قال كاتب إسرائيلي إن "أحداث شهر أيار/ مايو الماضي داخل المدن العربية في إسرائيل سلطت الضوء على حجم التحريض الذي تتعرض له من قبل قادة في الوسط العربي"، ولا سيما محمد كناعنة، عضو لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، الذي يقود حركة "أبناء البلد".
وأضاف نداف شرغاي، في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21"، أن "هذه الحركة مركزها النشط في سخنين وأم الفحم، ولديها عدة آلاف من العناصر، وينبع ثقلها في المجتمع العربي من خلفيتها وتاريخها، فهي حركة علمانية وقومية يلجأ نشطاؤها للنضال العنيف ضد الدولة اليهودية، وتسعى جاهدة لاستخلافها بدولة علمانية ديمقراطية متعددة الجنسيات".
وزعم أنه "في كثير من الأحيان، تم إلقاء القبض على كناعنة، ومن المرجح أن يثير ذلك نقاشا داخل أجهزة الأمن في إسرائيل حول إمكانية حظر الحركة، لأن كناعنة، المقيم في الجليل الأسفل، والأسير سابق، وأحد القادة الميدانيين البارزين داخل الخط الأخضر، الذي يعارض إقامة دولة يهودية غالبًا بطرق عنيفة، تم احتجازه لمدة شهر بعد الأحداث والاشتباكات التي خاضها العرب واليهود في المدن المختلطة، حيث كان منخرطا فيها".
وأشار إلى أن "كناعنة لم يعد سمكة رقيقة تقذف الحجارة، أو تحرق السيارات، بل بات مفكرا فلسطينيا له تعليمات منظمة، وتنشر مقالاته في مجلات تابعة للجبهة الشعبية، تسببت في إدانته في المحاكم الإسرائيلية 14 مرة، بما في ذلك الاتصال بوكيل أجنبي، وقضائه فترات سجن طويلة، وتوجد في بيته صور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وأعلام سوريا التي تستضيف الجبهة الشعبية، وصورة جورج حبش زعيم الجبهة".
وأوضح أن "كناعنة دأب على الإشادة بأهالي غزة الذين أطلقوا الصواريخ باتجاه إسرائيل خلال عملية حارس الأسوار، وفي أحد المرات التفت إلى رجال الشرطة من أصل عربي ودرزي، وصرخ بوجوههم: "عار عليكم.. اخرجوا من الجيش.. اتركوا جيش الاحتلال الذي سيدمر بيوتكم، لا تقتلوا أولادكم.. أنتم شعبنا.. اتركوا العدو، وارجعوا إلى حضن شعبكم".
اقرأ أيضا: الاحتلال يصادق على "خطة فورية" ضد فلسطينيي الداخل المحتل
وكشف أن "لائحة اتهام ضد كناعنة تتضمن نشره على مدار عدة أشهر عبر ثلاثة حسابات على فيسبوك، تحريضا ودعما لأعمال مسلحة، ووعد ذات مرة أتباعه بجانب صورة تظهر عشرات المسلحين، بأن غزة ستهزم محاصريها، وهي تقاتل نيابة عنا جميعاً، وفي مناسبة أخرى وصف أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية وأحد مخططي اغتيال الوزير رحبعام زئيفي بأنه أسد الثورة، وحافظ الفكرة التي لم تمت".
وتابع بأن "حركة أبناء البلد، تيار يساري قومي عربي، يسعى لتحويل إسرائيل إلى دولة متعددة الجنسيات، وقُبض على بعض أعضائها يتجسسون لصالح سوريا، وتدعو لمقاطعة انتخابات الكنيست، وتنفيذ حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين، وأنشأت ببلدة كابول بالجليل الغربي مخيم العودة، ورددوا فيه النشيد الفلسطيني، واستمعوا إلى خطب عن المقاومة، وشاهدوا مسرحية تمجد شخصية عهد التميمي التي صفعت الجنود".
واستعرض الكاتب العديد من الفعاليات التي شهدت تمجيد رموز المقاومة الفلسطينية، دون أن يتحدث بشكل واضح عن "الأعمال العنيفة" التي تتهم بها الحركة.
وزعم الكاتب أن "أعضاء الحركة ساعدوا حزب الله، ونقلوا المعلومات للفلسطينيين، وسلموا مواد تحريضية لتحضير المتفجرات والصواريخ في جنين، وطالبوا بعزل ممثلي القائمة العربية الموحدة من لجنة المتابعة بسبب انضمامها للحكومة الإسرائيلية".
وقال: "كناعنة دأب على دعوة العرب في إسرائيل للمساهمة بنصيبهم في الانتفاضة، مشددا على أن دعمهم لها أخلاقي واقتصادي وسياسي، وليس عسكريا، مع أنه ليس أول زعيم عربي متهم بالتحريض، فقبل عامين وجهت إلى رجا إغبارية، عضو لجنة المتابعة، سبع تهم بالتحريض على العنف، وإشادته بمنفذي الهجمات على الإسرائيليين، وعبرت منشوراته الأخرى عن تعاطفها مع الجبهة الشعبية وأعضاء حزب الله".
هكذا يشارك الاحتلال السلطة في قمع المنددين باغتيال نزار بنات
حكومة الاحتلال تقرر مواصلة الاستيطان في الضفة والأغوار
"معاريف": الهدوء مع غزة مضلل والمواجهة التالية مسألة وقت