هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بالتزامن مع العملية
العسكرية الشاملة للقوات المسلحة المصرية فى سيناء بثت إدارة الشؤون المعنوية
مجموعة من المواد الإعلانية المتلفزة عن أسلحة الجيش المختلفة تحت عنوان "المهمة
حماية وطن"، وهى المواد التي تم بثها فى مختلف القنوات الفضائية الرسمية
والخاصة كفواصل إعلانية أساسية بين البرامج والمسلسلات.
وتنوعت هذه المواد الإعلانية
بين لقطات لقوات الصاعقة وأخرى للمدرعات وثالثة للدفاع الجوي ورابعة للبحرية
وخامسة للقوات الجوية، ومواد أخرى عن اشتباكات وتدريبات القوات المسلحة المصرية،
وهو ما ربطه مختصون ومتابعون بالعملية العسكرية التي تشهدها سيناء منذ عدة أيام
والتى تنوعت ردود الأفعال حولها بين المؤيد والمعارض.
وطبقا للبيان الرابع الذى
أصدره المتحدث باسم القوات المسلحة صباح الأحد فإن العملية التي يشارك فيها
الجيشين الثاني والثالث وعناصر من كافة الأفرع
الرئيسية للجيش ووحدات من الصاعقة والمظلات وقوات التدخل السريع والقوات البحرية وعناصر
من قوات الشرطة المدنية أسفرت عن مقتل 16 شخصا واعتقال 4 آخرين وهدم 66
هدفا ثابتا.
من جانبه اعتبر الدكتور محمد جمال حشمت عضو البرلمان
المصري السابق أن العملية التي تحدث في سيناء مريبة وأهدافها الحقيقية ليست محاربة
الإرهاب وإنما إبادة أبناء سيناء، موضحا فى تصريحات لـ "عربي21" أن "تزامن
العملية العسكرية مع حملة الدعاية التي تقوم بها الشؤون المعنوية لتمليع الجيش، واقتراب
الانتخابات الرئاسية الهزلية وما جرى مع الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات
المسلحة الأسبق يشير إلى أن هناك أسبابا خفية لهذه الحرب المصطنعة".
وأكد حشمت أن ما يحدث في
سيناء "جريمة إبادة جديدة تضاف لجرائم رئيس الانقلاب وعصابته من قيادات فاسدة
في القوات المسلحة، وبالتالي فما يحدث بسيناء ليس بعيدا عما حدث فى فض اعتصامي
رابعة والنهضة وغيرهما".
ويضيف خبير الحملات
الإعلامية يحيى عبد الهادي لـ"عربي21" أن الهدف من المواد الترويجية
التي انتجتها الشؤون المعنوية وتم بثها في مختلف وسائل الإعلام هو تجميل صورة الجيش،
متسائلا "إذا كان هناك تأييد واسع للعملية كما
ينشر الإعلام المصري فما هي الحاجة لمثل هذه الأفلام الدعائية التي يتم بثها منذ
عدة أيام تحت شعار "المهة حماية وطن"".
ويشير عبد الهادي أن هذه الأفلام الدعائية جزء من
الحرب نفسها وتأتي ضمن خطوات لرفع الروح المعنوية للجيش بعد تعرضه للانتقادات خلال
الأشهر الماضية وأنه تفرغ لبيع وإنتاج السمك وتوزيع المواد الغذائية وترك مهمته
الرئيسية في الدفاع والحرب، وهو ما تؤكده النتائج التى أعلنها المتحدث باسم الجيش
عما توصلت إليه العملية حتى الآن.
ويؤكد عبد الهادي أن هيئة البحوث العسكرية وإدارة
الشؤون المعنوية وإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع اعتادت إجراء استطلاعات رأي
داخل صفوف الجيش كل فترة ومع مختلف الأحداث، ويبدوا أن استطلاعات الرأي الأخيرة وتحديدا
بعدما جرى مع الفريق سامي عنان والحملات الإعلامية السلبية التي يتعرض لها الجيش
نتيجة تفرغه لبيع المواد الغذائية، جاء بنتائج عكسية وبالتالي كان هناك حاجة لإعادة
الثقة مرة أخرى لصفوف الجيش وإشغاله فى حرب قال رئيس الانقلاب إنه يجهز لها منذ
2012.
دراما السياسية والجيش
من جانبه طرح الباحث المتخصص في شؤون الحركات
الإسلامية الدكتور كمال حبيب العديد من التساؤلات عن أهداف الحرب الجارية فى
سيناء، وقال عبر صفحته الرسمية على "الفيسبوك" إنه "تابع المشاعر
الجياشة للمصريين خلف جيش بلادهم، وحاول أن يفهم ما يجري، خاصة أمام التحرك الكبير
والضخم للجيش دون تحديد واضح للأهداف ولمسرح العمليات، مشيرا إلى أن هذا التحرك
الضخم لم يقابله بيانات لفهم ما يجري، بل إنها بيانات لا تحمل معلومات أو نتائج
واضحة لذلك التحرك الكبير".
وأضاف حبيب أنه لجأ إلى الإعلام العالمي للبحث عن
إجابة لتساؤلاته إلا أنه لم يجد أيضا معلومات، وهو ما يشير إلى وجود شيء غامض وراء
هذه الحرب المصطنعة التي لم يقدم القائمون عليها والمروجون لها أية مبررات مفهومة أو
بيانات توضح ما يجري.
وقال حبيب إن دعم وسائل الإعلام للعملية العسكرية إنما
يهدف لتحويل مجالات الحرب والسياسة لدراما مسرحية يشاهدها الشعب دون أن يلامس أي
أثر لها بأرض الواقع، وأن جزء من هذه المسرحية هو استخدام مشروع الحرب لاستثارة
المشاعر الوطنية لضبطها فى الاتجاه المرجو، لأن تصاعد هذه المشاعر أكثر من الحد
سيفرض واقعا وطنيا حقيقيا لا يبدوا أن القائمين على إخراج مشاهد المسرحية السياسية
فى البلاد مستعدين لنتائجها.