قالت صحيفة "ديلي ميل" الشعبية، إنه تم تعديل برامج الجلوس لامتحانات الثانوية العامة في
بريطانيا، من أجل مواءمة احتياجات المسلمين الذين يصومون في شهر
رمضان، الذي يحل هذا العام وسط موسم
الامتحانات.
ويشير التقرير إلى أن محاولة مجلس الامتحانات تأتي في ضوء بدء العطلات المدرسية بعد نهاية شهر رمضان والعيد. وقال المجلس إنه يستمع للتعليقات من عدد واسع من الجماعات.
وتكشف الصحيفة عن أن معظم الامتحانات تمت جدولة جلوسها قبل شهر من بدء شهر رمضان، مستدركة بأن امتحاني اللغة الإنجليزية والرياضيات سيعقدان في أثناء شهر الصوم، لكن الطلاب سيجلسون في الصباح، حيث يقل تركيز الصائمين من التلاميذ مع حلول الظهيرة وما بعدها.
ويشكو التقرير من أن عددا من الامتحانات تم تقديمها عن موعدها الذي عقدت فيه قبل عام، ما يعني عدم توفر وقت كاف للتلاميذ لمراجعة الدروس. وقال المجلس المشترك للمؤهلات، الذي يمثل مجالس الامتحانات المدرسية، إنه سيتم التسامح في مواعيد معينة في الأماكن التي يتقدم فيها أعداد كبيرة من التلاميذ.
وتلاحظ الصحيفة أن مواعيد تقديم الامتحانات ستتواصل على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، عندما لا يتزامن موعد شهر رمضان مع الامتحانات. ففي كل عام يتقدم شهر رمضان 11 يوما، ومن المقرر أن يتوافق موعده هذا العام في الفترة ما بين 6 حزيران/ يونيو إلى 5 تموز/ يوليو.
ويستدرك التقرير بأنه مع أن مجالس الامتحانات أكدت أنه لن يحدث تغير كبير على مواعيد الامتحانات، إلا ان الصحيفة نقلت عن معارضين للخطوة تساؤلهم حول إمكانية تقديم الرخصة للصائمين. ونقلت عن كولين هارت من المعهد المسيحي، وهو جماعة ضغط، قوله: "عليهم ترك الأمور كما هي"، وأضاف هارت: "كيف تبدأ بتغيير القوانين لمواءمة احتياجات هؤلاء المسلمين الذين يعدون أقلية".
وتابع هارت قائلا: "نحن لا نعيش في المملكة العربية السعودية، حيث يحتاجون لمناسبة مواعيد الامتحانات مع مبادئ الشريعة، ومن الخطأ فرض الموسم الديني على كل شخص".
وتنقل الصحيفة عن كيث بورتيوس وود من "الجمعية الوطنية العلمانية" قوله: "إذا كان هناك عدد كاف من التلاميذ المسلمين، وطالبوا بتغيير المواعيد، فيجب الاستجابة لهم، دون التأثير على مجمل الجدول العام". ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا 2.7 مليون نسمة، بحسب الإحصاء السكاني الأخير، أي نسبة 4.8% من مجمل عدد السكان.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن الأمين العام السابق للمجلس الإسلامي البريطاني سير إقبال سكراني، قوله إن "القرار نزيه وعادل، وهو ليس معاملة خاصة، ولكنه من ضمن سياسة المجلس المشترك للمؤهلات، ويحب الترحيب به والامتنان له".
ويضيف سكراني: "يتهم التلاميذ المسلمين عادة بأنهم يطالبون بمعاملة وامتيازات خاصة. ولا نريدها، وهذا أمر يمسنا عندما يتعلق الأمر بمواءمة احتياجات مجتمعات الدين مع مناسباتها الدينية، خاصة المجتمعين المسلم واليهودي، اللذين يتبعان التقويم القمري". ويتابع سكراني قائلا:"يجب السماح للمجتمعات الدينية بالاحتفال بمناسباتها، دون أن يفكر أبناؤها بأعباء الامتحانات في هذه الأيام الخاصة".
وتلفت الصحيفة إلى أنه أعلن في العام الماضي عن خطة مشابهة، ولكن التأثير كان محدودا؛ لأن رمضان بدأ في 18 حزيزان/ يونيو. ويبدأ موسم امتحانات المدرسية في شهر أيار/ مايو وحتى نهاية حزيران/يونيو.
وينوه التقرير إلى أن الخطة لهذا الصيف وضعت منذ 12 شهرا، ولكن كشف عنها أثناء جلسة للجنة التعليمية في مجلس العموم. وجاء في بيان المجلس المشترك للمؤهلات إنه يتم التشاور في كل عام حول جدول الامتحانات المدرسية ومواعيدها، وتأخذ بعين الاعتبار التعليقات والتوصيات من جماعات متعددة، بمن فيها المدارس والكليات.
وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم المجلس قوله: "النافذة الضيقة التي تعقد من خلالها الامتحانات، والعدد الكبير من الطلاب الذين يجلسون لإدائها، والموضوعات المتنوعة التي يتم امتحانهم فيها، تضع محددات على أي تغييرات، من أجل مواءمة احتياجات جماعة بعينها".
ويضيف المتحدث: "مع ذلك فإن المجلس يحاول الاستجابة لاحتياجات الجماعات قدر استطاعته. وقابل المجلس مع مجلس المؤهلات جماعات للمسلمين، ونوقش في الاجتماع جدول الامتحانات في ضوء
صيام شهر رمضان، وتم قدر الإمكان تحديد مواعيد امتحانات الثانوية قبل بدء شهر رمضان، وأخذت اعتبارات بعقد بعضها في الصباح أو المساء".
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن نائب مدير جمعية المدارس والكليات مالكوم تروب، قال إن اتحاده يقوم باجتماعات مع قادة المسلمين، لمناقشة مواعيد الامتحانات في شهر رمضان، ويخطط لإصدار تعليمات وإرشادات وخطط للمدارس قبل موعد الامتحانات. وقال إن "الإرشادات ستكون غير ملزمة، وسننصح العائلات والطلاب حول الطريقة التي يجب التعامل فيها مع مسألة الصيام".