أكثر من أربعين قتيلا وعشرات الجرحى من
الأقباط المصريين في تفجير هز كنيستين مصريتين في محافظتي الاسكندرية والغربية في متابعة لمسلسل استهداف الأقباط في مصر وفي محاولة لجر مصر إلى سيناريوهات لا تحمد عقباها، وتنظيم الدولة يتبنى الهجوم الإرهابي الدامي.
ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الأقباط في مصر ولن تكون الأخيرة، فقبل الثورة بأشهر شهدت كنيسة الإسكندرية تفجيرا هز مصر كلها ثم تلتها أحداث محمد محمود بعد ثورة يناير 2011 والتي استهدف فيها الجيش المصري متظاهرين أقباط إبان الفترة الانتقالية التي كان يحكم فيها المجلس العسكري بعد سقوط مبارك..
الأقباط اليوم ثائرون ويحملون النظام المصري المسؤولية السياسية إن لم تكن الجنائية عن استهداف
الكنائس في مصر وعدم تأمينها.
وما حدث يوم تفجير العباسية حين استهدفت الكنيسة في قلب العاصمة المصرية.. من ردود فعل غاضبة.. وهتافات منددة بنظام السيسي ومطالبة بالإطاحة برجاله ومن بينهم وزير الداخلية.. وطرد وضرب لإعلاميين مؤيدين له قابل للتكرار.
والدلالات والبوادر اليوم كلها تؤكد أن الأقباط ومن ورائهم شعب مصر لم يعودوا يثقون كثيرا في نظام السيسي ويحملونه مسؤولية التفجيرات.. هذا إذا لم يكن هنالك من يتهم النظام شخصيا بالوقوف وراء تلك التفجيرات واللعب بورقة الطائفية من أجل التغطية على الفشل السياسي والاقتصادي والأمني في إدارة شؤون المصريين ورعاية مصالحهم.
والحقيقة الأكيدة الأخرى أن الإرهاب الفعلي في مصر.. بدأ بعد أيام من دعوة السيسي المصريين في السادس والعشرين من يوليو 2013 للنزول من أجل أن يمنحوه تفويضا لمواجهة الإرهاب المحتمل.. بعدها بأيام تحول الإرهاب من محتمل إلى واقع يعيشه المصريون بألم إلى يومنا هذا.. وشهدت مصر بعده أعنف فترة في تاريخها المعاصر حين دخل الإرهاب إلى قلب القاهرة ولم تسلم منه عاصمة ولا مدينة في مصر الكبيرة على نظام السيسي.. كما اتضح مؤخرا بعد فوات الأوان أن الرجل لا يريد التفويض إلا من أجل فض اعتصام مؤيدي الرئيس مرسي في رابعة.. وقد فضه جيشه وقواته أيما فض وارتكبوا مجزرة هي الأعنف في تاريخ مصر المعاصر حسب منظمات أجنبية حين قتل الآلاف في ساعات واحدة.
تفجير الكنيسة اليوم ليس إلا ضمن المسلسل والسيناريو الذي خطط لمصر منذ الثالث من يوليو.. والنظام مسؤول في كل الأحوال سياسيا وأمنيا حتى ولو لم تكن له يد فيما يجري.. لتبقى مصر وشعبها في حاضر مؤلم ومستقبل مجهول مخيف وماض ليس سعيدا بالنسبة لكثيرين.
تنتظر مصر وشعبها من يخلصها وينقذها من هذا الجنون الذي تعيش فيه.. ومن سيناريو الدول المجاورة الذي يطبخ لها على نار هادئة قد تشعل الأخضر واليابس.. لو نجحت خطة الحرب الطائفية.
فمن بيده الحل الأخير والمخرج لشعب مصر؟