هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد سلسلة الضربات التي وجهتها قوات الاحتلال لمجموعات "عرين الأسود" في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، رداً على العمليات الفدائية التي نفذتها ضد الجيش والمستوطنين، فقد بدأت الأوساط العسكرية الإسرائيلية تتحدث عن من أسمتهم "ورثة عرين الأسود".
وقالت إنهم عبارة عن مجموعة تطلق على نفسها اسم "الكهف الأسود"، وهي إحدى
المجموعات التي نشأت في الضفة الغربية بهدف تحقيق إنجازات عسكرية مسلحة، وسط اعتقاد
إسرائيلي مفاده أن المزيد من الفلسطينيين سيلتحقون بها.
أمير بوخبوط المراسل
العسكري لـموقع واللا، زعم أنه "منذ أن تلقت مجموعات "عرين الأسود"
ضربات قاسية من قبل جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، فقد ظهرت العديد من المجموعات
المقلدة في جميع أنحاء الضفة الغربية، إحداها تطلق على نفسها اسم "الكهف
الأسود".. ووفقا لمصادر عديدة، فإنها تستخدم حساب تليغرام خاص بـ"عرين الأسود"،
وقد نالت صدى كبيرا، وتعتبر شائعة للغاية بين الفلسطينيين".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "مصادر في الجيش الإسرائيلي حذرت في الأشهر الأخيرة
من أنه بعد مجموعة عرين الأسود، فستتبع المزيد من المجموعات والخلايا المسلحة، ويبدو
أن مجموعة "الكهف الأسود" هي إحدى المنظمات العديدة التي تضم أسماء
مقاتلين انتشروا في الشارع الفلسطيني، وتحديدا في جنين وطولكرم ونابلس في الأسابيع
الأخيرة، وحتى الآن لم يصل أي منهم إلى ما وصلت إليه عرين الأسود، باكتساب مثل شعبيتهم، أو
تنفيذ عدد كبير من الهجمات مثلهم".
وأشار إلى أن "هذه
المجموعات يلتحق بها فلسطينيون مسلحون، بالأمس كان عرين الأسود، وغدًا قد يكون اسم
آخر، والجهاز الأمني الإسرائيلي بحاجة للعمل ضد هذه الظاهرة التي تنشأ في أماكن
مختلفة في جميع أنحاء الضفة الغربية".
تجدر الإشارة إلى أن
مجموعات عرين الأسود واجهت في الآونة الأخيرة سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية
المضادة، وشمل ذلك اعتقالات واغتيالات لعناصرها، فيما زعم مسؤول عسكري إسرائيلي
رفيع أن "قادة حركة حماس هم من دفعوا لعرين الأسود، ولديهم هدف واحد وهو
زعزعة استقرار الضفة الغربية من خلال تلك الهجمات".
ليس سرّا أن ظاهرة
"عرين الأسود" تحولت مع مرور الوقت إلى تحد أمام قوات الاحتلال، حتى مع
تغير اسمها الى أسماء جديدة، من حيث استقطاب الجماهير الفلسطينية حولها، وانضمام
المزيد من الشبان إلى صفوفها، ما زاد من حيرة الاحتلال لأن هذه المجموعات لا
تنتمي تنظيميا لأي فصيل بعينه، ولا تتمترس خلف أيديولوجية بعينها، ما يجعل
استمرار نشاطها يحمل عددا من التهديدات المركزية باتجاه الاحتلال.
التقدير الإسرائيلي
السائد اليوم بعد ظهور مجموعات عسكرية فلسطينية جديدة أننا أمام ظاهرة متعددة باتت
تشكل تهديدا أمنيا لقوات الاحتلال، وفي الوقت نفسه مقدمة لعمليات عميقة في الساحة
الفلسطينية، وقبل كل شيء تحمل مزيدا من التأثير للجيل الفلسطيني الشاب، الذي يتمتع
بخصائص فريدة، رغم أنها تشبه مجموعات أقل حجمًا وعلى نطاق أضيق.
لكنّ معظم مسلحيها
ولدوا عام 2000، أي أن ذكرياتهم محدودة نسبيًا من الانتفاضة الثانية، ويذكرون
انتفاضة السكاكين 2015، وبدلا من السلاح الأبيض، فقد باتوا يحملون أسلحة نارية،
ورغم أنها لا تضم سوى عشرات، فإنها تتمتع بصدى واسع في الشارع الفلسطيني.