هاجمت صحيفة "هآرتس" العبرية حكومة اليمين
الإسرائيلي التي يقودها بنيامين نتنياهو؛ بسبب طريقة تعاملها غير الإنسانية مع الأسير الشهيد
خضر عدنان، الذي توفي داخل السجون الإسرائيلية بعد 87 يوما من الإضراب المتواصل عن الطعام، رفضا للاعتقال التعسفي.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها الجمعة، أن القيادي والناشط السياسي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، اعتقل عدة مرات، وكانت أول مرة بقرار من جهاز "الشاباك" قبل نحو 20 عاما، "وزج به في السجن، ودوما في كل مرة من دون محاكمة، ومن دون لائحة اتهام".
وأضافت: "قبل 18 عاما، شرع بإضراب مفتوح عن الطعام، وكرر ذلك 6 مرات بعد اعتقالات متعددة، حتى استشهاده هذا الأسبوع داخل السجن، 9 سنوات سلبت منه في الصراع لكسر روحه، رغم أنه لم يقدم أبدا إلى المحاكمة على مخالفات أمنية خطيرة".
وأضاف: "خضر عدنان كان معتقلا سياسيا مقاوما للاحتلال، مثل أكثر من ألف
فلسطيني آخر يوجدون الآن في السجون الإسرائيلية دون محاكمة".
تحذير من "الإداري"
ونبهت الصحيفة بأن "هذا المعطى المفزع لا يثير أي اهتمام في إسرائيل، بالضبط مثل إضراب خضر عدنان عن الطعام، الذي انتهى بموته بعد 87 يوما".
وأوضحت أن "هناك تجاهلا من الحائط إلى الحائط تقريبا لإحدى الظواهر غير الديمقراطية المتبعة في إسرائيل، وهي الاعتقالات الإدارية دون محاكمة، مثل هذه لا توجد في أي ديمقراطية في المعمورة، ومثل هذه محظور أن تكون في إسرائيل".
وقالت: "لقد اختار خضر عدنان الكفاح بالطريق الصعب ضد اعتقاله، وقد فعل هذا على أمل أن ينجو من الموت، هكذا كان في كل إضراباته السابقة عن الطعام، لكن هذه المرة سمحت له إسرائيل، ضمن أمور أخرى؛ بسبب انعدام الاهتمام الجماهيري به وبإضرابه، لأنه ينازع حتى الموت داخل السجن، دون أن تنقله إلى المستشفى، ودون أن تحاول إنقاذ حياته".
ورأت "هآرتس"، أنه إلى "جانب انعدام الإنسانية لهذه الخطوة، فلا توجد أيضا حكمة فيها، كما أن المستوطنين في الجنوب تعرضوا لهجمة صواريخ كثيفة على نحو خاص بسبب استشهاد خضر عدنان الزائد والعابث".
ولفتت إلى أن "خضر عدنان خسر حياته، لكن إسرائيل خسرت أكثر؛ طالما استمر فيها عار الاعتقالات الإدارية بل وبأعداد كهذه، هناك ظل ثقيل على طابعها الديمقراطي وعلى جهازها القضائي، الذي يسمح ويسوغ الظاهرة، ويجدر استغلال اللحظة المناسبة التي تكون فيها شرطة إسرائيل موضع تحد وبحث جماهيري، ووضع حد لظاهرة الاعتقالات الإدارية التي تقع في الساحة الخلفية الظلماء لإسرائيل، ساحة الاحتلال".