هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكك سياسيون ومراقبون في حقيقة المؤتمرات التي يعقدها المرشح الرئاسي المصري، موسى مصطفى موسى، مع الجماهير، والعمال، وزعماء العشائر والقبائل العربية في الصعيد والريف؛ بهدف تعريفهم ببرنامجه الرئاسي لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 16 آذار/ مارس الجاري.
واتفقوا في تصريحات لـ"عربي21" على أنها تأتي لذر الرماد في العيون، وتحسين صورة مرشح السيسي المغمور، وتجميل صورة الانتخابات المحسومة سلفا لصالح منافسه الأقوى، عبدالفتاح السيسي، إلا أن مصدرا قبليا كشف أن الأمن يقف وراء دعوة بعض زعماء العشائر والقبائل لحضور مؤتمرات موسى (الهزلية).
الأمن وراء عقد مؤتمرات موسى
وأضاف المصدر لـ"عربي21"، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن بعض رجال أجهزة الأمن تواصلوا مع بعض عُمَد ومشايخ العائلات والقبائل، وطلبوا منهم حضور بعض مؤتمرات "موسى"، ونقلها على الهواء مباشرة، وإظهار بعض الدعم له.
وكشف المصدر القبلي أنهم حصلوا على تعهدات أمنية بعدم ملاحقتهم، أو مساءلتهم على خلفية حضورهم مثل تلك المؤتمرات، بل وحتى التصويت لمنافس السيسي؛ لأن ذلك يخدم صورة السيسي نفسه، وفق قولهم.
وعقد موسى، السبت، اجتماعا مع بعض قيادات مجلس القبائل العربية في مقر حزب "الغد" بالقاهرة، وأكدوا أن عددهم يتجاوز المليوني ناخب، وجميعهم يؤيدون "موسى" ما يعني أنه لا بد أن يحصل على مليوني صوت على الأقل من المجلس وحده غير باقي المواطنين، وهو ما استبعده المصدر.
اقرأ أيضا: تزايد مخاوف السيسي من مقاطعة غير مسبوقة لانتخابات الرئاسة
ومن المفارقات أثناء المؤتمر، قال موسى إنه لا يطالب أحد بانتخابه "إحنا مبنقولش انتخب فلان أو فلان، لكن لازم كلنا نشارك ونختار".
المخرج اللواء عباس كامل
وعلق الباحث السياسي، المرسي طارق، بالقول "بداية من المهم أن نبتعد عن وصف هذه العملية بالانتخابات وكذلك المؤتمرات المصاحبة لها"، مضيفا لـ"عربي21" أنه "لا يوجد شخص واحد حتى من مجاذيب السيسي يعتقد بوجود انتخابات".
ولم يستبعد وقوف الأجهزة الأمنية وراء ترتيبات العملية الانتخابية برمتها، قائلا: "يمكن لأي شخص أن يحصل على تأكيد على وقوف أجهزة الأمن وراء هذه المسرحيات من اللواء عباس كامل (مدير مكتب السيسي)".
وأعرب عن اعتقاده بأن "الهدف من مثل تلك المؤتمرات لا يتعدى فكرة ملء الفراغ الإعلامي، وجذب الأنظار بعيدا عن أحداث أكثر أهمية منها سيناء، وصفقة القرن، وتقارير مهمة مثل تقرير بي بي سي. أعتقد أن محاولة فهم هذه الأشياء يجعلنا ننشغل عن ما هو أهم".
موسى مؤيد السيسي
وشككت الكاتبة الصحفية، أسماء شكر، في قدرة موسى على الحشد لأي مؤتمر، قائلة: "إذا كان المنافس موسى مصطفى موسى أعلن تأييده للسيسي، وهو نفسه من أطلق حملة كمل جميلك يا شعب، التي طالبت بترشح السيسي في 2014، فلا يوجد أي استغراب؛ لأن الأمر أولا وأخيرا تمثيليه مكشوفة للجميع وليس هناك انتخابات حقيقية في مصر حتى نقول مؤيد ومعارض".
وذهبت إلى القول بأن "الأجهزة الأمنية هي من تقف خلف المؤتمرات التي يعقدها موسى؛ كي توصل رسالة للمجتمع الدولي بأن هناك منافسة حقيقية في مصر أمام السيسي، وهنا نتأكد أن السيسي لا يهتم بالشعب والوضع الداخلي؛ لأن الجميع يعلم حقيقة ترشح موسى ودوره الحقيقي في تمثيلية الانتخابات القادمة".
اقرأ أيضا: التباين بين دعاية السيسي وموسى يكشف حقيقة المنافسة
وحملت السيسي مسؤولية "القضاء على الحياة السياسية بشكل كامل، خاصة بعد اعتقال كل المرشحين المحتملين، وهزلية الانتخابات الرئاسية، وأن تلك المؤتمرات ما هي غير اللمسات الأخيرة في مشهد الكوميديا السوداء والتي نشاهدها منذ انقلاب 3 يوليو 2013".
هزل وسخرية
وتهكم منسق المرصد العربي لحرية الإعلام، أبو بكر خلاف، على ما يسمى بالمؤتمرات الجماهيرية، قائلا: "هذه الحشود من المواطنين الشرفاء جزء من المسرحية؛ فالمرشح الذي جمع 80 ألف توكيل خلال 24 ساعة، جمع أيضا تزكية عشرات أعضاء البرلمان دون أن تُعرف أسماؤهم".
وأضاف لـ"عربي21" أن "كل هذه دلائل على أن ما يحدث هو استكمال فصول المسرحية لمرشح يقوم بلقاءات ويحضر في سرادقات"، واستدرك ساخرا: "لو كان موسى مرشحا حقيقيا لكان في السجن الآن مع غيره من المرشحين السابقين".