سياسة عربية

هكذا سخر مصريون من انتخابات الرئاسة في بلدهم

هل يلقى السيسي منافسة حقيقة في الانتخابات؟ - جيتي هل يلقى السيسي منافسة حقيقة في الانتخابات؟ - جيتي
هل يلقى السيسي منافسة حقيقة في الانتخابات؟ - جيتي
"أعلنت وكالات الأنباء أن القوات المصرية لمكافحة الترشيح قبضت على 5 من المرشحين ودمرت حملتين انتخابيتين و3 درجات وسيارة دفع رباعي كانت تحمل أنصار مرشح سادس، وأنه جار مطاردة فلول المرشحين في الدروب الصحراوية وجبال البحر الأحمر"، هكذا علق أحد المصريين المتندرين على الانتخابات الرئاسية القادمة بمصر.

ويحمل التعليق من بين آلاف التعليقات التي تداولها المصريون سخرية على ما تشهده الانتخابات الرئاسية من "مهازل"، بحسب وصفهم.

وتنوعت التعليقات الساخرة بين نكات ورسوم ومقاطع مصورة، وتناقلها المواطنون العاديون، وحتى الشخصيات والرموز السياسية، الذين ازدحمت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات.

السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس التيار الشعبي، نشر على صفحته العديد من التعليقات منها، "طفل يخترع مرشحا رئاسيا 2 نظام، يصوت لمنافسه ويترشح ضده".

ومنها أيضا: "في النهاية: البدوي طلع وطني عظيم، وجنينه طلع طرزان"، وثالث قال: "قد يخرج محجوب عبد الدايم بخبر عاجل عن انسحاب السيسي احتجاجا على مشاركة البدوي"، وليس أخيرا تعليق قال: "رحمه الله لو عاش لكان لدينا الآن فيلم .. إسماعيل يس رئيس جمهورية"..

أما الكاتب والروائي علاء الأسواني فنشر عبر حسابه على "تويتر" إعلانا هاما جاء فيه: "مطلوب فورا مرشح رئاسي فوق الأربعين ليخسر الانتخابات أمام السيسي"، أما الشروط التي اقترحها الأسواني فكانت كالآتي: "كومبارس ناطق، لا يشترط الخبرة، تغطية إعلامية وامتيازات ومكافآت مالية مغرية .. سيحصل على نصف من واحد في المائة من أصوات الناخبين، والمقابلة يوميا من الساعة 10 صباحا في مبنى المخابرات والوسطاء يمتنعون".

من جانبه برر رئيس تحرير المصري اليوم السابق، أنور الهواري، نشره لهذه التعليقات الساخرة على صفحته باعتبارها ترجمة للحالة السياسية التي تعيشها مصر ولعل تعليقات مثل: "خبر عاجل انسحاب الانتخابات من أمام السيسي"، و"ما حدث مع جنينة يأتي في إطار البرنامج القومي لنشر الفوبيا"، و"هل صحيح أن هاكر اختطف حزب الوفد .. يعني الحزب تاه"، تعبيرا عن تفهم المصريين للأوضاع السياسية بشكل جيد، مؤكدا أن ما نشره ليس اعتراضا على ولاية ثانية ولكن الاعتراض على الطريقة التي يحصل بها السيسي على هذه الولاية، مضيفا أنه في كل الأحوال لابد لمصر من رئيس، ولكن سيظل السؤال المهم هو كيف يأتي وكيف يخرج هذا الرئيس، مشيرا إلى أن كل من يأتي بطرق غير مشروعة سوف يخرج بطرق من الإناء ذاته.

وعلق الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأحرار السابق، سليم عزوز، في حديث لـ "عربي21" على سخرية المصريين من السيسي؛ بأن المصريين عرفوا عبر التاريخ بالسخرية، التي تكون أكثرها حدة وقت الأزمات، باعتبارها أداتهم في التعبير عن خيبة الآمال، كما حدث مع هزيمة الجيش في حرب حزيران / يونيو 1967، مما دفع جمال عبد الناصر إلى مطالبتهم بشكل صريح بالتوقف عن سخريتهم من الجيش.

ويرى عزوز انطلاق منصات السخرية ضد الانتخابات أنها "شر البلية"، خاصة وأن أداء النظام كان "المادة الخام" لها، حيث ظهر النظام وكأنه مقاتل في سبيل البحث عن مرشح يسقط أمام السيسي لا لشيء إلا لتضليل الغرب، كما لو كان الغرب "أطرش في الزفة" لا يمكن أن يقف على حقيقة ما يجري، ولعل ذلك أعطى الأمر بعدا آخرا عبر عنه المصريون في نكاتهم الكثيرة.

ويضيف الخبير الحقوقي هيثم أبو خليل لـ "عربي21" أن الشعب المصري في عمومه غاضب من الانقلاب وتداعياته، ولكن الخوف بالتأكيد يسيطر عليه باعتباره شعورا إنسانيا وهو ما يعيقه لأن يكون له ردة فعل على أرض الواقع ولذلك يلجأ إلى أسلوب السخرية ضد النظام لأنها غير مكلفة له مثل التظاهر في الشارع مثلا، وهو نفس الحال الذي ينطبق على مشاركته في جنازات الشهداء ومساعدته في تكافل أسر المعتقلين.

ولم تقف السخرية من السيسي عند حد المعارضين والرافضين له وإنما امتدت لأقرب مؤيديه حيث نشرت جريدة التحرير المصرية تعليقا للمحامي ثروت الخرباوي أكد فيه أنه لأول مرة يكون هناك مرشح سري في انتخابات الرئاسة، لم يطرح برنامجه الانتخابي، ولم يظهر في أي وسيلة إعلامية قبل ذلك، مضيفا أن منافس السيسي قد يكون لديه برنامج انتخابي، لكنه برنامج سري لمرشح سري"، متسائلًا: "هل يوجد مرشح في العالم يخفي برنامجه حتى غلق باب الترشح؟".