قال معلق
إسرائيلي بارز إن رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس مد طوق "النجاة" لأكثر الحكومات يمينية وتطرفا في تاريخ إسرائيل، من خلال عرض شروط "هزيلة" لاستئناف المفاوضات مع الحكومة.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الاثنين، قال حمي شليف إن تحديد عباس العام 2017 كموعد لإنهاء المفاوضات حول الحل الدائم، يمكن أن يتلقفه
نتنياهو لحل أزمة الشرعية الدولية التي تواجهها إسرائيل تحت حكمه.
وتساءل شليف: "كيف يعرض عباس مثل هذه الشروط ونتنياهو قد أعلن التزامه أمام الناخب الصهيوني بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينية؟".
وعزا شليف "مرونة" عباس تجاه نتنياهو، إلى إدراكه أنه يدين ببقائه وبقاء سلطته إلى إسرائيل.
يذكر أن موجة من الضحك تفجرت في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) مساء الخميس الماضي عندما أكد نتنياهو التزام حكومته الجديدة بتسوية الصراع مع الفلسطينيين سياسيا.
وقد زخرت مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية والفلسطينية وفي كل من أوروبا والولايات المتحدة، بتعليقات ساخرة على تصريح نتنياهو.
وفي سياق متصل، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بات يتبنى الطروح التي تقدمها النخب اليمينية بشأن مستقبل حل الصراع.
ونوه معلق القناة أورن هيلر، إلى أن أوباما بات يطرح فكرة "السلام الاقتصادي" التي ينادي بها الليكود، والتي تستند إلى افتراض مفاده أن لب الأزمة مع الشعب الفلسطيني اقتصادي، وأنه في حال تحسنت الظروف المعيشية للفلسطينيين فإنه لا داعي للقيام بأي خطوة على صعيد الانسحاب من الأراضي المحتلة أو إقامة دولة فلسطينية.
ونوهت هيلر إلى أن أوباما طمأن عمليا نتنياهو بأنه لن يبادر لطرح مبادرة سياسية لحل الصراع، ما يعني عدم تعريض الحكومة الجديدة لاختبار موقفها من التسوية، وهو ما يشكل بحد ذاته عاملاً من عوامل استقرار الحكومة التي تستند إلى تأييد أغلبية ضيقة.
وفي سياق متصل، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى النقاب عن أن أوباما سيلجأ إلى حماية إسرائيل في المحافل الدولية، على الرغم من انتقاداته العلنية لسياسات نتنياهو من أجل توفير الظروف التي يمكن أن تسمح بتمرير الاتفاق مع إيران.
وأوضح أورن نهاري، معلق الشؤون الدولية في القناة مساء الجمعة الماضي، أن أوباما يخشى أن تفضي أي ضغوط يمارسها على إسرائيل إلى أثارة حفيظة الأكثرية الجمهورية في الكونغرس، ما يزيد من حماسها للعمل ضد الاتفاق مع إيران.
ونوه نهاري إلى أن أوباما يرى أن إنجاز الاتفاق مع إيران يمثل ذروة إنجازاته في حياته السياسية، ما جعله مستعدا لبذل أكبر جهد من أجل تذليل الصعاب أمام تمريره.
وفي السياق، نوهت الإذاعة العبرية إلى أن نتنياهو ينتظر بفارغ الصبر إجراء الانتخابات المرحلية للكونغرس في كانون الثاني/ يناير 2016، حيث من المتوقع أن يعزز الجمهوريون قبضتهم على مجلسي النواب والشيوخ.
وأوضحت الإذاعة أن بعض النواب الجمهوريين يستعدون لتقديم مشروع قانون يلزم الإدارة بفرض عقوبات على الدول الأوروبية التي تسمح لحركة المقاطعة الدولية بالعمل.