أخرج نظام بشار الأسد عددا من العائلات من بلدة
مضايا المحاصرة بريف دمشق، مقابل انضمام رجال وشباب هذه العائلات لقواته.
وكشفت وسائل إعلام مقربة من النظام إخراجه لعدد من العائلات من البلدة المحاصرة، إلى العاصمة دمشق، بعد تقديم تعهدات من أرباب تلك العائلات بانضمام رجالهم وشبابهم إلى صفوف الفرقة الرابعة، إحدى أبرز الفرق العسكرية التابعة للنظام، والتي تعود قيادتها إلى ماهر الأسد شقيق رئيس
النظام السوري بشار.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء الماضي، بأنه تم إجلاء 300 شخص، على الأقل، من بلدة مضايا بريف دمشق، المحاصرة من قبل النظام السوري وحزب الله اللبناني.
وأكدت عدد من وسائل الإعلام المؤيدة للنظام إجلاء 300 مدني من مضايا ونقلهم لمخيم الإيواء في مدينة "قدسيا" بدمشق.
وتابعت المصادر ذاتها أن ذلك تم بعد إلحاق ما يزيد عن 80 من رجال وشباب تلك العائلات في معسكرات تدريب تتبع للفرقة الرابعة، بغية تجنيدهم للقتال ضد المعارضة السورية المسلحة في دمشق وضواحيها.
من جهته أكد الصحفي السوري والناشط عمر محمد، تجنيد النظام لعدد من الرجال من بلدة مضايا مقابل إجلاء عائلاتهم من البلدة.
وقال في اتصال هاتفي مع "
عربي21": "عملية إخراج العائلات التي يقدر تعدادها بعشر عائلات جاء تزامنا مع دخول الوفد الأممي ولجنة الصليب الأحمر إلى البلدة برفقة عدد من سيارات الإغاثة يوم الاثنين الماضي، إثر تشديد النظام السوري وحزب الله من عملية
حصار البلدة، وارتفاع أعداد ضحايا الجوع والحصار من المدنيين".
واستطرد الناشط المعارض: "أراد النظام السوري من خلال هذه الخطوة أن يجعل منهم مادة دسمة مسمومة للإيحاء بأن الأهالي يعانون من المسلحين وأن من يحاصرهم إرهابيون، سرقوا طعامهم وشرابهم، مما أدى لكارثة إنسانية فما كان على النظام إلا أن يجعل يوم خروجهم بالوقت المحدد لدخول الأمم المتحدة إلى البلدة".
وكشف المصدر ذاته أن رجلا مسنا من مضايا يدعى " أبو حسين"، اضطره الجوع والحصار رفقة أفراد عائلته، إلى تسجيل اسمه لدى حاجز قوات النظام معلنا قبوله التجنيد والانضمام لقوات الأسد.
في حين انتقد أبناء الساحل السوري الموالون للأسد هذه الخطوة، ووصفوا تجنيد أهالي مضايا ضمن الفرقة الرابعة، بـ"القنابل الموقوتة".
فيما وصفهم آخرون بـ"العملاء والخونة الذين لا يؤتمن جانبهم"، إلا أن قسما آخر استهجن قرار قوات النظام وطالب ساخرا بضمهم إلى قوات الحرس الجمهوري.