أصدر حاكم شرق
ليبيا العسكري المكلف من مجلس النواب،
عبد الرازق الناظوري قرارا، في السادس عشر من شباط/ فبراير الجاري، يقضي بمنع سفر الليبيات اللاتي تقل أعمارهن عن ستين عاما، إلى خارج البلاد، دون
محرم شرعي.
وعلقت إدارة مطار الأبرق الدولي شرق ليبيا البدء في تنفيذ قرار الحاكم العسكري، على تعليمات وإيضاحات تصدر من وزارة داخلية الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، التي تتخذ من مدينة البيضاء مقرا لها.
وبرر الحاكم العسكري عبد الرازق الناظوري الموالي لحفتر قراره، بالدواعي الأمنية، رافضا السبب الديني كتفسير لمنع
النساء من السفر خارج ليبيا بدون محرم. إلا أنه لم يكشف طبيعة هذه الدواعي.
وقال الناظوري لقناة "ليبيا" المحلية : إن قرار المنع لا علاقة له بالدين أو السياسية، وإنما الأمن لا غير كان وراء إصداره، مؤكدا أنه مؤقت سيتم إلغائه ووقفه، حال انتهاء الأسباب الداعية له.
وأضاف الحاكم العسكري، أن بعض النساء الليبيات مخترقات من قبل أجهزة مخابرات أجنبية، خاصة هؤلاء اللاتي يسافرن إلى خارج ليبيا، بدعوة من مؤسسات مجتمع مدني في الخارج، وصفها بـ"المشبوهة".
ويرى مراقبون محليون أن قرار منع النساء الليبيات دون سن الستين من السفر، مقصود به التضييق على المهاجرين من شرق ليبيا في دول أخرى، والمعارضين لعملية "الكرامة" العسكرية، ومحاولة إجبار أرباب الأسر على العودة عبر المطارات التي تسيطر عليها قوات
حفتر.
وقال نشطاء على
مواقع التواصل الاجتماعي، إن للقرار دواعيَ دينية، وذلك تأثرا بفتاوى أطلقها الشيخ الأردني المقيم في المملكة العربية السعودية، أسامة بن عطايا العتيبي، الذي ينتسب إلى التيار المدخلي السلفي.
وكانت قيادة جيش اللواء المتقاعد خليفة حفتر دعت العتيبي منذ قرابة الشهر، إلى إلقاء محاضرات في مدن البيضاء وأجدابيا وطبرق والزنتان، هاجم فيها الإخوان المسلمين والمتصوفة والتيارات الجهادية، وأثنى فيها على حفتر، مؤكدا أنه الولي الشرعي لأمر الشعب الليبي.
وسخر ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي من قرار منع النساء من السفر دون سن الستين، دون محرم، فقال الناشط في المجتمع المدني المبروك السويح، إن المقصود بالقرار "منع ناشطات المجتمع المدني من المشاركة في منظمات الأمم المتحدة الحقوقية والإنسانية والديمقراطية، ليحرمهن فرصة توسيع مداركهن".
ووصف آخرون القرار بأنه "تبادل للأدوار"، إذ إن اللواء المتقاعد حفتر سيلغيه في وقت لاحق، بعد أن تكثر المناشدات بشأنه، كمحاولة لكسب التعاطف الشعبي، خاصة من النساء.