على الرغم من فضيحة الإعلامي
المصري، أحمد موسى، الذي عرض "لعبة فيديو"، باعتبارها غارات جوية روسية على تنظيم الدولة في سوريا، ادعت صحيفة مصرية، الثلاثاء، أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون
كارتر أخذ يبكي، وهو يشاهد الطيران الروسي يلاحق قواته في سوريا، على حد قولها.
ووفق عادة الإعلام المصري الذي يثني على التدخل الروسي في سوريا، متماهيا مع الموقف الرسمي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي في تأييده هذا التدخل العسكري، نشرت جريدة "الموجز"، المصرية الورقية، في عددها هذا الأسبوع، صورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جالسا بثقة واضطجاع على مقعد وثير، وأعلاه عنوان يقول: "الدب الروسي يدهس الأمريكان بـ الحذاء".
وفي بقية العناوين قالت الصحيفة -المعروفة بقربها من المخابرات المصرية- إن "وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يبكي وهو يشاهد الطيران الروسي يلاحق قواته في سوريا.. والكونغرس يحقق في فضيحة المخابرات.. المقاتلات الروسية تخترق أجواء تركيا.. وأردوغان يركع للأكراد بأوامر من بوتين".
وعلى الصفحتين الثانية والثالثة من الجريدة، كتب رئيس تحريرها، ياسر بركات، مقالا بعنوان: "لمن الحكم اليوم؟ "الدب الروسي يدهس الأمريكان بـ الحذاء".
وكال بركات المديح -كعادة غالبية الكتاب المصريين المعروفين بولائهم للسيسي- للرئيس الروسي، وتدخله في سوريا.
فقال: "اليوم يقف العالم كله على قدم واحدة ليشاهد بوتين وهو يعيد ترتيب المنطقة على غير هوى أمريكا.. اليوم يقف العالم غير مصدق بأن الدب الروسي عاد من جديد بعد غياب طويل، ضد جعل أمريكا شرطي العالم، وصاحبة الكلمة العليا في حياة الشعوب، ومصير الرؤساء".
وأضاف: "اليوم.. وبعد ثورات وضجيج ملأ أجواء العالم كله... يعود الدب الروسي ليقول إن اللعبة الأمريكية انتهت، وإن مصير الشعوب لم يعد في قبضة البيت الأبيض، ولا البنتاغون، ولا أي وكالة مخابرات".
وتابع بركات: "نجح بوتين في فترة وجيزة أن يعيد
روسيا، وبقوة، إلى مكانتها القديمة في العالم، ولكن كيف نجح بوتين في كل ذلك؟ هل كان بإمكانه أن يفعل ذلك دون مساندة ودعم مصر؟ هل كان يستطيع مواجهة أمريكا وتحدي إرادتها على هذا النحو قبل ظهور الجنرال المصري عبدالفتاح السيسي؟!".
وأجاب رئيس تحرير "الموجز" بأن "التاريخ والأحداث تؤكد أن الدب الروسي كان مريضا، ويحاول التعافى حتى جاء فجر ثورة يونيو لتبدأ مصر إعادة خريطة علاقاتها في المحيط الدولي"، وفق زعمه.
وزعم بأن "الرصاصة الروسية انطلقت بقوة بفضل موقف مصر الذي بدأ منذ ثورة يونيو، ومع ظهور الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي".
وأضاف قائلا: "مع دخول الغارات الروسية على أجزاء من سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد، أسبوعها الثاني، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها تتوقع إجراء محادثات جديدة مع الجيش الروسي بشأن سلامة الطيارين في الحرب هناك".
وقال بركات: "دخول روسيا أدى، بلا شك، إلى تعقيد الوضع بالنسبة للحملة الجوية التي تشنها أمريكا لتصحيح مسارهاح تفاديا لإسقاطها.. ورغم معارضة واشنطن دعم موسكو للرئيس السوري، واستبعادها التعاون مع روسيا، لكنها وافقت (مضطرة) على العمل بشأن اتخاذ إجراءات تتعلق بالسلامة الجوية"، وفق قوله.
يُذكر أن كارتر قال الخميس إن "روسيا ستبدأ في تكبد خسائر بشرية بعد توسيعها دعمها العسكري لنظام الأسد"، حليفها القديم.
وأضاف في اجتماع لوزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "سيكون لهذا التدخل عواقب على روسيا ذاتها التي تخشى من هجمات"، مشيرا إلى أن روسيا ستبدأ خلال الأيام المقبلة في تكبد "خسائر بشرية".
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، قال إن طائرات تابعة للتحالف الدولي غيّرت مسارها "مرة واحدة على الأقل" في الأيام الستة الأخيرة، لتجنب مواجهة عن قرب مع طائرات روسية.