قالت صحيفة "نظرة عليا"
الإسرائيلية، الأربعاء، إن الاتفاق النووي
الإيراني مع الدول الكبرى والمشاركة العسكرية الروسية في سوريا، زادت التقارب التركي مع
السعودية ودول الخليج وعززته.
وأشارت الصحيفة إلى أن "نقطة الذروة في هذا التقارب هي السماح بنشر طائرات مقاتلة سعودية في القاعدة الجوية التركية أنغرليك (وربما أيضا لاحقا نشر قوات برية) رسميا، كجزء من محاربة تنظيم الدولة، إلا أنها عمليا، تمثل خطوة ترمز إلى وحدة القوات بين الدولتين".
وأشارت الصحيفة إلى أن
تركيا تعد لاعبا كبيرا في نظر أولئك الذين يؤمنون بالتنسيق المطلوب في السياسة السعودية الخارجية والأمنية على ضوء التطورات الإقليمية، والتي هدفها المعلن هو وقف تعزيز مكانة إيران في المنطقة.
ولفتت إلى أن "صعود الملك سلمان للسلطة في كانون الثاني/ يناير 2015، شهد محاولات عدة للتقارب بين تركيا والسعودية، خاصة بالنسبة للأخيرة. وكانت ردود فعل الدول بالنسبة لإعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر، بمثابة ورقة عباد الشمس لاختبار الولاءات ومن ضمنها تركيا".
وبينت أنه "بموازاة الدعم التركي للرياض، فإن تركيا انضمت إلى التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب، والذي أعلنت السعودية عن قيامه في كانون الأول/ ديسمبر 2015، ويضم 34 دولة، إلا أنه لا يشمل إيران.. بالإضافة إلى أن تركيا والعربية السعودية تظهران دعما كبيرا وعلنيا أكثر من الماضي لإقليم كردستان العراق، كجزء من محاولتهما لإحداث التوازن المضاد للتأثير الإيراني في العراق".
ومن الجدير بالذكر أيضا، أن تركيا أعربت في الماضي عن دعمها للتدخل العسكري للعربية السعودية في اليمن، كما أنها لم تنتقد العواقب الإنسانية السلبية التي نجمت عن هذا التدخل.
ورأت الصحيفة أن "زيارة رئيس الوزراء التركي، أحمد أوغلو، إلى السعودية الأخيرة، أعادت الاعتقاد ثانية بإمكانية تعزيز التعاون بين تركيا والسعودية، وتحديدا تجاه التنسيق بينهما لجولة المباحثات الثالثة في جنيف (التي علقت مؤقتا)، في إطار الجهود لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا".
وتطرقت إلى أن تركيا والسعودية محبطتان، على ما يبدو، من السياسة الأمريكية بالنسبة لسوريا، والتي على سبيل المثال لا تلغي نهائيا إمكانية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا لسوريا، على الأقل لفترة انتقالية، وكلا الدولتين (تركيا والعربية السعودية) تطلب إحداهما مساعدة الأخرى من أجل تغيير هذه السياسة".
وأردفت بأن "الضغط على الولايات المتحدة أثمر نجاحا وحيدا، عندما تقرر أن ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، على الرغم من كونه العنصر المهيمن في أوساط الأكراد في سوريا، فلن يكون من بين المدعوين لمباحثات جنيف. وبذلك يكون قد تم الأخذ بالموقف التركي، الذي يعتبر الحزب فرعا للمنظمة السرية الكردية التي تعمل داخل تركيا. وجرى استبعاده".
يشار إلى أن تركيا والعربية السعودية، قررتا أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الرياض في كانون الأول/ ديسمبر 2015 (وكانت هي زيارته الثالثة في تلك السنة للعربية السعودية)، إقامة مجلس استراتيجي للتعاون المشترك بينهما.
واستعرضت الصحيفة الإسرائيلية، علاقة تركية بالإخوان، قائلة إن "دعم تركيا للإخوان المسلمين، ومعارضتها لنظام عبد الفتاح السيسي في
مصر، على الرغم من أنهما لا يشكلان عائقا أمام التقارب بينها وبين العربية السعودية، وبينها وبين باقي دول الخليج، فإن العربية السعودية نفسها تبدي اليوم نظرة براغماتية أكثر من الماضي تجاه الإخوان المسلمين".
وعرجت الكاتبة على العلاقات بين تركيا وقطر، مبينة أنها وصلت إلى حدها الأعلى عندما توصلتا في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2015، إلى الإعلان عن بناء قاعدة عسكرية تركية في قطر يتم فيها نشر حوالي 3 آلاف جندي.