قالت الكاتبة
الإسرائيلية والخبيرة في الشؤون العربية سمدار بيري، إن رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح
السيسي لا يحتاج إلى الوقوف أمام الكاميرات مجددا ليروي "كيف أنهم بصقوا في وجهه" بعد إطلاقه مبادرة قبل أيام لجمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضحت بيري في مقالها بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حملة السيسي لإحياء السلام التي كشف عنها في احتفال مشروع محطات للطاقة الكهربائية، لم تصمد أقل من 24 ساعة قبل أن "يدفنها الحمار" بحسب وصفها، مشيرة إلى أن السيسي لم يستوعب أنه ذهب ليشتري "بوغي (موشيه يعلون) ليكتشف أنهم غلفوا له
ليبرمان".
وأشارت إلى أن السيسي تلقى صفعة من ننتياهو بتعيين أفيغدور ليبرمان في وزارة الدفاع الإسرائيلية، والمعلومات عن تفاصيل مكالمة
نتنياهو مع السيسي عقب حادثة الطائرة المصرية غير معروفة، هذا إن كان هناك مكالمة بالأصل بين الطرفين.. لكن المعلوم الآن هو حجم الغضب في القاهرة والذي عبرت عنه صحيفة الأهرام الرسمية في عنوانها العريض "نتنياهو عيّن المتطرف ليبرمان وزيرا للدفاع في إسرائيل".
ولفتت الكاتبة إلى أن ليبرمان يرتبط في الذاكرة المصرية بالتهديدات، وأهمها تهديده بقصف السد العالي وتصريحاته إبان حكم الرئيس السابق حسني مبارك، حين قال: "إذا كان رئيسهم لا يريد زيارة إسرائيل فليذهب إلى الجحيم".
وكشفت "بيري" عن اتفاق بين الكواليس تم بموجبه قيام السيسي بإعلان مبادرة السلام خلال حفل محطات الكهرباء، يعقبها بيان تأييد جارف من الجانب الإسرائيلي. وسرت شائعات عن سفر نتنياهو وهرتسوغ للقاهرة لإعداد مؤتمر سلام يتجاوز فرنسا.
وأضافت: "لكنهم لم ينتعشوا فهرتسوغ طار ويعلنون أنه تمت تنحيته وليبرمان يحل مكانه، وباي باي للمفاوضات".
ونقلت عن دبلوماسي مصري كبير قوله: "اعتدنا على المفاجآت من بيبي، لكنه هذه المرة ضربنا بشدة". وأضاف: "تلقينا من نتنياهو خازوقا وزومبا".
وقالت إن الدبلوماسي المصري أوضح أن "الخازوق القاسي كان طرد هرتسوغ، أما الزومبا النتنة فكانت بتعيين ليبرمان وزيرا للدفاع".
ولفتت الكاتبة إلى أن ليبرمان سيرى بعد غد ما لم يره في مناصبه السابقة عندما يدخل "الكرياه" (وزارة الدفاع)، وكل شيء قابل للتدحرج في إسرائيل، لكن من الصعب التصديق أن ليبرمان يمكن أن يضرب التنسيق الأمني مع القاهرة.