هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على الجهود التي يبذلها حزب الله اللبناني، من أجل رصد ما تقوم به قوات الاحتلال قرب الشريط الحدودي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن صعود مجموعة من المستوطنين على كومة تراب في موقع لجيش الاحتلال قرب "موشاف دوفيف" على الحدود مع لبنان قبل أيام، أثارت انتباه الطرف الثاني، وخلال بضع دقائق انطلقت بسرعة دراجة يركبها شابان يرجح أنهما من حزب الله، ووقفت الدراجة أمام كومة التراب التي توجد قرب الجدار، أحدهما استل كاميرا وقام بتصوير المجموعة، والثاني تجول على الدراجة ذهابا وإيابا حتى تأكد أن مجموعة الإسرائيليين قد غادرت المكان".
مواقع رصد جديدة
وذكرت أن الدراجة خرجت من موقع أقامه الحزب على مسافة بضع مئات من الأمتار، وهو أحد المواقع التي أقيمت مؤخرا "بغطاء جمعية لحماية جودة البيئة باسم "أخضر بدون حدود"، وعمليا، فالجيش الإسرائيلي يرى فيها نشاطا جاريا لمقاتلي حزب الله، ويبدو أنها تستخدم كنقاط رقابة وجمع معلومات عن ما يحدث في الطرف الإسرائيلي".
وأكدت أن لهذه المواقع "هدف ثانوي؛ وهو خلق ردع معين تجاه الجيش الإسرائيلي والمستوطنين قرب الحدود الشمالية"، منوهة إلى أن "المواقع وضعت للمرة الأولى في نقاط كثيرة على طول الحدود قبل خمس سنوات تقريبا، وإسرائيل اكتشفتها في حينه في عملية مشتركة للحكومة والجيش، وبدءا من نيسان/ أبريل الماضي، ظهر أكثر من 16 موقعا جديدا للرصد؛ وبدأت بوضع حاويات ومن ثم تم إحضار أبراج مراقبة لبعض الأماكن".
اقرأ أيضا: MEE: لقاء سري بين السعودية وحزب الله مهّد لهدنة اليمن
ونبهت الصحيفة، إلى أنه "منذ اللحظة التي لاحظوا فيها نشاطا للجانب الإسرائيلي قرب "دوفيف"فقد حضر عناصر حزب الله بسرعة للتصوير وإثبات تواجد"، موضحة أن تل أبيب طرحت الأمر مرة أخرى مؤخرا في محادثات بالأمم المتحدة في نيويورك، وبعثة إسرائيلية عرضت صورا وتوثيقات للمواقع الجديدة على رجال الأمم المتحدة وعلى ممثلي دولتين من الدول دائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وفرنسا".
وسبق أن هدد ما يسمى بقائد المنطقة الشمالية بجيش الاحتلال، أمير برعام، القائمين على مواقع الرصد المذكورة بـ"دفع الثمن"، وقال: "سندمر كل البنى التحتية في خط التماس".
وأشارت إلى أن "إسرائيل تكثر من الحديث عن "قرى الجبهة"؛ وهي قرى توجد قرب الحدود، نشر فيها حزب الله بالسر قيادات ومخازن سلاح ومنصات لإطلاق الصواريخ"، وفق مزاعم الاحتلال.
ذكريات غير لطيفة
ورأت "هآرتس"، أن "إقامة المواقع تظهر كجزء من عملية محسوبة لحزب الله، تهدف إلى تثبيت حقائق على الأرض، وهذا تجاوز لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي نظم الوضع في جنوب لبنان بعد حرب لبنان الثانية"، مؤكدة أن "عناصر حزب الله، يكثرون من الحركة على طول الحدود منذ سنوات كثيرة، وقوة "اليونفيل" تكتفي بالقيام بمهمات دورية والمراقبة، وتحاول أن لا تتصادم مع رجال حزب الله، بذريعة أن النشاطات المشبوهة تتم في منشآت خاصة لا توجد لها صلاحية للدخول إليها وتفتيشها".
وأكدت أن "نشر المواقع الإضافية في الفترة الأخيرة، يعكس ثقة متزايدة بالنفس لحزب الله، وهذه العملية تضاف إلى نقل آلاف المقاتلين من قوات النخبة "الرضوان" إلى جنوب لبنان، بعد أن قلص حزب الله تدخله في سوريا، علما بأن إسرائيل دمرت 6 أنفاق حفرها حزب الله تحت الحدود، بهدف التمكين من اختراق قواته عبرها إذا اندلعت الحرب".
ولفتت إلى أن "المواقع الجديدة تستدعي ذكريات غير لطيفة من الأيام التي سبقت حرب لبنان الثانية، وفي حينه حذر قائد فرقة الجليل، العميد غال غيرش، من إقامة مواقع لحزب الله على طول الحدود، وفي الحكومة وهيئة الأركان، لم يتأثروا بشكل خاص من ادعاءات غيرش والنهاية معروفة؛ نشاط حزب الله قتل فيه 8 جنود إسرائيليين، وأخذ الحزب جثتي جنديين من الاحتياط، ما أدى إلى شن حرب 2006".
ونبهت إلى أن "تهديدات تل أبيب تصاعدت ضد لبنان في الفترة الأخيرة، على خلفية التواجد المتزايد لحزب الله في جنوب لبنان والتسلح المستمر، ويبدو أن إسرائيل تحاول إعداد الأرض في الساحة الدولية لأن تكون حرب ثالثة في لبنان مترافقة مع دمار كبير للبنى التحتية ومس كبير بالسكان هناك".
مع ذلك، تشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، "غير معني بالمبادرة إلى مواجهة عسكرية جديدة، والسيناريو الأساسي الذي يقلق متخذي القرارات في إسرائيل يتعلق بسلسلة حسابات خاطئة؛ كحدث محلي، يؤدي لرد من الطرف الثاني، يخلق سلسلة نشاطات وردود من شأنها أن تقود إلى حرب دون رغبة الطرفين فيها".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)