حذر المخرج السينمائي المصري خالد يوسف رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، من خطورة قمع حريات الرأي والتعبير على نظامه، مطالبا إياه بصيانة الحريات، وحماية حرية التعبير، وخاطبه قائلا: "هذا الذي سيحمى نظامك، ويطيل عمره"، وفق تعبيره.
وقال يوسف في مقال بعنوان "شيء من الخوف"، نشر بجريدة "المصري اليوم"، الأحد: "إن الذين يضيقون على حريات التعبير في زماننا، متوهمين أنهم يخدمون الرئيس السيسي ونظامه، هم أول الساعين لهدم هذا النظام دون أن يشعروا".
وتساءل: "هل من المعقول أن يجيء فريق من بيننا، ويريدون أن يكرسوا في أذهان الناس أن نظام الإخوان الفاشي، كان أكثر ديمقراطية من نظام ثورة 30 حزيران/يونيو؟"
وتابع: "هل اختفاء أصوات بعينها من المنتمين لثورة 25- 30، والذين بذلوا أقصى جهد ممكن في المساعدة بإزاحة نظام الإخوان، هم الذين يستحقون اليوم الحجب جزاء ما صنعوه؟".
واستطرد: "المصريون يا سادة لا يستحقون أن تعاملوهم، وكأنهم لم يصلوا لسن الرشد، فنحدد لهم ما يشاهدونه، وما لا يشاهدونه، خشية عقولهم ووعيهم الناقص الذي يحتاج لمرشد".
وتساءل: "هل يتصور عاقل أن بإمكان أحد منع صوت أو صورة أو رأي من الانتشار.. إن محاولات المنع دائما ما تؤدى إلى سرعة انتشار الفكرة أو الرأي الممنوع.. بل إن المنع يجعل الرأي يأخذ مصداقية أكثر، ويبحث عنه الناس، ويتوقفون أمامه، ويخضعونه للتحليل والتدقيق، فإن كنتم ترون أن هذا الرأي مفسد وضار فأنتم تساهمون في انتشاره، بل تأثيره على قطاعات أوسع".
وواصل: "أقول لبعض المسؤولين: لا تبدؤوا بمعاول الهدم، وأنتم تعتقدون أنكم تحمون بناء الوطن".
وأضاف: "أن منع رأي ليس هينا كما تتصورون، إنه يجعل شعورا يسرى بين المصريين بأن هناك في نظام الحكم من يتربص بأي رأي مخالف، وبالتالي فلتصمت، حتى لا تضار، وتبدأ كرة الثلج في التكون، فتزداد تارة بالممارسات القمعية، وتارة أخرى بالشائعات، وبالتهويل والتضخيم، وتبدأ في زرع حاجز الخوف بين النظام ورأسه ومؤسساته من جهة، والشعب من جهة أخرى".
وتابع: "أن الأوطان لا تبنى إلا في أجواء الحرية، وحتى لو استطعت بناء وطن ناهض، ولكن الخوف يسكنه، تأكد أنه سينهار فجأة على أدمغة الجميع".
وخاطب خالد يوسف "السيسي" بالقول: "سيادة الرئيس السيسي: كل ما نطلبه منك بعض الالتفات لبعض رجال نظامك، فهم دون أن يدروا، واتساقا مع قناعات قد كونوها في كنف نظام ساقط وتحليلات قاصرة وحمقاء لما حدث في السنوات الأربع، يتصورون أن التضييق على الحريات هو صمام الأمان للرئيس، ولنظامه".
واستطرد: "افعل ما ألزمك به الشعب في دستوره من صيانة الحريات، وحماية حرية التعبير، وفى ظل امتلاكك سلطتين من السلطات الثلاث، يصبح لزاما عليك أكثر، وذلك هو الذي سيحمي نظامك، وسيطيل عمره".
وتابع: "أن جل ما سيذكره التاريخ لك -بجانب موقفك البطولي في 30 حزيران/يونيو- هو قدرتك على إقامة عملية تحول ديمقراطي حقيقية، وإقامة مجتمع العدالة الاجتماعية، ودون حرية التعبير لن تستطيع أن تقيم هذا، ولا ذاك".
واختتم يوسف مقاله بالقول: "نطالبك بإزاحة كل الكافرين بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية من نظامك، كي تستطيع أن تبني الدولة التي يحلم بها المصريون، والتي ضحوا بفلذات أكبادهم من أجلها، وما زالوا يقدمون التضحيات والشهداء كل يوم، أملا في تحقيق هذا الحلم"، على حد قوله.