قال أكاديمي إسرائيلي إن "تواجد تركيا في ليبيا أمر خطير بالنسبة لإسرائيل التي يجب عليها أن تدخل في جهد مشترك مع اليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا لمواجهة الطموح التركي، وتشرح في واشنطن مخاطر سياسات أردوغان على شواطئ البحر المتوسط".
وأضاف
البروفيسور الإسرائيلي أفرايم عنبار، رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في
ورقة بحثية ترجمتها "عربي21" أن "الدوائر
الإسرائيلية تتابع تدخل تركيا عسكريا في الحرب الدائرة في ليبيا لصالح حكومة طرابلس،
ذات التوجهات الإسلامية، وهذه الحكومة تقاتل الجنرال خليفة حفتر، الذي يمثل
الأجزاء الشرقية من ليبيا، ويتمتع بدعم مصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا
وفرنسا".
وأشار
عنبار، المؤسس السابق لمعهد بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية، عضو هيئة التدريس
بجامعات بار-إيلان وجورج تاون وبوسطن، إلى أن "القراءة الإسرائيلية اليومية
لمجريات الصراع في ليبيا تكشف أن جيش الوفاق الوطني رفع الحصار عن طرابلس، ويتجه
نحو الشرق، مع أن هدف أردوغان هو مساعدة حكومة الوفاق الوطني على البقاء، والتقدم
نحو منطقة سرت الغنية بالنفط على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط".
وزعم أنه "على المدى البعيد، ترى إسرائيل أن تركيا تهتم بتعزيز هيمنة حكومة الوفاق
الوطني في ليبيا، التي ستعزز التوجه الإسلامي للبلاد، وتسمح لتركيا، ذات الأجندة العثمانية
والإسلامية، بتوظيف موارد ليبيا لأغراضها، ويضمن لها اتفاقية توزيع المياه
الاقتصادية في منطقة البحر المتوسط الموقعة
في نوفمبر 2019 بين حكومتي أنقرة وطرابلس".
وأكد
أن "هذه الاتفاقية تتجاهل حقوق اليونان وقبرص، وتشكل عقبة أمام خطة مصر وإسرائيل
واليونان وقبرص لتصدير الغاز من شرق المتوسط إلى
أوروبا، وهكذا تريد تركيا التي تعتبر نفسها جسرًا للطاقة إلى الغرب، تجنب طرق الإمداد
البديلة التي لا تمر عبر أراضيها".
ولفت
الكاتب الأنظار إلى أن "النفوذ التركي المتزايد في ليبيا سيزيد من مكانتها في
بقعة أخرى قريبة من حدود إسرائيل تسمى قطاع غزة، وهو كيان إسلامي آخر على طول
الساحل الجنوبي للبحر المتوسط المتاخم
لإسرائيل ومصر، وهذا التأثير التركي الأكبر في ليبيا وغزة يصب مزيدا من الزيت على
نار الغضب المصري، التي تقع بين هذين الكيانين، وباتت ترى نفسها منافسة يومية لتركيا
في أكثر من منطقة في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "المعطيات المتوفرة في إسرائيل تفيد بأن الصراع في ليبيا قد يؤثر على مستقبل مصر، أهم دولة عربية، وتدعم قوات حفتر بسبب خوفها الكبير من قيام دولة إسلامية في الغرب في ظل حكومة الوفاق الوطني، أما في الشرق فتعاني مصر بالفعل من انتفاضة إسلامية في سيناء، وقد هدد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن المزيد من التقدم العسكري من قبل حكومة طرابلس سيؤدي لرد عسكري مصري".
وأشار إلى أن "التأثيرات الإسلامية من غرب ليبيا قد تهدد الاستقرار السياسي في مصر، لا
سيما بالنظر لحقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين، القوة السياسية الأكثر تنظيماً في
البلاد، تتحدى حكم السيسي، وبالتالي فإن تقويض النظام القائم في مصر غير مرغوب فيه
في الدول العربية المعتدلة وإسرائيل، ويتعارض مع المصالح الأمريكية الأساسية، لكن
اللامبالاة الأمريكية قد تدفع مصر لأحضان روسيا".
وأكد
أن "تل أبيب لديها أسباب وجيهة للقلق بشأن ما يحدث في ليبيا، وتقاعس الولايات
المتحدة، مما يزيد فقط من جرأة أردوغان وكراهيته المعروفة لإسرائيل، لأن القاعدة
البحرية التركية في ليبيا تشكل خطراً على الطرق البحرية في البحر الأبيض المتوسط،
حيث يمر 90 في المائة من التجارة الدولية لإسرائيل".
وزعم أن "تحويل ليبيا إلى محمية تركية أمر
خطير لدول غرب البحر الأبيض المتوسط ومصر،
التي يمثل استقرارها حجر الزاوية للنظام الإقليمي الحالي، ويجعل من إمكانية تحويل ليبيا
قاعدة لتوسيع النفوذ الإسلامي أمرا ينذر بالخطر في إسرائيل".
"يديعوت": السيسي يواجه 3 جبهات ويتجنب إسرائيل
تفاهمات إسرائيلية مصرية أردنية حول الضم.. واتصالات سرية
هذه قيمة صادرات الأسلحة الإسرائيلية عام 2019.. تفاصيل