توقعت مصادر مطلعة أن تطرح
السعودية الخميس، أسهما لشركة "
أرامكو" النفطية العملاقة التي تعد واحدة من أعلى الشركات قيمة في العالم.
وقالت المصادر، إن السعودية قد تعلن اليوم الخميس عن
طرح ثانوي ضخم لأسهم "أرامكو، وإن الأمر في انتظار الموافقة النهائية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على أن يتم إطلاق طرح
الأسهم يوم الأحد القادم.
ويعد الطرح تتويجا لجهود استمرت سنوات لبيع حصة أخرى من "أرامكو" بعد طرح عام أولي في عام 2019 جمع مبلغا قياسيا قدره 29.4 مليار دولار.
وقال مصدران مطلعان لوكالة رويترز هذا الأسبوع، إن الطرح الثانوي قد يحدث في حزيران/ يونيو، وذكر أحدهما أن الطرح قد يجمع نحو 10 مليارات دولار.
ومنذ الطرح العام الأولي فإن "أرامكو" تدرّ أموالا طائلة للحكومة السعودية، إذ تمول استراتيجية اقتصادية ضخمة لإنهاء ما أطلق عليه ولي العهد في وقت سابق "إدمان النفط".
وعززت الشركة توزيعات الأرباح إلى قرابة الـ98 مليار دولار في عام 2023 من 75 مليار دولار كانت تدفعها سنويا، رغم انخفاض الأرباح بنحو الربع. وتتوقع توزيعات تبلغ 124.3 مليار دولار هذا العام.
واستثمرت "أرامكو" أيضا في مصافي تكرير ومشروعات بتروكيماويات في الصين وأماكن أخرى ووسعت أعمال البيع بالتجزئة والتجارة وكثفت تركيزها على الغاز، إذ ضخت أول استثماراتها في قطاع الغاز الطبيعي المسال في الخارج العام الماضي.
وذكرت "رويترز" في وقت سابق أن بنوكا منها "سيتي غروب" و"غولدمان ساكس" و"إتش.إس.بي.سي" تدير الطرح.
وقام ولي العهد بضخ مئات المليارات من الدولارات من خلال صندوق الثروة السيادي للمملكة في مشاريع عملاقة، وذلك في كل القطاعات بداية من السيارات الكهربائية إلى الرياضة وحتى شركة طيران جديدة، لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط والغاز ولخلق فرص العمل.
ولكن انخفاض أسعار النفط وإنتاجه أثر على النمو الاقتصادي العام الماضي في حين زاد الإنفاق، ما أدى إلى عجز مالي بلغ نحو اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقع حدوث عجز مماثل هذا العام.
وأعلنت "أرامكو" عن توزيعات أرباح خاصة مرتبطة بالأداء العام الماضي، ما يوفر النقد للمملكة وساعد على جذب مستثمرين جدد. وعرضت توزيعات قدرها 31 مليار دولار للربع الأول، بزيادة 59 بالمئة مقارنة بالشهور الثلاثة الأولى من عام 2023 حتى مع انخفاض الأرباح 14 بالمئة في الربع نفسه. وعينت "أرامكو" المزيد من البنوك لتحسين السيولة في الأسهم.
ويتم تداول سهم أكبر شركة لتصدير النفط في العالم بأعلى سعر بالنسبة للأرباح مقارنة مع شركات نفط عالمية أخرى مثل "إكسون موبيل" و"بي.بي" و"شل".
وتراجع سهم "أرامكو" 11 بالمئة هذا العام بينما ارتفع سهما "كسون موبيل" و"بي.بي" 11 بالمئة و14 بالمئة على الترتيب.
وتقود السعودية فعليا منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وتساعد في التحكم في تحركات الأسعار في أسواق النفط العالمية.
وتنتج "أرامكو" حاليا نحو تسعة ملايين برميل من الخام يوميا، أي حوالي ثلاثة أرباع طاقتها القصوى، امتثالا لتخفيضات الإنتاج التي اتفق عليها تحالف "أوبك+" الذي يضم "أوبك" وحلفاء.
ومن المقرر أن يحدد تحالف "أوبك+" يوم الأحد سياسات الإنتاج التالية، ويتوقع عدد من المصادر والمحللين أن يمدد التحالف خلال الاجتماع التخفيضات الحالية إلى النصف الثاني من 2024.
وإذا اتخذ تحالف "أوبك+" قرارا مفاجئا وخفض الإنتاج بشكل أكبر، فمن الممكن أن ترتفع أسعار النفط من المستوى الحالي البالغ 83 دولارا للبرميل تقريبا، لكن سيتعين على "أرامكو" خفض الإنتاج ومواجهة تراجع الإيرادات.