في أول زيارة خارجية له بعد لقاء جمعه باللواء خليفة
حفتر في أبوظبي؛ يزور رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز
السراج الجزائر الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، في إطار التشاور الدائم بين البلدين، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية.
وتأتي هذه الزيارة وسط جدل إقليمي حول دخول دولة الإمارات على خط الأزمة الليبية، وإمكانية سحب البساط من تحت المبادرة
التونسية لحل الأزمة الليبية.
من جهته؛ أكد وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، في تصريحات صحفية السبت، أن لقاء "السراج-حفتر" ودخول الإمارات على الخط؛ لا يعد سحبا للبساط من تحت أقدام المبادرة التونسية، مضيفا: "نحن لسنا في سباق مع أي طرف كان، ومبادرتنا مرحب بها من قبل كافة الأطراف الليبية".
وساطة السراج
وطرحت هذه الزيارة في هذا التوقيت تساؤلات حول علاقتها بـ"اجتماع أبوظبي"، وما الجديد الذي ستقدمه الجزائر للسراج؟ وهل تعد هذه الزيارة ردا على تحركات الإمارات في الملف الليبي، أم أنها لترتيب الأوراق وحسب؟
وحول هدف الزيارة؛ قال المحلل السياسي الليبي، وليد ماضي، إن "الهدف منها محاولة إقناع الجزائر بالتسوية التي رعتها الإمارات بين حفتر والسراج، فالجزائر داعمة للسراج الذي يسعى بأن لا تخرج الجزائر عن التوافق المبدئي الذي حدث في أبوظبي، والذي يبدو أنه يعكس الإرادة الأمريكية".
وأضاف ماضي لـ"
عربي21": "من المفارقة أن السراج هذه المرة سيكون بمثابة الوسيط للتوفيق بين الإمارات والجزائر وتونس، مما يرسخ بأن المنظومة العربية والدولية أصبحت تستحوذ على القرار الليبي في غياب إرادة ليبية مستقلة، وأنها تتنافس حول مصالحها في
ليبيا، وليس من أجل ليبيا".
من جانبه؛ قال رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة (مستقل) محمد المبشر، إن "تنقلات المسؤولين الحاليين في ليبيا هذه الأيام ليست ذات جدوى؛ لأنها لا تعالج جذور المشكلة السياسية، وإنما تبحث عن تمرير خارطة طريق غير واقعية، وتمديد الفترات الانتقالية فقط".
وأضاف لـ"
عربي21": "لا أعتقد أن لدى دول الجوار، ومنها الجزائر، القدرة على إنهاء الإشكال الليبي، حتى وإن كانت نواياها صادقة".
إحداث توازن
ورأى عضو الهيئة العليا لحزب تحالف القوة الوطنية الليبي، صفوان الميسوري، أن "الرؤية الجزائرية للأزمة الليبية وموقفها من أطراف الصراع؛ لا تتسق تماما مع رؤية الإمارات"، لافتا إلى أن "زيارة السراج وحفتر لأبو ظبي منحت الامارات ميزة إضافية على باقي الدول المنخرطة في ليبيا، وهو ما دفع الجزائر إلى التأكيد على دورها الحيوي في هذا الملف".
وقال الميسوري لـ"
عربي21" إنه "بحسب نظرة الجزائر للصراع في ليبيا، وتماشيا مع موقفها من القوى المتصارعة؛ تصبح استضافة السراج محاولة لإحداث التوازن من جديد، والذي قد يكون اختل نوعا ما بعد لقاء أبوظبي".
ورأى الناشط السياسي الليبي المقيم في قطر، أسامة كعبار، أن "اجتماع الإمارات وحضور السيسي نسف المشروع التونسي-الجزائري-
المصري، لهذا يريد السراج بزيارته هذه أن يبقي على ود الجزائر؛ لأنها دولة جوار، ولها نفوذها الدولي".
الدور المصري
من جانبه؛ قال أستاذ القانون الدولي بجامعة الزقازيق المصرية، السيد أبو الخير، إن "تونس والجزائر لن يسمحا بأن يكون لمصر دور مؤثر في الترتيبات القادمة التي ستحدث في ليبيا".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "أية ترتيبات يجب أن توافق عليها كل من الجزائر وتونس أولا، وهما أكثر تأثيرا وتأثرا من كل من الإمارات ومصر، وخاصة أن الأخيرة يكاد يكون دورها منعدما في الخارج، نظرا لظروفها الحالية".
وفي المقابل؛ رأى الناشط الحقوقي الليبي، طاهر النغنوغي، أن "زيارة السراج للجزائر ضرورية جدا؛ من أجل مناقشة الوضع في الجنوب الليبي، وتأمين الحدود، وتفعيل الحوار الوطني".
وقال لـ"
عربي21": "أما بخصوص المبادرة التونسية ومآلاتها بعد لقاء السراج-حفتر؛ فإن لم تكن الجزائر محورا فعالا في المبادرة؛ فلا أعتقد أنها ستكون فعالة على أرض الواقع".