مقالات مختارة

إلى متى تستمر الجريمة

حمادة فراعنة
إكس
إكس
أول أمس الخميس، ارتقى 90 شهيدا في قطاع غزة، وكأنهم أرقام وليسوا بشرا، كل منهم له حياته وعائلته وخصوصيته مثل كل واحد من البشر. طيب إلى متى تستمر جرائم المستعمرة في فلسطين ولبنان وسوريا، إلى متى يستمر هذا التغول والتطاول على كرامة واستقلال وسيادة الشعوب العربية؟؟ هل يصل الوهم إلى قادة المستعمرة، أن الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين سيرضخون إلى برنامج نتنياهو في صنع شرق أوسطه وهيمنته وتسلطه وتغوله عليهم؟

لقد دُمر قطاع غزة وتحول إلى أنقاض، وألغيت مظاهر الحياة من مؤسسات وشوارع وأحياء ومدن، ودمرت المستشفيات والمدراس والجامعات ومؤسسات الخدمة العامة، وأزهقوا الأرواح، ودفنوا الأحياء تحت ركام بيوتهم، وفقد أهالي غزة 6% من عددهم، وهي نسبة باهظة مقارنة بالحروب المتوحشة.

 ترد المستعمِرة على 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بمذابح يومية لا تتوقف ضد الشعب الفلسطيني، ضد المدنيين، فهي لا تستهدف حماس وحسب، بل تستهدف المدنيين بهدف قتلهم المتعمد، والعمل على ترحيلهم خارج وطنهم.

ونفهم أن الولايات المتحدة ومن يتبعها تؤيد وتدعم المستعمرة، ولكن إلى الحد في الصمت على جرائمها ضد المدنيين، عمى سياسي، وصمت نفاقي، وتذيّل لها، يتجاوز حدود العقل والمنطق والقبول.

ونفهم أن حزب الله، بمعاييرهم «إرهابي» الوصف والقيمة والسلوك، ولكن ما ذنب سكان الضاحية الجنوبية وبعلبك وصيدا وصور وقرى الجنوب المحاذية لفلسطين؟؟

وقامت المستعمرة بتدمير قدرات الجيش السوري من مطارات وطائرات ودفاعات جوية، ولا زالت تتمادى عليها، بعد أن تم تغيير النظام، وقبل أن تظهر علامات الخير أو الشر من قبل قيادتها نحو المستعمرة وفلسطين، وتوجه انتقادات لقيادتها الجديدة حول موقفها من الجولان السوري المحتل، الذي تم ضمه بموافقة أمريكية من الرئيس السابق واللاحق ترامب، فماذا سيكون موقف السيد الشرع ورفاقه، هل سيقبلون الضم الإسرائيلي، ويتنازلون عن الجولان لصالح المستعمرة، ويرضخون؟

المستعمرة تعبث بالمنطقة وتتطاول على شعوبها، ولا تسعى لأي فعل إيجابي تجعل من العلاقات معها مقبولة طبيعية، بل ما تفعله يشكل حرجا للبلدان العربية كافة، دون استثناء. 

لن تذوي شعوب الشرق العربي، ولن تخضع، ولن تبخل في تقديم التضحيات حتى تستعيد ما هو حق لها، ومهما استنفدت كل أدوات الصبر وطول البال. 

ما تفعله المستعمرة في قطاع غزة، من جرائم وقتل وتدمير وتطهير عرقي وإبادة للبشر، ستدفع ثمنه أمام المحاكم الدولية، وأمام التاريخ، وستتم «جرجرة» قياداتها العسكرية والسياسية والأمنية، كما يستحقون، كمجرمي حرب.

الدستور الأردنية
التعليقات (0)