السيسي يتجاهل "الاستيطان" ويبكي ويفخر باقتصاد الجيش

تجاهل رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، في كلمة ألقاها السبت في افتتاح مصانع بتروكيماويات تابع للجيش، الإشارة من قريب أو بعيد إلى موقف مصر المثير للجدل بمجلس الأمن الدولي، إزاء قراره الصادر، الجمعة، بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي تقدمت مصر بمشروعه، ثم طلبت إرجاءه، ثم سحبته، ثم صوتت لصالحه، بعد تقدم أربع دول أخرى به، ليتم تمريره في النهاية بأغلبية 14 صوتا، بينها مصر، مع امتناع الولايات المتحدة.

وبدلا من ذلك، اهتم السيسي بالدفاع عن اقتصاد الجيش المصري، متمنيا أن يصل حجمه إلى 50% من حجم الاقتصاد الوطني، قائلا: "ياريت اقتصاد الجيش يبقى نص اقتصاد البلد''.

وحاول السيسي "استمالة" مشاعر المصريين فقال: "الشعب المصري أصيل، وتحمل كثيرا، ونفسي أعمل كل حاجة حلوة"، وذلك وسط "مشاهد دعائية مصطنعة" -وفق مراقبين- لامرأة حاولت تقبيل يده، ورجل قال له: "بنحبك يا ريس"، فبكى، وثالث ألقى الشعر في حضرته.

دفاعه عن اقتصاد الجيش: "يا ريته 50%"  

وفي بداية كلمته، زعم السيسي أن المياه التي تقدم للمصريين آمنة تماما، مشيرا إلى أنها كلها تحت سيطرة شركات وطنية والدولة.

وشدَّد على أن "الدولة والقوات المسلحة جزء واحد". وقال إن "القوات المسلحة تتصدى لِدَهْ (تنفيذ المشروعات الكبرى)؛ لأن دَهْ (هذا) أمر يمس الأمن القومي، وأحد المهام الاستراتيجية للقوات المسلحة، وهي الحفاظ على الأمن القومي، وفق قوله.

وزعم أن كل هذه المشروعات (التي تقوم بتنفيذها القوات المسلحة) تتم مراجعتها من خلال الجهاز المركزي للمحاسبات، ويتم سداد الضرائب الخاصة بهذه المشروعات (للدولة).

وأشار إلى أنه "ذُكر خلال الفترة اللي فاتت أن حجم اقتصاد القوات المسلحة 20% و50% (من الاقتصاد المصري)"، معلقا: "طب أنا أتمنى.. والله العظيم أتمنى".

وأضاف، في كلمته بافتتاح التوسعات الجديدة بشركة النصر للكيماويات الوسيطة بمنطقة "أبو رواش" بالجيزة، السبت: "القوات المسلحة دي (هي) الدولة، والدولة دي من ضمن أجزائها القوات المسلحة".

وتابع: "يا ريت القوات المسلحة كانت بتمتلك 50% من اقتصاد مصر".

وأردف: "ده كلام مش ممكن يحصل، وأكرره؛ لأننا ليس لدينا حاجة نخبيها (نخفيها)"، متابعا: "لو فيه أي رقم غير ده هأقوله"، مطالبا المصريين بعدم الاستماع لمعلومات لا تمت للحقيقة بصلة، وفق وصفه.

"أنا رجل صادق وشفاف وأمين"

وواصل السيسي حديثه: "اتعودت أن أكون معكم رجل صادق وشفاف وأمين.. ما أقولش أي كلام، ولازم أصحح كل حاجة لو أقدر أصححها إن أمكن.. وأقول إنه من واحد ونصف بالمئة (حجم اقتصاد الجيش) إلى اثنين بالمئة من الاقتصاد (القومي)".

وادعى السيسي في كلمته أن مشروعات القوات المسلحة المصرية لا تتم بمعزل عن القطاع المدني، مضيفا: "عندنا حوالي 50 ألف عامل مدني يعملون بإدارة العاملين المدنيين بالقوات المسلحة".

وتابع بأن الفارق بين شركات القوات المسلحة والقطاع المدني هو توافر الانضباط والإدارة الجيدة، الأمر الذي تمتاز به شركات القوات المسلحة، بما يضمن نجاح المشروعات بشكل جيد، بحسب قوله.

وأضاف أن القوات المسلحة تمثل إحدى مؤسسات القطاع العام. وأشار إلى أن الناتج المحلي لمصر في ظل عدد سكانها الحالي -الذي يبلغ 92 مليون نسمة- يجب أن يتراوح بين 30 و40 تريليون جنيه.