هاجم البروفيسور
الإسرائيلي إيال زيسر، قناة "
الجزيرة" القطرية، قائلا إنها "زعمت في بداية طريقها أنها ستعمل على تغيير وجه الاعلام العربي، لكنها لم تقدم سوى التطرف والتحريض ضد إسرائيل"، بحسب تعبيره.
واعتبر زيسر، في مقال له مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، أن "الجزيرة" بعد عقدين من سيطرتها على عالم وسائل الإعلام العربية، شكلت مصدرا للرعب لكثير من الأنظمة العربية، لا سيما المعتدلة والتي تؤيد الغرب، و"تعاني المشكلات".
وأشار البروفيسور الإسرائيلي إلى أن "نشر الكراهية والتطرف والتلويح براية محاربة إسرائيل الذي أتقنته القناة جيدا، لم يضمن لها المشاهدة المرتفعة والتأييد من قبل المشاهدين العرب، وليس تأييد أصحابها أيضا الذين هم يمثلون النظام في قطر، والذين تخلوا عنها"، بحسب تعبيره.
وواصل زيسر هجومه على الجزيرة، قائلا إن القناة "زعمت في بداية طريقها أنها تريد تغيير شكل الإعلام العربي وطرح بديل لوسائل الإعلام الرسمية في دول مختلفة. وقد قامت بتقديم نفسها كمن يريد طرح الرأي الآخر، وسمحت لكثير من الإسرائيليين بالظهور فيها"، معتبرا أن هذا نوعا من "التصنع بالانفتاح وتقبل الآخر، تمويها من أجل نشر المواقف المتطرفة والدمج بين القومية العربية المتطرفة من صنع عزمي بشارة وبين نقيضها، الإسلام المتطرف الذي يمثله الشيخ يوسف القرضاوي أحد قادة الإخوان المسلمين"، على حد قوله.
وقال زيسر إن الجزيرة "هاجمت النظام المصري والنظام التونسي، لكنها منحت الحصانة لنظام الأسد"، في وقت تتلقى فيه انتقادات من أطراف أخرى بمبالغة دعمها لقوات المعارضة السورية، مضيفا أن "الجزيرة السعودية امتدحت إيران وحزب الله، وفوق كل شيء، لم تنتقد الإمارة الصغيرة التي عملت فيها، قطر".
وفي كل صراع بين إسرائيل وأعدائها؛ أشار زيسر إلى أن القناة "تبنت رواية الطرف العربي، سواء كان حماس أم حزب الله، وأكثرت من الهجوم على السلطة
الفلسطينية بسبب التعاون مع إسرائيل وجهودها لتهدئة الميدان كلما حدثت أعمال عنيفة".
الربيع العربي
ووصف البروفيسور الإسرائيلي، الربيع العربي بأنه "كان أفضل أوقات القناة"، إذ اعتبر أن "استوديوهاتها تحولت إلى مركز خرجت منه نار التمرد والاحتجاج في أرجاء العالم العربي".
واعتبر أن "التشجيع الذي منحته للتطرف والراديكالية جعل كثيرين من الجمهور العربي الذي ضاق ذرعا من الفبركات الإعلامية التي لا تمت للواقع بأي صلة، يتحفظون على القناة، حيث فقدت المصداقية وأصبحت بعيدة عن المشكلات التي يواجهها العالم العربي، ووجدت نفسها مرة أخرى في الجانب غير الصحيح في الخريطة العربية، ويضاف إلى ذلك أنها خسرت تفوقها ومكانتها في العالم المليء بالقنوات والإنترنت والهواتف الذكية".
واختتم البروفيسر الإسرائيلي، بقوله إن "التطرف وجد عقابه، والمشكلة هي أن العالم العربي تغيب عنه وسائل الإعلام الحرة كي تكون الصوت الحقيقي الموازي للتطرف والكراهية".