تلفزيون سويدي ينشر خارطة عليها اسم فلسطين.. والاحتلال غاضب

لم يعد التراجع الإسرائيلي في المنظومة الدعائية الغربية مقتصرا على المستويات الرسمية والدبلوماسية، فقد وصلت إلى مستوى الفن والترفيه.

تفاصيل الحدث الأخير تتمثل في مسابقة قصيرة حول مغنية سويدية من أصل فلسطيني على قناة تلفزيونية في هذه الدولة الاسكندنافية، حيث عُرضت خريطة فلسطين كتب عليها "دولة فلسطين"، إضافة إلى علم فلسطين مع صورة للمسجد الأقصى، مما دفع السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم لتقديم احتجاج على ذلك على حسابها في "تويتر".

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر مزيدا من التفاصيل حول الحدث: "إحدى وسائل الترفيه الشعبية في السويد أحدثت ضجة فيها بعد أن نشرت خريطة لـ"إسرائيل" عليها نقش "دولة فلسطين" بجانب علم فلسطين، وتم تحديد المدن الفلسطينية فقط على الخريطة، وبأسمائها العربية: القدس، يافا، عكا، حيفا، الناصرة رام الله، غزة، خان يونس، وغيرها، أما مدينة تل أبيب، على سبيل المثال، فلا يمكن العثور عليها في أي مكان على الخريطة".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "كجزء من الدور نصف النهائي من العرض الترفيهي على القناة السويدية الخامسة، الذي أقيم الإثنين، فقد تم نشر مسابقة تناولت المطربة السويدية ليلى باغا والغرين (50 عاما)، وهي ابنة لأم سويدية وأب فلسطيني، وعرض برنامج "أحرار للجميع" شريحة للمغنية بجانب خريطة مكتوب عليها "فلسطين"، مع إضافة العلم الفلسطيني، وكان السؤال: ما هو موطن والد المغنية الشهيرة".

ونقل عن السفير الإسرائيلي في السويد زيف نيبو كولمان أنه "دهش لرؤية الخريطة بهذا الشكل في برنامج للترفيه الشعبي، حيث تم محو دولة إسرائيل، فيما سارعت السفارة الإسرائيلية في السويد للاحتجاج على ما حدث، بنشر سؤال على حسابها في تويتر، ومعه أربع إجابات مشابهة لشكل مسابقة الترفيه الشعبي، بقولها: "ماذا يجب على القناة الخامسة ومنتج البرنامج أن يفعلوا عندما يعرضون خريطة لا يوجد فيها أثر لإسرائيل؟ التحقق من الرسوم البيانية، أم استثمار المزيد من الوقت للتحقق، أو الاعتذار، أو أن جميع الإجابات صحيحة".

لم يتوقف الأمر على احتجاج السفارة الإسرائيلية، فقد زعمت منظمة الشبيبة اليهودية في السويد أن "الخريطة التي نشرتها القناة التلفزيونية السويدية خاطئة، لأنه كان من المفترض أن ترمز إلى المنطقة قبل عام 1948 التي تعني فلسطين الانتدابية وشرق الأردن، أي أن الخريطة خاطئة من وجهة نظر تاريخية ومعاصرة، لأنه تم محو مدن إسرائيل، وإزالتها منها، زاعمة أن ذلك يخالف تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، الذي نص على أن معاداة السامية هي حرمان اليهود من حق تقرير المصير، والانتقاص من شرعية إسرائيل في الوجود".

لعل ما زاد في الغضب الإسرائيلي أن الحديث يدور عن نجمة فنية مشهورة في السويد خصوصا، وأوروبا عموما، فالفنانة ليلى باغي والغرين، التي تعرف اختصارا بـ"ليلى باغي"، مغنية، وكاتبة أغان، ومديرة مواهب، وقعت عقدا مع شركة التسجيل موتاون في 1990، وأصدرت أول أغنية لها باسم "لنذهب مجددا" بالإنجليزية، وصنفت من بين أفضل 40 أغنية، وألفت ليلى أغاني لعدة فنانين، وأسست شركتين للغناء والإنتاج، وعينت في لجنة تحكيم في النسخة السويدية الخامسة لبرنامج آيدول.