هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حالته الصحية حرجة فيما يبدو، الأطباء المشرفون على علاجه في مستشفى "هداسا عين كارم"، المستشفى الإسرائيلي الرئيسي في القدس وضواحيها، حذرون في التصريح لوسائل الإعلام حول حالته الصحية نظرا لحساسية مركزه في السلطة الفلسطينية.
التصريحات المقتضبة الوحيدة صدرت عن زوجته وابنته وابنه حيث طالبوا بالدعاء له.
ويشغل صائب عريقات حيزا كبيرا في اهتمام الدوائر السياسية الإسرائيلية فهو الشخصية الأبرز في كل ما يتعلق بالعلاقات السياسية مع الاحتلال.
عريقات المولود عام 1955 في بلدة أبو ديس بمحافظة القدس لأب مارس إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، حاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة "سان فرانسيسكو" في الولايات المتحدة عام 1978. أرسلته جامعة "النجاح الوطنية" إلى جامعة "برادفورد" في المملكة المتحدة وحصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام عام 1983.
عمل بعد تخرجه محاضرا في جامعة النجاح الوطنية بين عامي 1979 و1990. كما عمل صحفيا في صحيفة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما.
دعا إلى "المفاوضات كسبيل وحيد لإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي" وافتتح عام 1983 برنامجا للتبادل الأكاديمي.
عين عريقات نائبا لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام 1991 وما تلاه من مباحثات في واشنطن ما بين عامي 1992 و1993، ومن بعدها أصبح رئيسا للوفد الفلسطيني "المفاوض" عام 1994.
عين بعدها وزيرا للحكم المحلي ضمن حكومات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) الخمس في الفترة من عام 1994 وحتى 2003. وفي عام 1996 منح لقب "كبير المفاوضين الفلسطينيين".
كان عرفات، يطلق على عريقات على سبيل الممازحة، "شيطان أريحا"، في إشارة لقدرته على المناورة وإتقان أصول اللعبة السياسية، بحسب ما نشر على لسان عرفات. وهو "المفاوض" الذي وثق به "أبو عمار" في أشد لحظات الحصار ضده في مقر إقامته في رام الله حتى وفاته.
في عام 2011 قدم صائب عريقات استقالته من منصب رئيس "دائرة المفاوضات" الفلسطينية، بعد التحقيق الذي أجرته السلطة الفلسطينية في قضية تسريب "وثائق المفاوضات" لقناة "الجزيرة"، وأظهرت نتائجه أن هذه الوثائق أخذت من مكتب "دعم المفاوضات" الذي يرأسه صائب عريقات، وردت المحكمة الدعوى التي رفعها عريقات على "الجزيرة".
انتخب عريقات عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني ممثلا عن دائرة محافظة أريحا في الانتخابات العامة عام 1996. وكان أحد الموالين المقربين من عرفات إبان "قمة كامب ديفيد" عام 2000 و"المفاوضات" التي أعقبتها في طابا عام 2001.
عين وزيرا لشؤون المفاوضات ضمن حكومة محمود عباس عام 2003. كما عين وزير دولة لشؤون المفاوضات ضمن حكومة أحمد قريع في نفس العام وحتى عام 2005، كلف خلالها بمتابعة شؤون وزارة الإعلام.
ثم عين رئيسا لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية. وعضوا في مجلس الأمن القومي الفلسطيني، وأُعيد انتخابه عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة محافظة أريحا عام 2006. في عام 2009 اختير عضوا في الجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كانت آخر مواقفه قبل تدهور حالته الصحية مطالبته المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في قتل "إسرائيل" إياد الحلاق وطالب برفع الحصانة عنها فورا ومحاسبتها. وطالب بأن يصدر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بيانا بإدانة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، أو الاستقالة من منصبه. وقال أيضا: "الإمارات كافأت إسرائيل ونتنياهو على جرائمهما، والاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، خرق فاضح لقرارات الجامعة العربية".
وقال عريقات إن توقيع الإمارات والبحرين على "اتفاقيتي التطبيع" مع الاحتلال هو "توقيع على صفقة القرن"، مضيفا أنهما "وافقتا على أن يكون المسجد الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية".
كما اعتبر اللقاء الذي عقده رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح برهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا بأنه "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني".
لكنه عاد بعدها بأيام وغرد على حسابه في تويتر: "من يريد من العرب تقديم أوراق اعتماد لواشنطن أو غيرها، أو يريد أن يمهد للتطبيع مع إسرائيل، يمكنه فعل ذلك دون التشهير بالشعب الفلسطيني ونضاله الأسطوري".
ألف صائب عريقات عدة كتب أبرزها: "الحياة مفاوضات" عام 2008، وهو كتاب أكاديمي خصص بالأساس لطلبة الجامعات والمهتمين بمجال المفاوضات وخصص ريعه لطلبة جامعة النجاح الوطنية التي صدر عنها، وكتاب "بين علي وروجز" صدر عام 2014.
عريقات أكد في تصريحات سابقة أنه في إطار التحضير لإصدار كتب أخرى تتحدث عن مجريات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، التي انطلقت منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.
صحيا تعرض عريقات عام 2012 إلى نوبة قلبية، كما خضع عام 2017 لعملية زراعة رئة في مستشفى في ولاية فرجينيا الشمالية بأمريكا بعد معاناته من التليف الرئوي. وقبل أيام أُعلن عن إصابته بفيروس كورونا، وأعلن عريقات أنه يعاني من "أعراض صعبة" جراء إصابته بالفيروس المستجد بسبب ضعف حالته الصحية الناجمة عن "نقص مناعته نتيجة قيامه بعملية زراعة رئة". على حد قوله.
ونقل إلى مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس لتلقي العلاج بعد أن ساءت حالته الصحية.
وبحسب ابنته الدكتورة سلام عريقات، لا زال والدها متصلا بأنابيب متصلة بدورها بجهاز دعم الحياة خارج الجسم، الذي يقوم بعمل الرئتين عن طريق نقل الأكسجين إلى الدم. فيما أكدت زوجته دلال عريقات، أن حالة زوجها لا تزال حرجة، وأن فريقا طبيا دوليا يشرف على حالته.