قليلة هي المقالات والبحوث التي سلطت الضوء على
سيرة الباحثين المؤرخين إلياس شوفاني وخالد أيوب؛ فالأول له نتاجات وبحوث تاريخية مكتوبة حول القضية
الفلسطينية، أما الثاني فقد أصدر وساهم في بحوث حول التاريخ الأثري لفلسطين؛ وكان الهدف من بحوثهما ترسيخ
الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني لمواجهة زيف الرواية والدعاية الصهيونية حول تاريخ فلسطين الوطن. فما هي سيرة المؤرخين ونتاجاتهما البحثية؟
إلياس شوفاني
هو باحث ومؤرخ ومفكر وأكاديمي فلسطيني؛ ولد في قرية معليا في الجليل الأعلى في فلسطين عام 1932، وتوفي في دمشق بتاريخ 26 كانوان الثاني/ يناير 2013. أصدر عددًا كبيراً من المؤلفات التاريخية والسياسية والفكرية. تعلم الثانوية العامة في مدينة عكا في الساحل الفلسطيني وتخرج منها عام 1947، ثم حصل على شهادة دبلوم من معهد المعلمين في يافا عام 1949، وعمل أستاذًا لمدة عشر سنوات خلال الفترة (1949- 1959)، ثم حصل على شهادة دبلوم من مؤسسة في "جامعة تل أبيب" عام 1955، والتحق بكلية الدراسات الشرقية في الجامعة ذاتها، وحصل منها على درجة البكالوريوس عام 1962، وأكمل بعدها دراسته حيث حصل على درجة الماجستير في الدراسات الشرقية من جامعة برنستن في الولايات المتحدة عام 1965، وحصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية الحديثة والشرق الأدنى من نفس الجامعة عام 1968.
وقدعمل أستاذًا مساعدًا في جامعة جورج تاون وجامعة مريلاند في الفترة ما بين 1967 حتى 1973، وكان مديرًا لدائرة الأبحاث والدراسات الإسلامية في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت في الفترة ما بين 1973 حتى 1982. كما عمل في دمشق باحثًا في قضايا تتعلق بالتاريخ الفلسطيني عام 1982. وانضم إلى حركة المقاومة والثورة الفلسطينية والعمل الوطني والسياسي الفلسطيني في إطار حركة تح"، وانتخب في 22 أيار/ مايو) 1980 عضوًا في المجلس الثوري لحركة "فتح" في المؤتمر الرابع للحركة والذي عقد في مدينة دمشق، وترك العمل السياسي في منتصف عقد الثمانيات من القرن المنصرم، ليتفرغ للتأليف والكتابة والبحث التاريخي.
ومن مؤلفاته: "حروب الردة"، صدر عام 1972. "طريق بيغن إلى القاهرة"، صدر عام 1979. "إسرائيل ومشروع" كارتر، صدر عام 1980 في بيروت. "إسرائيل والتسوية المحطة"، صدر عام 1983. "الكيان الصهيوني ـ الثكنة تمرحل أهدافها"، صدر عام 1990. "المشروع الصهيوني وتهويد فلسطين"، صدر عام 1990. "العلاقة بين الثكنة والمركز ـ الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية"، صدر عام 1992. "الموجز في تاريخ فلسطين السياسي"، صدر عام 1996. "إسرائيل في خمسين عامًا" (3 أجزاء)، صدر عام 2002. "دروب التيه"، صدر عام 2002. "مرثية الصفاء ـ سيرة ذاتية"، صدر عام 2008. "التقصير ـ الخلل في إدارة الصراع العربي الصهيوني"، صدر عام 2009. "أمن إسرائيل الاستراتيجي"، صدر عام 2009. "الحروب الإسرائيلية ـ العربية"، صدر عام 2009. وساهم في مقالات وبحوث حول القضية الفلسطينية في صحف ودوريات عربية وفلسطينية، ومنها دورية شؤون فلسطينية التي تصدر عن مركز الابحاث الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية وكذلك مجلة دراسات فلسطينية التي تصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت .
خالد أيوب
باحث ومؤرخ اثري فلسطيني. مواليد دمشق 1957. قرية الأصل في فلسطين دلاتة التي تقع على بعد ستة كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة صفد الجليلية. درس الثانوية العامة في مخيم اليرموك، عضو اتحاد
الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ـ فرع سوريا. متخصص في التاريخ الأثري وعلم اللغات القديمة، وقد أصدر كتابين: الأول "وجه آخر لتاريخ فلسطين ـ نقد التاريخ المتداول"، والثاني "أخطار القراءة الخاطئة للنصوص الأثرية على الثقافة العربية"؛ ويعمل على نشر كتاب بعنوان: "منهج جديد لقراءة النقوش الأثرية".
شارك في مراكز ثقافية بدمشق، (المركز الثقافي بالمزة ومركز كفرسوسة)، وفي مخيم اليرموك، حول تاريخ فلسطين، وتاريخ القدس من خلال علم الآثار لدحض الرواية الصهيونية حول تاريخ فلسطين وهويتها الوطنية الحقيقية. يعمل الآن على بحث خاص حول ملحمة أوغاريت ـ رأس شمرا، وعلاقة هذه المكتشفات وما يمكن أن تضيف من حقائق تاريخية حول فلسطين، وهو بحث أسطوري ـ تاريخي بعنوان: موطن الإله إيل.
ويسعى الباحث خالد أيوب إلى الكشف عن حقائق تاريخية خفية، وذلك من خلال التنقيب اللغوي إضافة إلى التنقيب في المكتشفات الأثرية، مضافا إليها التراث الشفوي، فهي تجتمع معا لتكوّن مفتاحا لحل ألغاز الماضي بكل ما أنتجت حضارتنا التي مازالت مغمورة، أو كما قال كيث وايتلام: التاريخ الفلسطيني الذي تم إسكاته عمدا. وللباحث خالد أايوب عدد من البحوث غير منشورة، وهو يقيم منذ عام 2015 في هولندا وقد حصل على جنسيتها .
*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا