تناول جنرال إسرائيلي التطورات الأخيرة على الجبهة الشمالية، بعد التوتر المتزايد بين تل أبيب وحزب الله اللبناني، متطرقا إلى الطريقة الأفضل من وجهة نظره، للتعامل مع الأوضاع الميدانية، وضمان تحقيق الهدوء مع الحزب.
وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي
الجنرال غيورا إيلاند، في تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية،
وترجمته "عربي21"؛ إن "أفضل طريقة لضمان الهدوء في الشمال، هي دعم
الدعوات اللبنانية، للحصول على مساعدة دولية".
واستدرك إيلاند بقوله: "لكن بشرط تقليص نفوذ
حزب الله العسكري والسياسي، مع الحفاظ على الموقف القائل؛ إن الدولة بأكملها مسؤولة
عن كل ما هو عابر للحدود"، داعيا تل أبيب إلى فحص الأحداث الأخيرة على الحدود
الشمالية من خلال "عدستين"، الأولى تكتيكية والثانية استراتيجية.
وأوضح أن العدسة التكتيكية تتعلق بوقوع ستة حوادث
إطلاق صواريخ من لبنان تجاه "إسرائيل" في الأشهر الثلاثة الماضية، خمسة من قبل فصائل فلسطينية، والسادس (أكبر وال من حوالي 20 صاروخا) من قبل حزب الله
المدعوم من إيران.
العدسة الاستراتيجية
وأكد أن تل أبيب لا يمكنها الاعتياد على هذا الواقع
القديم الجديد، لذلك ردت بغارة جوية لأول مرة منذ عام 2013، ما تسبب في بعض
الأضرار، وإن كانت طفيفة، في طرق رئيسية، مرجحا أن "يكون الرد الإسرائيلي في
المرة القادمة أقوى".
وتابع الجنرال الإسرائيلي: "أما العدسة
الاستراتيجية، فتتمثل في وجود صراع كبير يدور حاليا بين الأحزاب اللبنانية حول
مستقبل البلاد"، مضيفا أن "جميع الأطراف تتحمل مسؤولية التدهور الحاد
للاقتصاد اللبناني، الذي جعل الدولة على شفا أزمة إنسانية حادة، مع تفاقم نقص
الوقود والكهرباء والأدوية والمواد الغذائية".
اقرأ أيضا: جيش الاحتلال يواصل حالة التأهب على الحدود مع لبنان
وأردف قائلا: "معضلة إسرائيلية ثلاثية، قد تسمح
للبنان بالانهيار على نفسها، الأمر الذي سيضعف في النهاية قوة حزب الله العسكرية
والسياسية"، معتقدا أن "هجمات حزب الله وما يتبعها من غارات إسرائيلية
في عموم لبنان، من المتوقع أن يثير غضب اللبنانيين تجاه الحزب".
وفي الاتجاه الآخر، رأى أن ضمان الهدوء يتمثل في
"دعم دعوات لبنان للحصول على دعم مالي عاجل من الغرب، وفي المقام الأول من
فرنسا والولايات المتحدة، مع ضمان أنها لا تقدم إصلاحا ماليا فحسب، بل تحديا أيضا من
قدرات حزب الله العسكرية".
الخيار الأقل خطورة
وذكر الجنرال الإسرائيلي أن هذا الخيار قد يؤدي إلى
تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر في أعقاب حرب لبنان الثانية عام
2006، وطلب من حزب الله سحب قواته من الحدود، وإنهاء جهوده لإنتاج صواريخ دقيقة.
وبحسب تقديره، فإن هذا الخيار هو الأكثر صحة والأقل
خطورة، ويمكن أن ينجح بحال التفريق بين الدعاية والمناورات الدبلوماسية؛ لأن الأولى
مصممة فقط لإقناع الآخرين بـ"أننا صالحون، وأعداؤنا أشرار، ولهم تأثير ضئيل،
أما الثانية فتجند أطرافا ثالثة لتبني سياسة من شأنها أن تكون مفيدة لتل أبيب
وكذلك للطرف الآخر".
وأضاف أنه "في هذه الحالة، قد يعني هذا إنهاء
الجهود الرامية إلى تصنيف حزب الله على أنه منظمة إرهابية، والنظر إليه كعضو رسمي
في الحكومة اللبنانية، وخاضع للمعايير الدولية"، معتبرا أن هذا الخيار
"يجب أن يكون أولوية بالنسبة لإسرائيل".
وأكد أن إسرائيل عليها إقناع بيروت والمجتمع الدولي،
بأنه بحال اندلعت حرب لبنان الثالثة، فإن "إسرائيل لن تكون ضد حزب الله فقط،
بل ستشن الحرب ضد الدولة اللبنانية"، معتقدا أنه "لا أحد في العالم يريد
أن يرى لبنان ينهار".
وختم بقوله: "المبادرة الدولية بشأن لبنان إلى
جانب الردع العسكري الإسرائيلي الفعال، هي أفضل طريقة لضمان الهدوء على طول الحدود
الشمالية".
جيش الاحتلال يواصل حالة التأهب على الحدود مع لبنان
انتقادات إسرائيلية لـ"الإهمال الأمني" على الحدود اللبنانية
خبير إسرائيلي: علينا تأجيل الحرب مع حزب الله وتعميق الردع