اتفقت فصائل
فلسطينية على أن مواجهة الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة؛ تتطلب "وحدة ومصالحة فلسطينية"، مؤكدين أن ذلك "سيحد من إجرام بنيامين
نتنياهو وحكومته".
وتمكن نتنياهو، الأربعاء الماضي، من تشكيل ائتلاف حكومي يميني ضيق، بأغلبية 61 عضوا، من أصل 120 هم إجمالي عدد أعضاء الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، وضم التشكيل أحزاب "الليكود" و"البيت اليهودي" و"يهودوت هتوراة" و"كلنا" و"شاس".
حماس: كفى مخادعة
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، النائب يحيى موسى، إن الحكومة الإسرائيلية القادمة هي "الأكثر تطرفا"، موضحا أن كافة حكومات الاحتلال "تحمل لشعبنا الموت والدمار".
وأضاف لـ"
عربي21" أن التغيير الذي طرأ على الاحتلال الإسرائيلي؛ هو أنه "ازداد تطرفا وعنصرية؛ حتى أصبحت سمة التطرف لا ترتبط بالحكومة أو النخبة، وإنما بالشعب كله"، محذرا من "زيادة السلوك الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده".
وذهب إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستأتي بـ"الأسوأ"، مطالبا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية؛ بـ"التوقف عن المراهنة على أوهام ما يسمى بالسلام، وليصارحوا شعبنا الذي خدعوه بحقيقة هذا المشروع الذي وصل إلى طريق مسدود".
وأضاف موسى: "نحن الآن نجني ثمار تلك المخادعة، وعلى القيادة الفلسطينية أن تعترف بفشلها، وتعيد بناء برنامج وطني حقيقي".
فتح: الوحدة مطلوبة
من جانبه؛ قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "
فتح"، أمين مقبول، إن حكومة نتنياهو الجديدة "ستوصل المنطقة إلى مزيد من التوتر والعنف والمواجهات، التي سيكون لها تداعيات كبيرة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن المطلوب فلسطينيا هو "وحدة الصف الفلسطيني، وإنهاء
الانقسام، والالتفاف حول برنامج سياسي ونضالي واضح"، لافتا إلى أن ذلك "سيساعد على حشد المزيد من الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية".
وحول خيار حل الدولتين؛ أوضح القيادي الفتحاوي أن حركته "لم تسقط حل الدولتين حتى الآن؛ باعتبار أن هذا المشروع أصبح خيارا دوليا"، مؤكدا أن الإجراءات الإسرائيلية المختلفة، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، تؤثر سلبا على هذا الخيار.
وطالب مقبول المجتمع الدولي بأخذ زمام المبادرة، و"وضع حد للممارسات العنصرية الإسرائيلية المستمرة".
الشعبية: توافق على مشروع كفاحي
من جانبه؛ قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رباح مهنا، إن حكومة نتنياهو بثوبها الجديد جاءت لتؤكد على اللاءات الثلاث "لا للدولة، لا للعودة، لا للقدس".
وشدد في حديثه لـ"
عربي21" على ضرورة "الوحدة وإنهاء الانقسام"، داعيا عباس وحركة حماس، إلى "تحمل مسؤولياتهم، والتوافق على مشروع نضال كفاحي، يتصدى لمخططات الاحتلال العنصرية، وكافة التحديات التي ستنتجها الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة".
الجهاد: الانقسام يخدم الاحتلال
أما القيادي في حركة
الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل؛ فرأى أن الحكومات الإسرائيلية "لا تختلف بعضها عن بعض؛ لأنها تعمل على تثبيت أركان العدو في أرض فلسطين"، موضحا أن المستقبل مع تلك الحكومات هو "صراع مستمر، ودموي".
وقال لـ"
عربي21": "يجب أن لا يراهن المتنفذون الفلسطينيون في السلطة على تغيير الحكومات الصهيونية، وخصوصا أن أهم أجندات حكومة نتنياهو؛ زيادة الاستيطان، وتهويد القدس، وتقسيم المسجد الأقصى".
وأكد أن "وحدة الموقف الفلسطيني والتسريع بإنجاز المصالحة، واعتماد استراتيجية فلسطينية تتمحور حول راية المقاومة كخيار وحيد؛ هو ما يحتاجه الفلسطينيون لردع الاحتلال".
وأضاف المدلل أن النتيجة الطبيعة لاستمرار حالة "التشرذم والانقسام"، التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني هي "تحقيق الاحتلال لما يخطط له"، داعيا الفلسطينيين إلى أن يكونوا "أكثر وعيا؛ من أجل مواجهة هذه الحكومة المتطرفة".
الديمقراطية: ندعو لحوار وطني
واتفق عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صالح زيدان، مع القول بأن مواصلة التهويد والاستيطان ستكون على رأس أولويات حكومة نتنياهو، لافتا إلى أن التشكيل الحكومي الجديد "يجسد ميل الاحتلال إلى مزيد من العنصرية، وهذا يفرض تحديا كبيرا على الفلسطينيين".
وطالب زيدان الفلسطينيين بضرورة الإسراع في "تحقيق المصالحة واقعا، والبدء بحوار وطني شامل، وتطبيق قرارات المجلس المركزي، ووقف التنسيق الأمني"، مشددا على أهمية "اتباع استراتيجية وطنية ترتكز على الدمج بين المقاومة الفلسطينية الشعبية، وتدويل القضية".
ويبقى الحديث عن أهمية الوحدة وإنهاء الانقسام بين
الفصائل الفلسطينية؛ تصريحات تطلقها قياداتها، وشعارات ترددها في الخطابات وعبر وسائل الإعلام، بانتظار تطبيقها على أرض الواقع، لتمتين الجبهة الداخلية، ومحاربة العدو الذي يستهدف الجميع، بحسب مراقبين.