تقارير

بيت ريما في فلسطين.. منبع المقاومة والشهداء

بلدة بيت ريما منظر عام
واحدة من أكثر القرى والبلدات الفلسطينية التهابا وتنغيصا على الاحتلال، بتقديمها عشرات الشهداء والجرحى ومئات المعتقلين في سجون الاحتلال على مدى سنوات طويلة من المواجهات.

تقع إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله وتبعد عنها حوالي 22 كم، تتبع محافظة رام الله والبيرة، ويصلها طريق فرعي بالطريق الرئيسي طوله 3.7 كم، ترتفع عن سطح البحر 480 م.

تشترك بلدة بيت ريما في مجلس بلدي مع قرية دير غسانة منذ عام 1966 تحت مسمى بلدية بني زيد الغربية وتعتبر من أقدم المجالس البلدية في فلسطين. وهي إحدى أهم قرى بني زيد لموقعها المركزي، ويعود اسمها إلى الحقبة الكنعانية حيث كانت تسمى "ريماتا" وكذلك كانت تسمى "ريميث" في الحقبة الرومانية وكلا الاسمين يعني الصخرة المرتفعة حيث تقع القرية على قمة جبلين.

وتبلغ مساحتها العمرانية حوالي 1400 دونم، ومساحتها الكلية حوالي 9,500 دونم وتشتهر بزراعة الزيتون وتزيد الأراضي المزروعة بالزيتون عن 4 آلاف دونم، كما يزرع فيها التين والعنب واللوز والمشمش والفواكه بأنواعها، تحيط بها أراضي قرى دير غسانة وكفر عين، والنبي صالح، وير نظام، وعابود، وتعتمد القرية على مياه الأمطار للشرب والري بالإضافة إلى "عين فياض" و"عين البلد" .

لبيت ريما موقع متميز فهي تقع عند التقاء محافظات ثلاث.. في الشمال نابلس: محافظه سلفيت وفرخه و كفر الديك. وفي الشمال الغربي طولكرم: برقين ودير بلوط. وفي الجنوب رام الله: النبي صالح ودير نظام. وفي الشمال الشرقي: كفر عين وقراوه بني زيد. وفي الغرب: عابود واللبن الغربي.

أما دير غسانة فهي الأخت والشريكة لبيت ريما فهي الامتداد الشمالي لبيت ريما، وكلاهما تشكلان بني زيد الغربية.

بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 555 نسمة، وفي عام 1945 بلغ 930 نسمة، وفي عام 1967 بلغ عدد سكانها حسب الإحصاء الإسرائيلي 2165 نسمة، ارتفع هذا العدد ليصل عام 1987 حوالي 3451 نسمة. وقدر عدد سكانها بحوالي 6500 نسمة عام 2009.

كانت قبل عام 1967 تتبع لقضاء اللد التي تبعد عنها حولي 19 كم فقط، كما أنها تبعد عن ساحل البحر الأبيض المتوسط حوالي 35 كم. ثم تبعت بعد ذلك لقضاء القدس حتى وبعد مجيء السلطة الفلسطينية تبعت البلدة لمحافظة رام الله.

تعتبر بيت ريما من القرى المقاومة للاحتلال بشكل مستمر، حيث كانت وما تزال خنجرا في خاصرة الاحتلال. فقد قدمت من الشهداء الكثير، كما ويقبع خلف القضبان أكثر من 80 أسيرا من بيت ريما، ومنهم من أصحاب الأحكام العالية، مثل عبد الله البرغوثي صاحب أعلى حكم في تاريخ السجون الإسرائيلية وهي 67 مؤبدا و500 عام، وهو مهندس وقائد كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، ومجدي وباسل ومحمد الريماوي وحمدي قرعان منفذي عملية قتل وزير السياحة الإسرائيلي في حينه رحبعام زئيفي، والكثير من أصحاب المؤبدات.


                                 اجتياح جيش الاحتلال لبلدة بيت ريما عام 2001

وفي عام 2001، هاجم جيش الاحتلال بعشرات المدرعات والدبابات وبمساندة طائرات "الأباتشي"، وبنحو 1000 جندي إسرائيلي بلدة بيت ريما للبحث عن مطلوبين، وخلفوا وراءهم أكثر من 10 شهداء. وبعد انسحاب جيش الاحتلال من البلدة، خرج الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بتصريح قال فيه: "إن هذه البلدة (بيت ريما) منبع للإرهاب".. في دلالة واضحة على العمل النضالي لأهالي البلدة التي تشهد مواجهات شبه يومية مع قوات الاحتلال الذي فشل في إخضاع هذه البلدة المقاومة رغم جرائمه اليومية فيها وفي غيرها من المدن والقرى والبلدات الفلسطينية.

المصادر

ـ موقع بلدة بيت ريما.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ في الذكرى الرابعة لمجزرة بيت ريما، مركز المعلومات الفلسطيني، 10/3/2016.
ـ إيهاب الريماوي، ليلة اجتياح بيت ريما، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، 23/1/2018.
ـ مجزرة بيت ريما، مشروع حق العودة للاجئين "سنعود"،  25 /10/2020.