يحاول أحدهم أن يثبت أن
إسرائيل ستزول من الوجود في سنة ميلادية بعينها، ويستدل على ذلك بالقرآن الكريم،
يزعم أن هناك إعجازا (عدديا، رقميا) في القرآن بطريقة ما.. المفارقة أن هذا الشخص
لم ينتبه لهذا "الإعجاز" إلا بعد أن اطلع على كتاب لرجل يدعى "رشاد
خليفة"، وهو رجل مخبول أصدر كتابا لا علاقة له بالبحث العلمي، ثم ادعى النبوة
بعد ذلك بعدة سنوات، ثم قتل في عام 1990م. وكانت هناك أسئلة كثيرة حول الجهات التي
ربما كانت تشجعه على المضي في تلك الفتنة التي يحاول أن يفتعلها.
المفارقة الأكبر.. هي الطريقة
التي ننظر بها إلى فكرة "زوال إسرائيل"، ففي الوقت الذي تقوم إسرائيل
بمئات الأبحاث العلمية لتؤجل زوالها المحتوم.. يخرج علينا مجانين يحاولون أن
يبشرونا بزوال إسرائيل بهذه الخزعبلات التي يتنزه عنها كتاب الله جل وعلا.
** *
السيد يزيد الصايغ، كبير
الباحثين في معهد كارنيجي، ألقى محاضرة هامة في المعهد في بيروت يوم الجمعة الماضي
(6 كانون الأول/ ديسمبر 2019م)، وتحدث فيها عن أن وضع الجيش المصري حاليا تحت
قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي يماثل وضع القوات المسلحة عشية نكسة عام 1967م (في
رأيي الشخصي وضع الجيش المصري اليوم أسوأ بكثير من ذلك).. وأضاف الصايغ خلال
محاضرته أن "سيسي" لا يفهم في الاقتصاد ورغم ذلك يتخذ قرارات.. وغير ذلك
من التصريحات الخطيرة المبنية على بحث علمي محترم، في تقرير مهم بعنوان "أولياء
الجمهورية.. تشريح الاقتصاد العسكري المصري"..
المفارقة أن عدد متابعي
البث المباشر لهذا الباحث الرصين كان أربعة أشخاص فقط، وبعد أن انتهى البحث لم يصل
عدد كل من تابع المحاضرة مئة شخص!
يحدث ذلك في الوقت الذي يبلغ
فيه عدد من يتابع البث المباشر لبعض معاتيه السوشيال ميديا، ممن يقدمون حياتهم
الخاصة لأسباب مختلفة (بعضهم يزعم أنها ثورية تطهرية)، عدة آلاف في اللحظة
الواحدة، ويبلغ عدد من يتابع تفاهات موقع "تيك توك" ملايين من مضيعي
أوقاتهم وأفكارهم وأذهانهم!
رابط المحاضرة لمن يرغب في
الاستماع لهذه المحاضرة شديدة الأهمية:
* * *
وقّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مذكرتي تفاهم مع
السيد فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لـحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها
دوليا، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019م.
وقد صادق البرلمان التركي على هذه المذكرة بعد ذلك
بأغلبية 293 صوتا مقابل اعتراض 13 فقط، وأقرها بالتزامن المجلس الرئاسي
لحكومة الوفاق الليبية في طرابلس.
اليونان اعترضت على
الاتفاقية المبرمة بين تركيا وليبيا، فهي متضررة يقينا من الاتفاق، وهي تحاول
توقيع اتفاق لترسيم الحدود مع ليبيا منذ عهد القذافي، ولم تقبل ليبيا بتوقع اتفاق
مع اليونان، نظرا لرغبات اليونان للاستحواذ على مساحات ليست من حقها.
المفارقة المضحكة المبكية..
أن مصر اعترضت أيضا على الاتفاق، برغم أن هذا الاتفاق بين تركيا وليبيا (شاءت مصر
أو أبت) يعيد إليها مساحة ضخمة (أكثر من أربعين ألف كيلو متر مربع)، وهي مساحة
تقترب من مساحة سيناء، وتحتوي هذا المساحة على ثروات من الغاز الطبيعي يقدر نصيب
مصر منها يقدر بعدة مئات من المليارات من الدولارات.
هذه الثروة باعتها العصابة
التي تحكم مصر مجانا، كهدية، أو عربون صداقة، لإسرائيل واليونان، للبقاء في
السلطة.. لا أكثر، مجرد ورقة للاعتراف بالرئيس المنقلب في المجتمع الدولي عن طريق
نفوذ إسرائيل في العالم، ووجود اليونان في الاتحاد الأوروبي.
* * *
حصلت قطر في بداية هذا
العام (2019م) على كأس آسيا في كرة القدم، تلك البطولة التي أقيمت في أبو ظبي، في
أجواء عدائية للفريق، من الدولة المضيفة، ومن الجمهور الذي لم يتردد في إلقاء
الأحذية على الفريق الذي هزم صاحب الأرض بأربعة أهداف، في عرض كروي راق من جميع
النواحي الرياضية والأخلاقية (أتحدث عن أخلاق الفريق القطري لا الإماراتي بالطبع).
في بطولة الخليج الرابعة
والعشرين التي تقام في الدوحة الآن، هُزم الفريق القطري على أرضه وبين جمهوره، من
المنتخب السعودي، بهدف نظيف.
المفارقة.. أن الفريق
القطري كما أعطى درسا في بداية العام في الانتصار الرياضي، أعطى درسا في نهاية
العام في الروح الرياضية والأخلاق العربية المحترمة، وقد كان درسا من الدولة التي
استضافت، والفريق الذي لعب البطولة، ومن الجمهور المحترم الذي حضر المباريات.
فهنيئا لقطر هذا الانتصار..
أيا كانت نتيجة البطولة..
شكرا على المقال و رابط المحاضرة أعتقد أن زوال الصهاينة سيكون فقط يوم يأمر المسلمون بالمعروف و ينهون عن المنكر إن السكوت على اللصوص الذين يحكمون معظم البلدان العربية عار و نفاق.إذن فلتبدأ ثورتنا ضد المنكر ثم نبعد الأعداء إنشاء الله.
adem
الأحد، 08-12-201903:36 م
عندي تعليق على حديثك عن الداعية الفلسطيني باسم جرار و إن لم تذكره بالاسم حول بحثه عن زوال اسرائيل سنة الفين و اثنتي و عشرين و الذي كتبه في مرج الزهور بتوجيه من الشهيد باذن الله أحمد ياسين و تشجيع منه منذ أكثر من ثلاثين سنة ، كان من المفروض أن تردّ على الدّراسة بأسلوب علمي و أدب لا أن تتهكّم على الرّجل ، زد على ذلك الدراسة تحدّثت على تاريخ معيّن لزوال اسرائيل و لم تتحدّث عن كيفية حدوث ذلك، بغضّ النظر عن صحّة الدّراسة من عدمها . يقيني أنّ زوال اسرائيل سيكون آية من آيات الله تعالى في خضمّ الوضع المتردّي المزري للأمّة ، ثقتنا في الله تعالى أوّلا ثمّ في أبطال غزة العزّة .