أوقفت فضائية
مصرية خاصة برنامجا تلفزيونيا للإعلامي إبراهيم عيسى، الذي انتقد مؤخرا سياسات نظام عبد الفتاح السيسي وحكومته، بعد أن كان مؤيدا له.
وقال مصدر بفضائية "القاهرة والناس"، للأناضول، إن إدارة القناة برئاسة طارق نور أبلغت فريق عمل برنامج "مع إبراهيم عيسى"، يوم السبت، أنه سيتم وقف بث البرنامج بداية من غد الاثنين، أي أن حلقة اليوم الأحد ستكون الأخيرة، دون ذكر الأسباب.
وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن إدارة القناة أبلغت فريق الإعداد بأنها بصدد إصدار بيان بوقف البرنامج، خلال الساعات المقبلة.
ومن المنتظر أن تعرض قناة "القاهرة والناس" الحلقة الأخيرة من البرنامج، التي ستكون مسجلة، وتتناول حصاد العام 2016، وفق المصدر ذاته.
ولم يتسن للأناضول الحصول على تعقيب فوري من الإعلامي إبراهيم عيسى، أو مالك قناة "القاهرة والناس"، طارق نور، أحد أكبر رجال الأعمال المتخصصين في مجال الإعلانات بمصر.
والإعلامي المصري إبراهيم عيسى، الذي برز اسمه منتصف عام 2014، في برامج "التوك شو"، يعتبر من الإعلاميين المؤيدين للسيسي، غير أنه أظهر انتقادا له ولنظامه خلال الأسابيع الماضية.
ففي إحدى حلقاته، قال عيسى إن "نواب
البرلمان اتخذوا من واقعة تفجير الكنيسة البطرسية (وقع شرقي القاهرة، في 11 من الشهر نفسه، وأدى إلى مقتل 27)، ذريعة لتعديل الدستور؛ من أجل إطالة مدة حكم رئيس الجمهورية (السيسي)"، الذي من المقرر أن تنتهي ولايته الأولى منتصف 2018.
وآنذاك، ظهرت دعوات مجهولة المصدر تطالب بإطالة فترة حكم السيسي من 4 إلى 6 سنوات، أخذت زخما في الإعلامي المحلي، غير أن البرلمان تبرأ من مناقشته تلك الدعوة، وعدَّها مراقبون آنذاك "بالونة اختبار"؛ لمعرفة رد فعل المصريين.
اقرأ أيضا:
هل سقط إبراهيم عيسى وأُخرج من المشهد نهائيا؟ (شاهد)
بدوره، اعتبر مجلس النواب (البرلمان) المصري حديث عيسى عن "مناقشة البرلمان إطالة حكم السيسي" بمثابة التجاوز بحق أعضائه، وقال رئيس المجلس علي عبد العال، في إحدى الجلسات، إنه (عيسى) "يمارس جرائم بحق البرلمان يعاقب عليها القانون".
وبعدها، أكد مجدي العجاتي، وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، في تصريحات صحفية، أن "الحكومة ستتخذ موقفا تجاه قناة القاهرة والناس؛ بسبب تجاوزات الإعلامي إبراهيم عيسى ضد البرلمان".
وردا على الهجوم الحكومي والبرلماني على الفضائية المملوكة له، قال طارق نور، في تصريحات صحفية سابقة، إن "حديث عيسى رغم حدته، لا يتعدى كونه رأيا شخصيا، والدستور يكفل حرية الرأي، رغم كوني من مؤيدي إعلاء مصلحة الدولة على أي شيء".
يشار إلى أن السلطات المصرية ألغت، مؤخرا، معرض "لومارشيه" للأثاث، الذي تنظمه وكالة طارق نور للإعلان كل عام، والذي كان مقررا إقامته خلال الفترة من 22 حتى 25 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وذلك قبل انطلاقه بأسبوع؛ بسبب اعتراضات الجهات الأمنية على تنظيمه؛ بدعوى "عدم كفاية وسائل الأمن المدني".
وحينها، ربط متابعون بين هجوم عيسى عبر فضائية "نور" على النظام، وإلغاء المعرض، الذي تكبد صاحبه ملايين الجنيهات كخسائر، وفق تقارير محلية.
وعادة ما تنفي السلطات المصرية اتهامات بالتضييق على حرية الرأي والتعبير.