ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أنه على ما يبدو فإن السياسة التي دعا إليها المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد
ترامب، لمنع المسلمين من دخول أمريكا، باتت تطبق ضد المسلمين البريطانيين، مشيرة إلى أن هناك 20 مسلما أوقفوا ومنعوا من ركوب الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.
وينقل التقرير عن إمام اسمه أجمل مسرور، قوله إنه منع من ركوب الطائرة المتجهة إلى نيويورك الأسبوع الماضي، وتحدث عن أكثر من 20 شخصا واجهوا الموقف ذاته. مشيرا إلى أن الموضوع يجري منذ وقت طويل، ولكن التدقيق زاد بعدما أطلق ترامب تصريحاته، وأثر على السباق الرئاسي الأمريكي.
وتشير الصحيفة إلى أن نائبا في شرق لندن طلبت من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التدخل في قضية عائلة مسلمة منعت من
السفر الأسبوع الماضي إلى ديزني لاند.
ويورد التقرير أن النائب ستيلا كريسي، عن منطقة وولثمستو في شرق لندن، كتبت لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون رسالة حثته فيها للضغط على السلطات الأمريكية، لحل ما وصفته بأنه "مشكلة متزايدة بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة دون توضيحات".
وتقول كريسي إن هناك "مخاوف متزايدة" بين المسلمين البريطانيين من أن بعض ملامح السياسة، التي دعا إليها ترامب، أصبحت واقعا، رغم ما تعرضت له من شجب واسع. وحذرت قائلة إن الشجب العام "يتباين مع ما يجري بشكل عملي"، بحسب ما يعتقد
المسلمون.
وتذكر الصحيفة أن مسرور وهو من شمال لندن، قال: "أعرف عن 20 حالة واجهت منعا من دخول أمريكا، حيث تخشى العائلات من التحدث علانية". وأضاف أن المنع من الدخول حدث منذ وقت، ولكن رفض السماح للمسلمين بدخول أمريكا أصبح شائعا في الأسابيع الماضية". ويعتقد مسرور أن مقترح ترامب أثر على طريقة معاملة أمريكا للمسلمين الراغبين بالسفر إلى هناك.
ويلفت التقرير إلى أنه في حالة مسرور، فإنه قيل له إنه ممنوع من السفر إلى أمريكا، رغم حصوله على تأشيرة عمل صالحة، وقد استخدمها في بداية العام الحالي. ولم يشرح له السبب الذي منع بموجبه ركوب طائرة "فيرجين أتلانتك" من مطار هيثرو. وزعم أن الأمن حقق مع ركاب كانوا يرتدون الزي الإسلامي. وقال: "نحن بانتظار شرح سبب هذا القرار، ولكن دون سبب فأنت متهم".
وتبين الصحيفة أنه في حالة محمد طارق محمود (41 عاما) وشقيقه وأولادهما، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 أعوام و19 عاما، فإنهم منعوا من ركوب الطائرة في مطار غاتويك الأسبوع الماضي. وقال إنه تم إلغاء تأشيراتهم بناء على أمر من وزارة الأمن الوطني الأمريكية.. مشيرا إلى أنه يحاول الآن الحصول على تعويضات بقيمة 11 ألف جنيه إسترليني عن التذاكر التي لم تستخدمها العائلة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن محمود قوله: "أتفهم أن هؤلاء الناس يريدون الرد على قلق حقيقي يواجهونه، ولكن عليهم التأكد من مصدر هذا القلق، وعليهم فحص من أين جئنا وفحص حساباتنا، وما نمارسه من أعمال، قبل الرد بهذه الطريقة. ولا يمكنهم التصرف بهذه الطريقة فقط لأننا مسلمون".
ويضيف محمود للصحيفة: "نحن أناس محترمون، وقد غضب أولادي، إنهم يعرفون لماذا حدث هذا، ويعرفون ما يجري في العالم". ويتابع: "لم يعطوا السبب لإلغاء التأشيرات التي حصلنا عليها قبل السفر بستة أسابيع". ويعلق محمود: "ربما حدث هذا بسبب ما قاله دونالد ترامب".
ويفيد التقرير بأن كاميرون وعد بالتحقيق في السبب الذي أدى إلى منع محمود وشقيقه وأولادهما، بحسب ما قال تلفزيون "آي تي في". وقالت المحطة إن معلومات على "فيسبوك" مرتبطة بالعائلة، تضمنت إشارات فيها "مزاح" لتنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وبحسب الصحيفة، فقد أكدت وزارة الأمن الوطني في تصريحات لشبكة أنباء "سي بي أس" وقوع الحادث المتعلق بالعائلة في يوم الأربعاء، ولكنها نفت الاتهامات التي قالت إنه تم منع العائلة كلها، 11 فردا، من ركوب الطائرة.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول في وزارة الأمن الوطني قوله للشبكة إن فردا من العائلة منع من دخول إسرائيل قبل عامين، وإن حساب ابنه على "فيسبوك" مرتبط بشبكات إرهابية.
وتقول الصحيفة إن المجلس الإسلامي البريطاني علق على الحادث قائلا: "في الوقت الذي تحتفظ فيه الدول بالحق بإصدار وإلغاء تأشيرات، بحسب ما تريد، فإنها تتسبب بضيق للعائلات عندما تقوم بذلك في آخر لحظة دون إبداء الأسباب".
ويضيف المجلس: "هناك اعتقاد بأن تلك القرارات التي صدرت، جاءت بسبب الدين أو النشاطات السياسية التي مارسها بعض الأفراد، وهذا ما يقلق المجتمع المسلم تحديدا، الذي يرغب أبناؤه بالسفر إلى هذه البلدان".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه جاء في بيان صدر عن دائرة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية: "لا يعد الدين أو الإيمان أو المعتقدات الروحية للمسافرين عوامل محددة للسماح لهم أو لهن بدخول الولايات المتحدة".