بالقول إن "التاريخ يعيد نفسه
كما حصل في هجرة يهود اليمن قبل قيام إسرائيل، حيث غادر بعضهم بلادهم عبر مصر، وبقوا
هناك عدة سنوات حتى هاجروا إلى إسرائيل، التي لا تشير للموضوع بصورة رسمية، ولم يصل أي
رد من مكتب رئيس الوزراء ولا الجهات الحكومية التي تتعامل مع اليهود في الخارج".
ذات
الموقع الاسرائيلي كشف في تقرير سابق
أن "السلطات اليمنية في صنعاء قامت بحماية هؤلاء اليهود من الحوثيين الذين سيطروا
على أجزاء كبيرة من الدولة، حيث انتقلوا للإقامة في مجمع أقلّ أمانًا في مدينة ريدة
شمالي صنعاء، وتتركز فيها جالية يهودية كبيرة، لكن حتى في صنعاء كان الخطر واضحا كل
يوم، وأصبحت الحاجة لإخراجهم من اليمن ملحة، حيث طلبت دولة الاحتلال مساعدة عاجلة من
دولة عربية لا تربطها بها علاقات رسمية، ووصل مبعوثوها إلى صنعاء لإجراء مفاوضات بشأن
إخراج اليهود من ذلك المجمع، وفي الوقت نفسه تفاوضت ذات الدولة مع مصر لتوطين هؤلاء
اليهود فيها".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"
أن "بعضا من يهود اليمن في القاهرة يخضعون لنفوذ الطائفة الحسيدية المناهضة للصهيونية،
ولم يرغبوا بالهجرة إلى إسرائيل، لأنها دولة علمانية وكافرة بالتوراة، وجزء من الصفقة
المعقدة بين الدولة العربية وإسرائيل وصنعاء، مع أن ليفي مرحبى المعتقل بصنعاء له صورة
مشتركة في آذار/ مارس 2016 مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما كانا بجانب مهاجرين
يمنيين آخرين، ينظرون إلى لفافة توراة قديمة عمرها 800 عام مهرّبة إلى إسرائيل، ما أثار
غضب اليمن، وليس الحوثيين فقط، ولذلك اعتقل فور عودته إليها، وفي 2018 حُكم عليه بالسجن
3 سنوات، ورغم انتهاء مدة حبسه، فإنه لم يطلق سراحه".