اتهمت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تقاتلها الآن في الجنوب الليبي، بأنها "تستعين بقوات من المعارضة التشادية لمساندة قواتها هناك، وأنه تم بالفعل القبض على عناصر تشادية واعترفت بذلك"، حسب تصريحات المتحدث باسم قوات "حفتر"، الأربعاء.
ورغم أن الحكومة لم ترد حتى الآن رسميا على هذه الاتهامات، إلا أن مراقبين يرون أن ترويج تلك الإشاعات، يأتي كرد فعل على تراجع القوات التابعة لحفتر في الجنوب الليبي لحساب قوات عملية "غضب الصحراء"، التي أطلقتها الحكومة لطرد قوات حفتر وعناصر "داعش" من المنطقة الجنوبية، وأن هدف الاتهامات الآن هو التأثير على الدعم الدولي الذي تتلقاه الحكومة في حربها ضد "حفتر" وضد تنظيم الدولة.
وأثارت هذه الاتهامات عدة تساؤلات، حول: مدى صحتها ودقتها؟ ولماذا لم تفند الحكومة هذه الاتهامات حتى الآن؟
حفتر يؤكد
من جهته، أكد المتحدث باسم قوات الجيش بقيادة حفتر، العقيد أحمد المسماري، وجود ما أسماها "مليشيات تشادية تحارب إلى جانب قوات القاعدة في ليبيا، التي تعمل في الجنوب تحت مسمى سرايا الدفاع المدعومة من حكومة الوفاق ووزير دفاعها المهدي البرغثي، وإلى جانب القوة الثالثة في قاعدة "تمنهنت" الجوية"، حسب كلامه.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أنه "تم أسر عدد من أفراد المليشيات التشادية في أثناء اشتباكهم مع قواتنا المسلحة (قوات حفتر)، وأنهم اعترفوا بقتالهم لحساب الأطراف الأخرى".
وتابع المسماري: "كما أن هناك مجموعة من هذه المليشيات استطاعت الهروب والعودة إلى تشاد وسلمت نفسها إلى الحكومة التشادية، وقد تم إظهارهم على شاشة التلفزيون الرسمي التشادي واعترفوا بمحاربتهم للقوات المسلحة الليبية لحساب الحكومة"، حسب زعمه.
حفتر هو المتهم
لكن الناشط الحقوقي من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي، أكد أن "قوات حفتر هي التي تستعين بقوات أجنبية وإفريقية، ومنها قوات من منطقة دارفور السودانية، واستخدمها في اقتحام وإعادة السيطرة على الموانئ النفطية، وهذه القوة موجودة حتى الآن بمناطق الجفرة في زلة "جنوب ليبيا"، حسب كلامه.
وأضاف: "لكن، الاستعانة بالقوات التشادية ليس أمرا جديدا في خوض المعارك داخل ليبيا منذ فبراير 2011، وكل الأطراف تستعين بقوات لدعمها ولا يذكرون ذلك، وبخصوص تصريحات "المسماري"، أتوقع رد فعل من الطرف الآخر وبالدليل على ذلك، وباختصار القوات الأجنبية يستخدمها الطرفان مقابل الأموال".
وقال الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، إن "هذه الاتهامات تأتي دوما لكسب التحشيد والتأييد، وليست جديدة، فقد تم تبادلها أكثر من مرة في سبيل إضعاف موقف الخصم، وأحيانا تكون الاتهامات حقيقية وأحيانا كثيرة تأتي في خانة الاصطياد السياسي لا أكثر"، وفق قوله لـ"عربي21".
افتراضات
لكن أستاذ الاجتماع السياسي الليبي، رمضان بن طاهر، قال من جانبه؛ إن "ما نصل إليه من الحقيقة ضئيل جدا، وغياب المعلومة الصحيحة يجعل من حديثنا مجرد افتراضات تخمينية لا تستند لمعرفة ما هي القصة؟".
وأضاف لـ"عربي21": "لكن أعتقد أن التصور السابق لدى طرفي الصراع بأن الأقوى هو من سيحظى بالدعم الخارجي، بدأ يتغير بسبب موازين القوى على الأرض، التي تشير إلى استحالة الحسم العسكري، وما يحدث الآن من معارك سواء في الجنوب أو أي منطقة أخرى، هي محاولة لتسجيل نقاط سياسية وتحقيق مكاسب مادية"، حسب رأيه.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي للناطق باسم وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني الليبي، العميد محمد الغصري، للتعليق أو الرد على الاتهامات الموجهة إليهم، لكنها لم تتلق أي رد.